تعتبر بيئة العمل مكانًا حيويًا يشكل جزءًا كبيرًا من حياة الأفراد، ويؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية والعقلية. ومع ذلك، فإن الجهد العاطفي الذي يتطلبه العمل يمكن أن يكون مجهدًا للغاية، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يواجهن تحديات إضافية نتيجة لتوقعات المجتمع وديناميات العمل. سنتناول في هذا المقال أسباب ومسببات الجهد العاطفي الزائد الذي يتحمله النساء في بيئة العمل.
الثقافة والتوقعات الاجتماعية
يُفرض على النساء في بيئة العمل توقعات محددة وثقافة معينة تتعلق بالتعبير عن المشاعر والرعاية والتواصل الفعّال. فتُعتبر النساء عادةً أكثر تمكينًا عاطفيًا وقدرة على التعبير عن المشاعر، مما يجعلهن يتحملن مسؤولية إدارة العلاقات الاجتماعية بشكل أكبر في بيئة العمل. يمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى شعور النساء بالتوتر والإرهاق العاطفي.
الانحيازات الجندرية
تلعب الانحيازات الجندرية دورًا كبيرًا في تحميل النساء الجهد العاطفي الزائد في العمل. فعندما يتعلق الأمر بتقييم أداء النساء، قد يتم تقديرهن بشكل أقل أو تقييمهن بشكل أكثر صرامة بسبب جنسهن، مما يجعلهن يبذلن جهدًا إضافيًا لتحقيق الاعتراف والنجاح. هذا الضغط الإضافي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط العاطفي والتوتر.
المسؤوليات العائلية والمنزلية
تُفرض المسؤوليات العائلية والمنزلية تحملًا إضافيًا على النساء في بيئة العمل. فغالبًا ما يتوقع من النساء أن يحافظن على توازن بين الحياة المهنية والشخصية، وأن يتولين المزيد من المسؤوليات فيما يتعلق برعاية الأسرة والمنزل. هذا الضغط الإضافي يمكن أن يؤثر على صحة النساء النفسية والعقلية، ويزيد من حمل الجهد العاطفي في بيئة العمل.
إن الجهد العاطفي الذي يتحمله النساء في بيئة العمل يعود في الأساس إلى مجموعة من العوامل الثقافية والاجتماعية والجندرية. لذا، يجب على المجتمع بأسره العمل على تقديم الدعم والتقدير للنساء، وتحقيق المساواة في الفرص وتخفيف الأعباء العاطفية المترتبة عليهن في بيئة العمل. يمكن أن تسهم إجراءات مثل تعزيز ثقافة الاحترام والمساواة وتوفير سياسات داعمة لتوازن العمل والحياة الشخصية في تقليل الجهد العاطفي الزائد وتعزيز الصحة العامة والرفاهية للجميع.