أندرو هيل
يبدو أن مورداً عالمياً واحداً لا يمكن على الأرجح أن يجف أبدا: المرشحون لعضوية مجالس الادارات. فلننسَ التحذيرات بشأن التأثير الرادع لزيادة حجم العمل والمخاطر وعدم اليقين والأنظمة المرهقة وتكثيف التدقيق، والتي، بالمناسبة، هي حقيقية، وكانت حاضرة على مدى السنوات الـ 15 الماضية على الأقل. لكن يبدو أن لا شيء يدفع المديرين بعيدا عن مجلس الادارة بعد أن يتذوقوا طعم عضويته.
هناك، مع ذلك، ظل يخيم على طموحات أعضاء مجلس الادارة بالبقاء: التجديد، أي حاجة الشركات لادخال أعضاء جدد ومختلفين الى مجلس الادارة.
يعتقد أكثر من ثلث أعضاء مجالس الادارات في الولايات المتحدة أن شخصا ما في مجلسهم يجب أن يتنحى، وهو الرقم الذي بقي ثابتا منذ أن بدأت برايس ووترهاوس كوبرز طرح السؤال من أجل تقريرها السنوي عن مجالس الادارات في الولايات المتحدة في عام 2012. لكن وفي حين تعمل مجالس الادارات على تقييم مهارات أعضائها أكثر مما كانت تفعل في السابق، الا أن نصفهم فقط قالوا إن شركاتهم أجرت تغييرات في مجلس الادارة بعد عمليات التقييم الذاتي.
عضوية المجلس لا تزال تمنح صاحبها الوصول الى شبكة قوية ومحفزة. وبالتالي من غير المفاجئ أن عددا قليلا منهم يريد أن يتخلى عن دائرة الادارة العليا، ناهيك عن الطلب من الآخرين ترك المجلس.
وكما قال لي عضو أحد المجالس الادارية الأسبوع الماضي في مؤتمر حول استبدال المديرين الأعضاء في مجال الادارات الذي نظمته صحيفة فايننشال تايمز في نيويورك، من الصعب أن تقول لزوجتك انك لا تستطيع استقبال مدير ودود وزوجته لتناول العشاء في نهاية الأسبوع، لأنك تآمرت للتو على التصويت ضده.
تشير شركة آي اس اس للاستشارات الى أن من بين أكبر 1500 شركة مدرجة في الولايات المتحدة، أقل من %15 من مقاعدها يشغلها أعضاء انضموا اليها في العامين الماضيين. هذا على الرغم من وجود وعي قوي بضرورة البحث عن أعضاء جدد من مجموعة أوسع، والعديد من المبادرات لتشجيع مزيد من النساء والأقليات العرقية على التقدم للعضوية.
في ما يلي دليل لأنواع المديرين الأعضاء الذين يجب أن يكونوا في الخط الأول للتجديد، استنادا الى تعليقات سرية غير رسمية من المشاركين في مؤتمر استبدال المديرين الأعضاء.
* الكسالى: استشهد ربع الأعضاء الذين استطلعت برايس ووترهاوس كوبرز آراءهم بعدم الاستعداد للاجتماعات كسبب لوجوب استبدال عضو مجلس الادارة. وقد ارتفعت النسبة بشكل حاد منذ عام 2012، ربما تماشيا مع كمية العمل التي أوكلت اليهم. وفقا لأحد الأعضاء فان الكثير من المواد والتقارير الواجبة القراءة يتم وضعها الآن في ملاحق أوراق الاجتماع، والتي تبدو وسيلة أكيدة لتشجيع أعضاء مجلس الادارة على تخطيها.
* الرجال والنساء الدهاة: هؤلاء هم الأعضاء الذين، على حد تعبير الرئيس التنفيذي لواحدة من الشركات الأميركية «يرون في محادثة الرئيس التنفيذي بمنزلة اختبار للذكاء ومعركة دهاء». ويضيف أن هذا الأمر يمكن، في كثير من الأحيان أن «يتدهور ويتحول الى خلل كبير».
* الغالبية الصامتة: قالت لي رئيسة مجلس ادارة احدى الشركات المتخصصة في الشركات المتعثرة انها ذهلت عندما اكتشفت حين سألت الأعضاء في مجلس ادارة شركتها الجديد أن كل عضو كان قرر بشكل فردي ومنذ فترة طويلة أن الرئيس التنفيذي لم يكن كفؤا ولا مؤهلا. لكن لم يجرؤ أحد قول ذلك.
* الحرس القديم: لا ينبغي أن يكون العمر أو الخدمة الطويلة سببا للتنحية التلقائية من المنصب. في الواقع، وعلى حد تعبير عضوة خدمت في عدة مجالس ادارات للشركات المدرجة على مؤشر ستاندارد آند بورز 500 «الناس الموجودون منذ فترة طويلة» يجدون أنه من الأسهل لهم أن يتجاهلوا التأثير المحتمل لقرارات محددة على سمعتهم الشخصية.
وتضيف «عادة يكونون أكثر قلقا من الأعضاء الجدد بشأن العثور على الحل والقرار السليم» للشركة. وبالرغم من ذلك، أولئك الأعضاء الذين يقضون فترات طويلة في مناصبهم كأعضاء مجلس ادارة الذين فقدوا القدرة أو الرغبة في طرح الأسئلة الصعبة ينبغي، وفق تعبير بالغ التهذيب، تغييرهم.
* القامعون والمانعون: في أسوأ الحالات، الرؤساء التنفيذيون الذين يشغلون منصب رئاسة مجلس الادارة يخنقون خلفاءهم. «رئيس مجلس ادارة شركتنا يعتقد أنه لا يمكن لأي شخص سواه تشغيل وادارة الشركة»، بحسب رئيس تنفيذي سابق. في حين أضاف رئيس تنفيذي حالي «اذا قمت بتعريف نفسك من خلال منصبك كرئيس تنفيذي، وتغير المنصب بعد ذلك، سيكون الأمر مؤلماً جداً، وقد لا تتعافى أبدا منه».
لكن قادة الشركات الذين يرفضون الاشراف على أعضاء مجلس الادارة يمكن أيضا أن يصبحوا عائقا. يذكر مدير غير تنفيذي آخر كيف أصبح رئيس تنفيذي موسوسا ونزاعا للشك بدرجة كبيرة بحيث انه اذا رأى عضو مجلس ادارة يحاول اجراء حديث مع واحد من الفريق التنفيذي في حفل استقبال، يتدخل سريعا لانهاء المحادثة.
ما يحدث في مجالس الادارات يبقى معظمه داخل المجالس. وهذا أمر يعد فضيلة وعائق في آن. اذ يجب أن يكون أعضاء مجلس الادارة أفضل من يحكم على سلوك زملائهم من الأعضاء، والأقدر على المطالبة باقالة عضو مجلس الادارة الضعيف. والا فان البديل هو انتظار ناشط قوي مع قائمة من البدلاء للقيام نيابة عنهم ما يجب عليهم القيام به.
يقول أعضاء مجلس الادارة المشاركون في مؤتمر فايننشال تايمز انهم كانوا يعتقدون أنهم سينضجون بما فيه الكفاية ليدركوا متى يكون قد حان الوقت للمغادرة. لكن كما تظهر البيانات الثابتة على نحو مفاجئ الخاصة بحركة الدوران والتغيير، فان الدعوة للتحديث شيء والاعتراف بأنك أنت من يحتاج الى أن يتم تغييره شيء آخر تماما.
ترجمة وإعداد إيمان عطية