لا شيء يمكن أن يقف أمام الطموح، طالما أن الإرادة موجودة. فعلى الرغم من المعوقات التي تقف في طريق الشباب الراغب في أن يكون له «بزنس» خاص، فإن عدداً لا يستهان به من المبادرين الكويتيين، من الجنسين، استطاعوا أن يحققوا نجاحات، وأن يتوسعوا في مشاريعهم، التي بدأت صغيرة قبل سنوات، فافتتحوا فروعاً لمشاريعهم في الكويت، وتوسعوا خليجياً، ويسعون إلى أن ينتقلوا بمشاريعهم لتجد محلاً في الأسواق غير العربية.
في هذا التحقيق، التقينا مع مبادرين ناجحين، في قطاع المطاعم والأغذية تحديداً، ليتحدثوا عن بداية مشاريعهم والمعوقات التي اعترضتهم وكيف تغلبوا عليها، والأسس التي يرون ضرورة توافرها لضمان نجاح المشروع، وليقدموا نصائحهم للراغبين في خوض التجربة ودخول عالم «البزنس»، عبر أفكار مشاريع مقتنعين بجدواها.
دعيج الدبوس: نوعية الأكل والديكورات تجذب زبائن المطاعم مهما ابتعدت مواقعها

دعيج الدبوس شاب كويتي، وصاحب أول مطعم يوناني متخصص في الكويت، بدأ حديثه حول مشروعه قائلا: «سعيت من خلال تأسيس مطعم Zoi إلى افتتاح أول مطعم متخصص في المأكولات اليونانية في الكويت، واعتمدت على جلب قائمة الطعام تحديدا من أثينا. يشرف على المطعم «الشيف» الكويتية دانة التورة، حيث درست في أشهر الجامعات اليونانية، وتعلمت الطبخ اليوناني الأصيل».
وتابع حديثه قائلاً: «بشهادة السكان الأصليين هناك من أكد أن جودة الأكل الذي نقدمه يوازي مستوى الطعام في منازلهم، وليس فقط مستوى طهي المطاعم اليونانية، وهذا بحد ذاته ملاحظة إيجابية جدا أفتخر بها. وأحاول دائماً عبر سفري المستمر إلى اليونان التعرف على أشهى الأطباق اليونانية الصحية والشهية في ذات الوقت لنقدمها في مطعمنا، خصوصا أن الكثير من المأكولات لدينا في الكويت تحتوي على كمية كبيرة من الدسم، لكن نتيجة لانتشار ثقافة الوعي الصحي بين الكويتيين خلال السنوات القليلة الماضية، شعرت أننا بحاجة لافتتاح مطعم صحي، وفي الوقت نفسه يقدم أنواعاً جديدة من المأكولات اليونانية، التي تقارب إلى حد ما مكونات الطعام الكويتي».
وحول تجربة الدبوس في اختيار موقع غريب ومدى امكانية اعتباره مغامرة لمشروعه، قال: «المغامرة باختيار الموقع كانت مرتبطة بوجود «الشويخ ماركت»، فهذا المجمع الصغير بدأت فكرته عندما قمت باستئجاره كاملا، وعملت على تحويله من مخزن إلى مجمع صغير بعيد عن المجمعات الكبيرة والضجة، لتوفير ميزة الهدوء للراغبين في ذلك. وبالتالي بدأت بتوفير مساحات للمطاعم والمحلات التجارية لتأجيرها. أما بخصوص المبيعات فلم يؤثر الموقع فيها، فالزبون سيصل إلى المطعم إذا كانت لديه رغبة في ذلك مهما ابتعد موقعه. راهنّا على الديكور والأجواء ونوعية الأكل لتكون جاذبة للزبائن ونجحنا في رهاننا. وعملت في مطعم ZOI على تقديم عروض للزبائن مثل تقديم وجبة الإفطار في يوم محدد من الأسبوع، وهذا ما جذب الكثيرين من محبي وجبة الإفطار. وهو ما أوجد للمطعم زبائن في البدايات».
أما عن أهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة عدد الزبائن لأي مشروع، فأوضح الدبوس، «في البداية كان الاعتماد على الـ «سوشيال ميديا» مع انتشار المدونين والسناب شات، لكن مع مرور الوقت تراجع هذا الاعتماد، خصوصا أن الزبون اليوم لم يعد يعتمد على عدد المتابعين للصفحة على وسائل التواصل الاجتماعي، بقدر تأثره بآراء المتابعين للمطعم أو المشروع الصغير، لذلك لم نعد نرى أهمية التوجه إلى الاعتماد على المشاهير أو مواقع التواصل الاجتماعي في انتشارنا، بل اعتمدنا على جودة الأطعمة التي نقدمها». وبسؤال الدبوس عن العوامل الرئيسية لاشتهار مطعم في الكويت، أجاب قائلا: « في حقيقة الواقع، ينتشر مطعم في الكويت عندما يجد الزبون أن هنالك إقبالاً شديداً عليه، فالناس يريدون رؤية الناس، وهذا عامل أساسي لشهرة مطعمنا، كما أن وجود «برستيج» معين للمكان يجذب العملاء، لكن إذا لم يقدم المطعم طعاماً ذا جودة واستمر على ذلك، سنجد تراجعا كبيرا في عدد زبائنه ويكون انتشاره مؤقتاً، وسيؤدي ذلك إلى تراجع كبير في المبيعات».
