السبت , 21 يونيو 2025

مركز النشاط النسوي بمخيم جنين.. تعزيزٌ لدور المرأة ومشاركتها في مجالات مختلفة

يشهد مركز النشاط النسوي في مخيم جنين، بالرغم من انتشار فيروس “كورونا”، فعاليات مختلفة، بل واحتفل المركز مؤخراً، بافتتاح قسم خاص للياقة البدنية للسيدات بدعم من اللجنة الشعبية للخدمات في المخيم، وسط حرص لا يتوقف على ديمومة الحياة والأنشطة، كما توضح رئيسة المركز الناشطة كفاح العموري.

وتقول العموري لوسائل اعلامية: “إذا كانت الجائحة اقتحمت حياتنا وفرضت علينا ظروفاً طارئة وأوضاعاً صعبة، فإننا قررنا التحدي والاستمرار لأهمية دورنا ورسالتنا وبرامجنا التي تخدم قطاعات واسعة من المجتمع، خاصة الأطفال والنساء”.

تحدي كورونا

ولم تتوقف أنشطة وبرامج المركز الذي حرص على الالتزام “بكافة البروتوكولات الصحية اللازمة من حيث التباعد وارتداء الكمامات واستخدام أدوات التعقيم” كما تقول رئيسة المركز، حيث “استمرت الأنشطة ودورة الحياة بجهود وطاقة أكبر من خلال رزمة من البرامج والخطط التي شكلت تحدياً كبيراً لكورونا”.

وتضيف العموري: “واجهنا تحديات ومصاعب كالمؤسسات والجمعيات التي عانت من تراجع بسبب تأثير كورونا على الوضع الاقتصادي ومن كافة الجهات، لكننا كمركز تمكنا من تحدي ذلك، والاستمرار بأنشطتنا التي كان آخرها افتتاح قسم للياقة البدنية للنساء، وحاليا لدينا العديد من الدورات بإقبال كبير من نساء المخيم، وهو نابع من ثقة أهالي المخيم بالمركز “.

النشأة والرسالة

بمبادرة من مجموعة من الناشطات النسويات في المخيم، تأسيس المركز عام 1999، وانطلق كما تشير الناشطة كفاح، من غرفة واحدة مستأجرة، وكان على رأس أولوياته تفعيل دورالمرأة الفلسطينية، خاصة اللاجئة، لإحداث تغيير في النظرة النمطية لدور النساء، فيما تلخصت رسالته في تمكين المرأة من المشاركة في صنع القرار، ووصولها إلى مواقع صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي في المجتمع، إضافة إلى تعزيز وتقوية دورها في بناء مجتمع العدالة الاجتماعية والديمقراطية الذي يضمن تمتعها الكامل بالحقوق والقيام بالواجبات.

الخطوات الأولى

لم يكن الطريق صعباً، لكن بالعزيمة والإيمان والتحدي، بدأ المركز يرسم ويحدد مساراته، فكانت الخطوات الأولى في مسيرة المركز، ورغم التحديات والظروف الصعبة وعدم توفر الدعم والتمويل، تركز كما تشير الناشطة كفاح على توعية وتأهيل وبناء قدرات وإمكانيات المرأة لفتح الأفاق أمام انطلاقتها وبناء الشخصية كفاعلة وناشطة، فنفذ المركز الأعمال التطوعية، وعقد الورش والنشاطات التوعوية والإرشادية التي استهدفت النساء والأطفال، كما تبنى فلسفة العمل الاجتماعي والتعاوني الخيري لرعاية ودعم العائلات الفقيرة والمهشمة.

وعلى الصعيد الوطني، كانت للمركز نشاطات متعددة خلال انتفاضة الأقصى، وفي عدة مجالات لتعزيز صمود المواطنين ودعم الجرحى والأسرى وعائلات الشهداء.

أهداف المركز

وتوضح الناشطة كفاح أن المركز اعتمد سياسة تنفيذ المبادرات النسويه الساعية إلى تفعيل دور المرأة المجتمعي نحو إرساء مبدأ تكافؤ الفرص لكلا الجنسين وصولاً إلى إكسابها مهارات وقدرات تساعد في التمكين الاجتماعي، إضافة لتعزيز المشاركة الوطنية للمرأة وتنميه القدرات القيادية للنساء في مختلف القطاعات لإيصالها إلى مراكز صنع القرار.

ولم تقتصر أهداف المركز على ذلك، فقد أدرج المركز بحسب رئيسته ضمن أهدافه الحفاظ على التراث الفلسطيني وتطوير القيم الثقافية لدور المرأة كقائدة في أسرتها لحماية الأجيال، إضافة إلى الاهتمام بتنمية قدرات المرأة اللاجئة والريفية وتمكينها من المشاركة في الحياة العامة، وإيجاد الحلول للمشكلات الناجمة عن ازدياد مستوى الفقر في المجتمع وخاصة في المخيم.

