قال التقرير السنوي الثاني لـ”ميرسر” لاستشارات الموارد البشرية وإدارة المواهب، إن المرأة تعاني من سوء التمثيل في قطاع القوى العاملة على المستوى العالمي، وإن استمرت الشركات بالوتيرة الحالية، فستصل نسبة التمثيل النسائي في المناصب الإدارية والتنفيذية إلى 40% فقط عالمياً بحلول 2025.
وأظهرت نتائج التقرير الذي حمل عنوان “ازدهار المرأة”، أن نسبة النساء في المناصب التنفيذية ضمن الشركات بالخليج تراجعت بشكل عام، وذلك من مستوى السكرتيرة وصولاً إلى الإدارة العليا.
ورغم احتمالية توظيف المرأة لمنصب المدير التنفيذي يزيد عن الرجل بمقدار معدل مرة ونصف، إلا أنهن أيضاً يتقدمن باستقالاتهن من المراكز العليا بمعدل 1.3 مرات أكثر بالمقارنة مع الرجل، ما يقلل فرص توليهن وظائف ضمن المناصب التنفيذية.
وجاء في التقرير، أن المرأة تشكل نسبة 40% من القوى العاملة، وتمثل 33% من المناصب الإدارية، و26% من المناصب الإدارية العليا، ويشغلن 20% من مناصب المدراء التنفيذيين.
وقال رئيس أعمال تطوير الأسواق في المنطقة لـ”ميرسر”، توم أوبرن: “قد يكون هناك حديث مستمر حول هذا الموضوع في منطقة الخليج، إلا أن ترجمته إلى تقدم ملحوظ لا يزال بعيد المنال”.
ولفت إلى وجود تمثيل للمرأة في المراكز القيادية ببعض القطاعات الحكومية، إلا أنها تسجل حضوراً طفيفاً في القطاع الخاص، وتقف مجموعة كبيرة من العوائق في وجه المرأة بسوق العمل، وتحتاج إلى برامج تطوير وإحلال المواهب كي تحقق قفزات نوعية بالعمل.
وظهرت مؤخراً بعض الأنشطة الملفتة في عدد من العواصم الخليجية، حيث زاد إقبال النساء على تأسيس أعمال خاصة بهن، غير أن المشهد العام لسوق العمل لا يزال بعيداً جداً عن الهدف المنشود.
وشمل تقرير “ميرسر” 600 مؤسسة حول العالم توظف 3.2 مليون شخص بما فيهم 1.3 مليون امرأة.
يذكر أن دراسة سابقة لـ”مبادرة بيرل” حول “المسيرة المهنية للمرأة في منطقة الخليج: جدول أعمال الرؤساء التنفيذيين”، كشفت عن تفاوت بين منطقة الخليج والأسواق المتقدمة حول العالم بصورة أكثر وضوحاً على مستوى مجالس الإدارات، إذ أن نسبة السيدات في مجالس الإدارة دون 2%، وحققت المرأة نجاحاً أفضل قليلاً في المناصب الإدارية الصغرى والتشريعية والحكومية بمعدل 7 – 14%.
و80% من المشاركات في الدراسة الاستقصائية يعتقدن بمجرد كونهن نساء يضعف موقفهن في العمل، وكانت هذه الملاحظة أكثر وضوحاً في البحرين والإمارات.
ولا تزال بعض الشركات في المنطقة تبدي تحيّزاً متعمّداً أو غير متعمّد يعيق تقدم المسيرة المهنية للمرأة، حيث يعتقد 67% من السيدات أن التحيز على أساس الجنس أثّر سلباً على تدرجهن الوظيفي، و75% يرون أنهن لا يتقدمن في السلم الوظيفي بنفس سرعة الرجال.
وخلصت الدراسة، إلى أن 62% من سيدات الخليج لديهن طموحاً كبيراً ويأملن في شغل مناصب عليا، ودافعهن في ذلك هو تحقيق النمو والتقدير الشخصي (72%) أكثر من الأجر أو النفوذ (35%)، وترى 45% منهن أنه من الممكن تحقيق توازن إيجابي بين العمل والحياة الشخصية، والجمع بين المناصب العليا والحياة الأسرية.