جوسيبي كونتي*
تشغل النساء مساحة كبيرة جدا في الحياة العملية، واصبحن يتقلدن مناصب عليا في شتى المجالات، ولكن يسبق هذا الامر الخضوع لمقابلات عمل عدة مع رؤساء ومديري الشركات التي ترغب المرأة في العمل بها، ومن ضمن الاسئلة التي تطرح عليها اثناء المقابلة: حجم الراتب المتوقع؟
تمييز واضح
وتتعرض المرأة العاملة لكثير من التحايل والضغط للتقليل من حجم الراتب المتوقع، حيث تلجأ الشركات الى استخدام لغة الصمت عندما تطلب المرشحة راتبا معينا، ومن ثم تضطر لتخفيضه خوفا لعدم تعيينها لارتفاع الراتب الذي ترغب فيه او لتخوفها من المعاملة المستقبلية اذا التحقت بالعمل ومن كان يجري معها المقابلة للتوظيف، هو مديرها الذي ستعمل معه مستقبلا.
أوضحت دراسة جامعية انه من الافضل ان تطلب المرأة أجرا عالياً، لانها مهما كان مستوى اجرها المطلوب فلن يتساوى باجور الموظفين الرجال، على الرغم من مساواة مستوى الكفاءة بينهم، كما انه من الخطأ ان تطلب المرشحة للتوظيف راتبا تعتقد انه واقعي، لانها بذلك تحرم نفسها من فرصة الزيادة في مستوى الراتب مستقبلا. وتعاني المرأة أيضاً من النمط الثقافي في طريقة التفكير نحو المرأة التي ترغب في العمل، ففي ظل النظرة نحو الرجل بجديته في العمل وحبه لمجال عمله، ينظر للمرأة على انها تنجذب نحو الاعمال الاخرى. وهذا الامر يعني ان بعض مديري التوظيف لن يروا المرأة كائنا جادا في عمله ومن الممكن ان يكافح للحصول على راتب شهري ثابت.
إذاً.. كيف يمكن للمرأة معالجة هذا الاختلال؟
أولا، على المرأة ان تدرس سوق العمل جيدا، وان تدرك تماما ما مهاراتها ومعرفتها بالعمل الذي ترغب فيه، فكلما زادت معرفة المرأة بمستوى الاجور التي تقدمها الشركات لموظفيها، زاد مستوى راتبها، ومفاوضات تحديد الراتب ستكون ناجحة.
ثانيا، من المهم ان تدرك المرأة مستوى الاجر الذي يتقاضاه نظيرها في مجال العمل، سواء كان رجلا او امرأة، لانها اذا قارنت نفسها بامرأة مثلها فقط، فستحصل على راتب قليل.
ثالثا، احذري مما يسمى «التفاوض التعاوني»، حيلة يقوم بها مديرو التوظيف، ويظهرون رغبتهم في التعاون والمساعدة للوصول الى الراتب الذي ترغب المرأة العاملة في الحصول عليه، لذلك عليك ان تحذري، كما انه اذا تم تحديد مستوى اجر اقل من الذي ترغب المرأة فيه، فعليها الاستفسار وطلب مزايا مادية اخرى تعوض بها فرق الراتب.
رابعا، على المرأة ان تدرك أن جديتها وذكاءها في التفاوض على مستوى الراتب او زيادة في الراتب، لن تقتصر فائدتهما فقط على الانتفاع المادي، بل ايضا سيثبتان وجودها وقدرتها ومهاراتها على اجراء المحادثات والتفاوض، الامر الذي سيترك اثرا وانطباعا ايجابيا عنها لدى رؤسائها.
خامسا، على المرأة ان تدرك ايضا انها تقوم بهذا العمل ليس من اجلها، بل لاجل خلق عالم جديد افضل.
فارق كبير
وقد أظهرت دراسة اخرى ان نسبة الرجال الذين يتفاوضون من اجل الحصول على زيادة في عروض الاجور أعلى بكثير من النساء، وان هناك فارقا بين الانطباع والصورة عند مديري التوظيف بين الجنسين.. فاذا قامت المرأة والرجل بنفس مستوى الزيادة في الاصرار على الحصول على اجور اعلى والتفاوض على ذلك بمعدل سنوي، ستحصل المراة على نصف ما يحصل عليه الرجل.
وتؤمن الشركات بصفة عامة، خصوصا الشركات الدولية، بأنه كلما ارتفع مستوى راتب الموظف، زاد الاعتقاد بانه الافضل.
بزيادة العروض المقدمة للمرأة، من الممكن أن يغير المجتمع نظرته للمرأة العاملة، وخلق توازن بين قواعد وحصة القيادة في دفة العمل بين الرجل والمرأة.
* ترجمة وإعداد إيمان عطية و دينا حسان