وتشير الناشطة كفاح إلى أن المركز ساهم في تنميه المهارات القيادية لدى الفئات الشابة لتفعيل دورهن في المجتمع، كما ساهم في رفع مستوى الوعي القانوني والحقوقي والصحي والتربوي والثقافي لدى النساء.

وركز كذلك على تطوير قطاع الطفولة، (الذي تعتبره الناشطة كفاح مسؤولية وطنية واجتماعية) فتبني خططا لتشجيع البرامج الإبداعية والثقافية والترفيهية، خاصة في المناطق الأقل حظاً، إضافة إلى تقديم الدعم والإرشاد النفسي والاجتماعي للمتضررين من الأطفال وأمهاتهم من تدهور الوضع العام وسياسات الاحتلال”.

برامج وتطوير

بعد مجزرة ومعركة مخيم جنين في نيسان 2002، حصل المركز على دعم من دولة الإمارات العربية المتحدة التي أعادت بناء المخيم الذي دمر الاحتلال منازله ومؤسساته، فتم بناء مقر حديث ومتطور للمركز يتكون من 3 طوابق، استثمرها لافتتاح وإضافة أقسام جديدة ساهمت في النهوض به وتحقيق المزيد من الإنجازات.

وتشير إلى ما أعقب تدمير المخيم من انهيار للأوضاع المعيشية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، حيث تمحور عمل المركز على برامج التمكين وتعليم النساء أشغال حديثة حيث “أصبحت لدينا أقسام متخصصة في مجال تدريب النساء على فنون الخياطة والتطريز وتحول لمشغل للخياطة، كما افتتحنا قسماً لتعليم النساء على فنون التجميل والعناية بالبشرة، ومشغل للحفر على الخشب والزيتون”، كما تقول رئيسة المركز.

وتكمل: “نفذنا الكثير من الخطط والبرامج إهمها أطفال البيت الدافئ، الذي وفر للطلبة ظروفاً آمنة ومستقرة للتعليم وممارسة الأنشطة المتعددة لدعهم وتعزيز قدراتهم والتخفيف من الأعباء والضغوط وإطلاق قدراتهم”، كما وفر المركز قسماً للياقة البدنية وصالونا للتجميل، وقاعة متعددة الأغراض، تستخدم للمناسبات للتخفيف عن الأهالي داخل مخيم جنين”.

المركز وكورونا

وتوضح الناشطة كفاح أنه في بداية الإغلاق وفرض التدابير للوقاية من كورونا، تأثر نشاط المركز وتوقف، لكن مع استمرارية الجائحة، قرر العودة لنشاطاته وبرامجه مع الالتزام الكامل بكافة تدابير واجراءات السلامة، حيث لا تزال برامج البيت الدفيء مستمرة بتقديم دروس تقوية للطلبة، وأنشطة مختلفة، منها تعليمهم على صناعة الكمامات بإمكانات بسيطة، وقد أسهم ذلك في تخفيف معاناة والضغوط على الأطفال بسبب كورونا”.

وتشير كفاح إلى قيام المركز بتنفيذ حملات توعية وإرشاد للنساء والأطفال حول كورونا والعنف المجتمعي وآليات التعامل مع الضغوط الناجمة عن كورونا بالتعاون مع جمعية كي لا ننسى، كما يستمر المركز بعقد ورش حول أهمية الحياة المهنية للفتيات والسيدات، وتدريب الشابات على صقل الذات والأشغال اليدوية المختلفة، إضافة إلى الأنشطة التطوعية.

قصص نجاح

تتعدد قصص النجاح التي حققها المركز في حياة نساء المخيم ، حيث توضح رئيسة المركز أنه تمكن من تخريج أكثر من 15 دورة في مجالات التطريز والحياكة والتجميل والحفر على الخشب.

ومن قصص النجاح، فإن طالبة تعاني من إعاقة جزئية تمكنت من افتتاح صالون خاص للتجميل بعد انتسابها للمركز الذي ساهم في تدريبها حتى أصبحت قادرة على العمل، أما الطالبة بهجة، التي لم تتمكن من إكمال جامعتها، فانها وبعد انتسابها لدورة خياطة، تخرجت وتمكنت من شراء ماكينة شخصية لها وتعمل داخل منزلها، وتمكنت اقتصادياً من إعالة نفسها وأُسرتها.

أما المواطنة الأربعينية عبلة بني غرة، فأصبحت صاحبة مهنة ومدربة في المركز، وتقول: “في ظل الظروف الصعبة، انتسبت للمركز وشاركت في نشاطاته. أحببت مهنة الحفر على الخشب التي تعلمتها وأتقنتها بسرعة كبيرة، واكتسبت خبرة كبيرة وبدأت بالإنتاج والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحققت النجاح، لكن المرحلة الأهم هي اعتمادي كمدربة من المركز في هذا المجال الذي ساهم في تغيير حياتي نحو الأفضل”.

شاهد أيضاً

الاتحاد النسائي الإماراتي ينظم ملتقى “جودة الصحة النفسية للمرأة”

Share