تعتمد تقنية الفراكشنال على توزيع اشعة الليزر لتحدث ما ندعوه بالأعمدة المجهرية الحرارية التي تقاس بالميكرون، وهي مميزة جدا وآمنة في الوقت ذاته، وتختلف عن الانواع القديمة من الليزر في كونها تعالج المشكلة بشكل جزئي على سطح البشرة، اما القديم فكان يعالج أي مكان كقطعة واحدة لا يمكن تجزئتها.
يمنحنا الفراكشنال إمكانية علاج الجزء الذي نريده بالتحديد من دون ان يمتد الليزر إلى الاجزاء المجاورة، وهذا يعني أنه لن يصيب البشرة أي جرح بعكس الليزر القديم الذي يحتاج إلى اسبوع للشفاء من آثار الجرح الحاصل، بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهها بالتبعية المريض من خلال احمرار البشرة لفترة طويلة، وعدم القدرة على الذهاب إلى مكان العمل لحين الشفاء التام من الجرح، وذلك في حدود اسبوع على الاقل.
لا شك ان الفراكشنال لن يكون سحريا، ولكن تعامله مع الجلد مختلف بشكل مشاهد للعيان، فلا جرح ظاهري امام الأعين وإن كان موجودا، وظهور الاحمرار يكون بشكل خفيف للغاية مع بعض الانتفاخات التي لا تتجاوز الخمسة ايام فقط، ثم بإمكان المعالَج متابعة حياته الطبيعية والذهاب إلى مقر عمله من دون الانتباه إلى أنه قام بأي عملية تجميلية.
هذه التقنية تناسب جميع أنواع البشرة حتى الداكنة منها، ولا تحصل تصبغات إلا في حالات نادرة للغاية، وإن حدثت فإنها تزول لوحدها أو بالإمكان استخدام كريمات تفتيح ومتابعة الحياة بشكل روتيني واعتيادي، وذلك من خلال برنامج تقني تتميز به هذه التقنية.
ويسمح للطبيب باختيار الكمية الافضل من الطاقة التي تناسب نوعية البشرة بالإضافة إلى مستوى الطاقة وزمن النبضة ومستوى اختراق الجلد وتسطيحه، وهذه المقومات جميعها يضعها المختص أمام عينيه قبل البدء بتطبيق الليزر على البشرة، حتى لا يتسبب لها باي ضرر محتمل، ولذلك يتم التعامل مع كل نوع على حدة، وهذا يعتمد على الخبرة الكبيرة لدى الطبيب والخيارات التي تمنحه إياها التقنية.
هناك الكثير مما يمكن لتقنية الفراكشنال علاجه، ولكن النتائج بالطبع لن تكون واحدة، فهذا مستحيل لكون البشرة ليست نوعا واحدا والألوان ليست كذلك أيضا، فالتفاوت أمر طبيعي في النتائج، ولذلك فإن هذه التقنية تعالج ترهلات الجلد والمسامات الواسعة وتعمل على شدها بشكل جيد وواضح، كما تتعامل ايضا مع الندوب الناتجة عن حروق او حوادث.
كما تسهم تقنية الفراكشنال ليزر في التعامل مع التجاعيد السطحية والبسيطة حول الفم والعينين من خلال تنشيط الخلايا والكولاجين، وتحفيز تكوين طبقة جديدة من الأنسجة ما يمنحنا بشرة قوية ونضرة ومفعمة بالحيوية والنشاط.
تستخدم ايضا تقنية الفراكشنال في علاج الكلف والنمش وتشققات الجلد، وعلامات الحمل سواء البيضاء منها أو الحمراء، وتساهم أيضا في تحقيق نتائج مبهرة إذا أضيف إليها بعض الحقن كتلك التي تستعمل لعلاج التجاعيد العميقة أو تعبئة الجلد أو حقن البوتكس أيضا.
وبخصوص العلاج، فالجلسات ترتبط بحالة المريض واستجابته للنبضات المحددة له، حيث يتم وضع كريم مخدر موضعي على المكان المراد علاجه والتعامل معه، ثم يجري بعدها تمرير الاشعة مرات عدة وفق تقديرات الطبيب المعالج والحالة والمقدار المطلوب، فعلى سبيل المثال إذا كان الامر مرتبطا بالوجه فنحن بحاجة إلى ما يقرب من نصف ساعة للعلاج، والزمن بالطبع يرتبط بلون البشرة قبل كل شيء وتجاوبها.
ثم بعد ذلك نضع كريمات مرطبة على المكان المعالج يقوم المريض باستخدامها ايضا مرتين يوميا لأيام عدة، وننصح دائما بعدم تعريض المنطقة المعالجة إلى الشمس حتى لا تتهيج من جديد وتتلطخ باللون الاحمر، ولذلك إن كان لا بد من الخروج إلى مكان ما فيجب وضع كريم حماية ووقاية من الأشعة بنسبة حماية يتم تحديدها من قبل الطبيب المعالج.
غالبا ما يحتاج المريض إلى ما بين 4 او 6 جلسات لتحقيق نتائج جيدة، بين كل جلسة واخرى من اسبوعين إلى 4 اسابيع، وتكون النتائج مميزة بعد مرور عدة اشهر، فالفراكشنال يجدد الكولاجين في طبقات الجلد الداخلية، ويستمر لفترة طويلة فهو علاج آمن ويدوم كثيرا.