الخميس , 10 يوليو 2025

لقاء مع أول رسامة كاريكاتير سياسي في الإمارات

123

تعبّر الرسامة الإماراتية، آمنة الحمادي بريشتها الذكية، عن المشاكل والقضايا التي تشغل مجتمعها وطنها، وهي أول رسامة كاريكاتير سياسي في دولة الإمارات.

بدأت الحمادي الرسم على طاولة الدراسة وهي ابنة 15 عاماً، وهي حاصلة على بكالوريوس التربية الفنية، في تخصص الرسم من جامعة الإمارات، وتصدّرت العناوين بتميّزها كأول رسامة كرتون في الإمارات، وتركت بصمة مؤثرة بجرأتها في طرح الكاريكاتير السياسي.

نقل ساخر
وتقول الحمادي الإماراتية: “هذه رحلة بدأت منذ الطفولة، لاحظت انجذابي الذي لا يفتُر للألوان وسحر عالم الكرتون، وكنت أعيش الفن الكاريكاتيري من غير نهج واضح، إلا أنه تبلّور لدي أثناء الدراسة الجامعية”.

وتضيف الحمادي: “في المرحلة الجامعية كان الكاريكاتير لغتي في التعبير عن نفسي، للأحداث والمشكلات اليومية التي نعيشها كطالبات في السكن الداخلي”.

حينها نالت رسوماتها إعجاب زميلاتها الطالبات، ناقلة تجاربهن بطريقة ساخرة وجذّابة، وبطابع إيجابي، حيث أول معرض أقامته كان في الجامعة.

“الأنثى أصدق”
وتقول الحمادي “أنا فرد في المجتمع، أعيش همومه ومشاكله وقضاياه، وبالتالي فإن هذا الفن يتيح لي فرصة لإلقاء الضوء على قضايا مختلفة، ومشاركة الرأي، وأحياناً تصحح بعض المفاهيم الخاطئة، ولأن هذا الفن المشاكس ليس حكراً على جنس معين، وإنما يعتمد على فكر، والفنان هو مرآة صادقة للمجتمع وللأحداث التي تجري على الساحة، وأنا باعتقادي أن الأنثى ربما هي أصدق احساساً في تلقي الهموم والتعبير عنها”.

وتشعر الحمادي بمسؤولية العمل الكاريكاتيري، وأهمية طرحه بشكل إيجابي يخدم الفرد والمجتمع، حسب قيم ومفاهيم مبادئها الدينية وعاداتها وتقاليدها.

ردود فعل
وعن كونها أول شابة إماراتية تتجه للكاريكاتير السياسي، توضح الحمادي: “هذا طبيعي لأن قادتنا و شيوخنا يشجّعون الإبداع في كافة المجالات، ويدعمون المرأة في دخولها كافة الميادين، وأكبر دعم تلقاه الفتاه الإماراتية هو من قدوتنا “أم الامارات” الشيخة فاطمه بنت مبارك في دعمها المتواصل لتمكين المرأة الإماراتية، والنهوض بها والأخذ بيدها، ونتيجة لهذه الثقة من رؤية حكيمة أساسها نهج زايد، فقد أثبتت المرأة كفاءتها وخاضت في جميع المجالات”.

وتلقت الحمادي العديد من ردود الأفعال المختلفة من الناس، وهناك البعض من كان يؤيدها والآخر يعارضها، وتقول: “مسؤولية الفنان ومصداقيته في التزامه نحو عمله، وإيمانه بفكرته وطرحها، تجعله لا يلتفت لتفاوت الردود السلبية، مهما بلغت من عنف و تهديدات، لأنه يهدف الي الارتقاء والاصلاح”.

“عاصفة الحزم”
وعبّرت الحمادي برسوماتها الكاريكاتيرية على العديد من القضايا السياسية كأحداث مصر، بالإضافة لما يجري في سوريا وأحداث ما يسمى الربيع العربي، والإسلام السيسي، كما سلّطت الضوء على داعش، وكانت ريشتها حاضرة مع انطلاق عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن، وغيرها العديد من القضايا.

ومن الرسومات التي تعتز بها الحمادي كما تؤكد هي “عاصفة الحزم” لما تحمله الرسمة من معانٍ سامية في العمل الموحد ضد الإرهاب والإنسانية.

وحول رسالتها في الفن، قالت الحمادي: “الدفاع عن أي قضية تفرض نفسها، بطريقة ساخرة، أو مضحكة تصل إلى المشاهد، بأسلوب ساخر يحث على التفكير بها”.

أمونة المزيونة
كما أبدعت الحمادي بريشتها “أمونة المزيونة” التي تعد من أبرز شخصية كرتونية مصوّرة للأطفال في مجلة ماجد.

وعن طموحاتها تقول: “آمل في الحصول على الدعم الذي يؤهلني إلى التقدّم إلى مستويات أعلى في مجال الرسم الكاريكاتوري، وأن أمثل دولتي الحبيبة محلياً وإقليمياً وعالميا وفي جميع المحافل الدولية، وأن يكون لدينا ملتقى عالم في الإمارات عن الفن الكاريكاتوري”.

وتتمنى الحمادي في المستقبل القريب بأن تشرف على إصدار خاص بالكاريكاتير، لكي يكون لها تأثير وبصمة في عالم الكاريكاتير المحلي والعربي.

شاركت الحمادي في الكثير من المعارض المحلية والعالمية، كمهرجان الكرتون في أبوظبي، ومعرض “التسامح العالمي” في مصر، ومعرض شخصيات وملامح “روح غاندي” في مصر والهند، ومعرض “حرية الصحافة والتعبير”، والمعرض السنوي السادس “ذاكرة أكتوبر”، والملتقى الدولي الأول للكاريكاتير” في مصر 2014، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2014، كما توجّت أغلبها بشهادات التكريم والجوائز.













موقع 24.ae

شاهد أيضاً

المهندسة آلاء حسن: اختراق القطاع الصناعي من قبل المرأة ليس مستحيلاً وتجربتي أظهرت مدى تعاون القياديين

Share