
متى «تحكم» المرأة؟… سؤال يدور في الأذهان حول ظاهرة بدأت تفرض نفسها في أعتى دول العالم في كرة القدم، لكنها قد تبدو صعبة التطبيق في الكويت والخليج والعالم العربي إجمالاً.
السؤال الاهم هو: هل من الممكن ان تنتقل التجربة العالمية لينا في يوم ما؟
قد يكون الحدث الذي تجلى منذ اشهر باقتحام السيدات اشهر المسابقات الدولية الخاصة بالرجال، وهي دوري ابطال أوروبا، في الموسم الحالي، بمثابة «جرس ايقاظ» نبه الى ان العنصر النسائي يتمتع بالكفاءة أسوة بالرجال، في ما يتعلق بميدان التحكيم، حيث ادارت الفرنسية ستيفاني فرابار اللقاء بين يوفنتوس الإيطالي ودينامو كييف الأوكراني، في 2 ديسمبر الماضي، لتدخل التاريخ باعتبارها اول سيدة تقود مباراة في هذه البطولة الأشهر عالمياً.فمتى يحين دورنا في الدول العربية؟ ومتى يكون قاضي مباراة بين الرجال أنثى؟
الحكم الدولي السابق والمقيّم الآسيوي، حسين شعبان، يرى بأن اقتحام السيدات عالم التحكيم في المسابقات المحلية المخصصة للرجال، يعد «مسألة وقت» اذا تطورت الرياضة النسائية الكويتية وحافظت على وتيرتها التصاعدية حالياً من ناحية التطور ووضع الاسس العلمية الصحيحة بقيادة لجنة رياضة المرأة في اللجنة الأولمبية، مشدداً على ان رؤيته الشخصية في هذا المجال تفيد بأن «هذا الاقتحام النسائي يسير ببطء ويحتاج الى فترة طويلة، لكن لا يوجد أمر مستحيل طالما أن هناك أسساً ولبنة اولى».
واضاف ان المرأة تنافس الرجل في مجالات الحياة كافة، وليس في الرياضة فحسب، ويجدر منحها الفرصة، مفيداً: «طالما ان هناك لاعبات كرة قدم ورياضة نسائية محلية، فمن المنطقي ان تكون هناك مدربات وحكمات كي تكتمل جوانب التطور. هذا حق للمرأة، ولا يوجد موانع او عوائق في هذا المجال، حتى لو ان السيدات اقتحمن عالم الرجال في مضمار التحكيم الرياضي».
وعن السبب في تأخر المرأة في دخول عالم التحكيم، سواء في مسابقات الرجال او السيدات، اجاب شعبان: «اذا استثنينا العالم وأوروبا التي تطورت في هذا المجال منذ فترة طويلة، فإن العالمين العربي والإسلامي شهدا هذه التجربة منذ مدة لا بأس بها. فقد أُرسلت من قبل الاتحاد الآسيوي للعبة لاكثر من مرة الى الأردن وإيران وأوزبكستان وغيرها، لتقييم مستوى حكمات. كن جيدات جداً في ادائهن».
واضاف: «اما بالنسبة الى الكويت والخليج وعدد من الدول العربية، فإن العادات والتقاليد الاجتماعية أدت الى عزوف النساء عن عالم التحكيم لفترة طويلة، لكني اعتقد ان الامور تغيرت الآن، ونحن في انتظار مواهب نسائية عازمة على دخول المجال».
ويشير شعبان الى ان اكاديمية التحكيم المستحدثة حالياً بدعم من وزارة الدولة لشؤون الشباب ويشرف عليها اتحاد كرة القدم، ستشهد مشاركة نسائية تتمثل في حكمة واحدة مستجدة بين 24 دارساً سيخضعون لدورات متلاحقة، بدأت في 16 مارس الجاري.
وسيكون شعبان الى جانب الحكم الدولي السابق المقيّم الآسيوي سعد كميل والاردني اسماعيل الحافي، المحاضرين الرئيسيين في الدورة التي يمتد قسمها الاول حتى 13 يونيو المقبل، على ان يبدأ الثاني في سبتمبر.
واكد ان الفتاة الدارسة الوحيدة في الدورة، ستتخرج حكمة عاملة عقبها، ويمكن ان يتم اختبارها في المراحل السنية ومهرجانات البراعم لاحقاً، قبل ان يُعهد اليها ادارة لقاءات في فئات العمومي مستقبلاً لو ارادت ذلك ولقيت نجاحاً.
في الواقع، تزخر كرة القدم المحلية بحكمات اقتصر مجال عملهن على ادارة لقاءات في البطولات النسائية، دون اقتحام عالم الرجال، وهو امر مشابه لما هو متّبع في الدول الخليجية الاخرى، لكنه مختلف في دول عربية حيث برزت وجوه نسائية في مسابقات الرجال.
ففي 17 يونيو 2019، أصبحت التونسية درصاف القنواطي أول حكمة عربية وأفريقية تدير مباراة للرجال في تاريخ دوريات الدرجة الأولى، علماً أنها أشهرت 3 بطاقات صفراء في أول مباراة رسمية قادتها في دوري بلادها وجمعت بين الترجي حامل اللقب والبنزرتي.
القنواطي حاصلة على الشارة الدولية من الاتحاد الدولي (فيفا) في 2015، وسبق ان كانت في مايو 2017، أول حكمة تونسية تدير مباراة للرجال في الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الثانية بين الملعب التونسي وجمعية جربة.
من جهتها، كانت السورية ربا زرقا اول حكمة عربية تنال الشارة الدولية.
عالمياً، فرضت الكندية «المعتزلة» سونيا دينونكور نفسها اول حكمة تنال شارة «فيفا» الدولية في 1994، حيث قادت مباريات للرجال اعتباراً من 1990، توجتها بالتحكيم في الدوري البرازيلي (1997) حيث طردت النجم السابق الشهير كافو في احد اللقاءات، ثم دورة الالعاب الأولمبية 2000 في سيدني.
كما برزت حكمات عالميات اقتحمن الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى (رجال)، ومنهن الألمانية بوبيانا شتاينهاوس (2017) والإنكليزية آمي اليزابيث فيرن (2010)، بالاضافة الى الفرنسية فرابار (2019).