كرمت الملحقية الثقافية المصرية بدولة الكويت الكاتبة الكويتية ليلى العثمان تقديرا لدورها الرائد في الحركة الثقافية والأدبية في الكويت والعالم العربي. قام السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف بإهداء العثمان درع التكريم، معبرا عن تقديره لمشوارها الإبداعي، ولها كنموذج مشرف للمرأة العربية بعطائها في مجالات الإبداع الأدبي والدفاع عن حقوق المرأة، إضافة إلى دورها الاجتماعي.
وفي تقديم الأمسية أكد الدكتور نبيل بهجت الملحق الثقافي المصري بالكويت أن المثقف وطن، وأن أسماء المبدعين هي التي تبقى في تاريخ الأوطان تأكيدا لمسيراتها الحضارية.
من جهتها، دعت ليلى العثمان المواطنين الكويتيين لدعم مصر في هذه المرحلة التي تحتاج تضافر كل جهود المخلصين في الوطن العربي، ودعت الكويتيين لتوجيه رحلاتهم خلال الإجازات إلى مصر، والمناطق السياحية فيها مثل شرم الشيخ والغردقة.
وأدارت الكاتبة هديل الحساوي الأمسية التي تحدث فيها عدد من الكتاب الكويتيين والمصريين، حيث افتتحت بسرد قصة علاقتها الشخصية بالكاتبة ليلى العثمان، منذ كانت في الجامعة، وكيف حصلت على فرصة أن تقرأ لها العثمان مخطوطات قصصها الأولى وتشجعها.
وثمنت موقف العثمان من الشباب، والذي لا يتجلى في اهتمامها بما يكتبون فقط بل وبإنشائها جائزة باسمها حصل عليها عديد من الكتاب منهم استبرق أحمد وسليمان البسام وميس العثمان وسعود السنعوسي وغيرهم.
وتحدث الكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل عن علاقته الممتدة مع ليلى العثمان، موضحا أنهما منذ أن تعارفا في أواخر الستينات وقد ربطت بينهما صداقة امتدت لاحقا بين أبنائهم أيضا، وسرد عددا من المواقف الشخصية التي جمعت بينهما حاول بها أن يرسم ملامح عامة لشخصية العثمان، كما أوضح تفاصيل الكتاب الذي كتبه عن أعمالها ونشرته رابطة الأدباء في الكويت، وعبر عن تقديره لها كمبدعة وكإنسانة.
وعبر الدكتور سليمان العسكري، الأمين العام الأسبق للمجلس الوطني للفنون والثقافة، ورئيس تحرير مجلة “العربي” الأسبق، في شهادة مرتجلة عن ليلى العثمان، عن اعتزازه الكبير بها ككاتبة وكانسانة وطنية، ونموذج مهم ورائد في المجتمع قدمت فيه نفسها كمكافحة ومناضلة، لم ترضخ للنموذج الشائع في المجتمع كامرأة مرفهة مستهلكة، رغم أنها تنتمي لعائلة بالغة الثراء، وكان بإمكانها أن تأخذ الخيار الأسهل.
أوضحت ليلى العثمان أنها لم تتعرض للاضطهاد في زواجها إطلاقا، لكن المشقة كانت في بيت والدها، لأنه رغم أنه كان شاعرا ورجلا كريما، لكنه لم يرغب في أن ترى كتابتها النور، وكانت تتعرض لما يشبه التعذيب أحيانا بالوقوف في حوش البيت بالساعات، إضافة لتعرضها لبعض المضايقات من زوجة أبيها الأولى.
وسردت مراحل من حياتها في بيت أبيها الذي جمع بين الكثير من المسرات والسعادة، كون الرجل موسرا كان يدعو للمنزل كبار الفنانين العرب ليحيوا حفلات من أجل أبنائه مثل فريد الأطرش وعبدالوهاب وسميرة توفيق وغيرهم، لكن ذلك لم يمنع أن تحكي بعض مظاهر التعاسة الخاصة بتشدد الأب والأشقاء تجاه الفتيات.