وحول الصعوبات التي يواجهها الشباب الكويتيون عند تأسيس مشروعهم الخاص، قال الدبوس: «لا أريد تكرار ما تحدثنا عنه كثيرا في السابق من خلال الصحافة ووسائل الإعلام من حيث العقبات الحكومية التي نتعرض لها عند استخراج الرخصة أو غيرها من المعاملات الورقية للمشروع، التي ما زالت على حالها منذ سنوات، ونأمل أن يكون هنالك تغيير قريبا. لكن من المشاكل التي نعاني منها أيضاً ارتفاع ايجارات المحلات بشكل مبالغ فيه جدا، ونتمنى من الجهات الحكومية المسؤولة عن هذا الأمر، أن تضع القوانين التي تحد من هذا الارتفاع، خصوصا أن الكثير من ملاك العقارات التجارية يرفعون أسعار الإيجارات دون مقارنتها بأسعار الاسواق الأخرى».
ويضيف الدبوس: «موضوع جلب العمالة قضية بحد ذاتها لأصحاب المشاريع الصغيرة، خصوصا أن رواتب العمالة داخل الكويت أغلى من جلب العامل من الخارج، على الرغم من ضعف الخبرة لدى الكثير منهم في مجال المطاعم».
خديجة صلاح: شركات ترفض تأجير مواقع للمشاريع المبتدئة
تقول خديجة صلاح، صاحبة مطعم Savory cuisine، الذي يقع في مجمع الشويخ ماركت، «اعتمدت فكرتي في البداية على التعلم الذاتي، وبذلك انطلقت خبرتي من خلال العمل لمدة 5 سنوات من المنزل، وبالاعتماد على تجربتي الشخصية. بحثت كثيراً عن جهات تقدم دورات تدريبية متخصصة في الكويت، ولم أجد للأسف، ومن يتم استقدامهم من الخارج تكون تكلفة الدورات، التي يقدمونها، مبالغاً فيها. لكن في الوقت ذاته، كان هنالك دعم مشكور من الدولة والقطاع الخاص في توفير دورات إدارة المشاريع المتخصصة، ومن ثم التحقت باتحاد الصناعات الكويتية من خلال برنامج مصنع المبادرين، وهو ما استفدت منه بشكل كبير، وأيضا قمت بالاحتكاك مع أصحاب المشاريع للحصول على أكبر قدر من الخبرة».
وبسؤالها حول النقاط الأساسية التي يجب على المبادر الكويتي الشاب اعتمادها عند تأسيس المشروع، أجابت صلاح: «هنالك عدة نقاط، ولكن في الحقيقة ان اختيار الموقع المناسب للمشروع يعتبر من أهم الجوانب، التي تزيد من فرص نجاح أي مشروع صغير، ولكن يعتمد الأمر أيضا على السيولة المادية لصاحب المشروع، أو على وجود شريك يساعد في زيادة لاختيار موقع مميز ومناسب. أما النقطة الأخرى فهي قضية التفرغ للمشروع، ورغم انني ما أزال على رأس عملي، فإن التفرغ مهم جداً لإنجاح المشروع وتطويره».
وتتحدث صلاح حول صعوبات جمة واجهتها أثناء تأسيسها للمشروع، قائلة: «من أكثر المصاعب التي صدمتني في بداية المشروع، عندما كنت أبحث عن موقع للمطعم، انني فوجئت بالعديد من الشركات الكبيرة التي تملك مواقع للإيجار رفضت تأجيري، بحجة أنني جديدة وأنهم يريديون تأجير الموقع لمشروع كبير. هذا إلى جانب الارتفاع غير الطبيعي في أسعار الإيجارات، ومن ثم دخلت في مرحلة جلب العمالة التي كانت بالنسبة لي مرحلة متعبة جداً، نظرا لارتفاع رواتبهم ولانعدام الخبرة لديهم في مجال المطاعم. لذلك أتمنى حقا أن يكون هنالك قانون يحدد أجور العمالة بناء على الخبرة والشهادة وأمور أخرى، خصوصا أن هذه العمالة يسهل جدا إغراؤها للذهاب إلى مشروع آخر بمجرد زيادة بسيطة قد تصل في بعض الأحيان إلى 10 دنانير».
وبسؤال خديجة حول تقبل المجتمع الكويتي لفكرة عملها كفتاة داخل المطبخ الخاص بمشروعها، أجابت «في بداية العمل فكرت كثيرا بوضع عازل بين المطبخ ومكان جلوس الزبائن، كي لا يراني أي أحد أثناء عملي، ولكن مع مرور الوقت تغيرت الفكرة بالنسبة لي، نتيجة لتشجيع الكثيرين من الزبائن لعملي، والمديح الكبير الذي كنت أحصل عليه منهم، مما ساعدني على الثبات على ما أنا عليه».
مشاري السعيد: التوفيق بين الوظيفة والمشروع لغير المتفرغين.. أصعب التحديات
أسس الشاب الكويتي مشاري السعيد مطعمه الخاص الذي يقدم من خلاله الأكل الصحي للشباب الذين يبحثون عن أنواع من معينة من الأطعمة تدعم أسلوب حياتهم الرياضي. ويقول عن تجربته: في بداية الأمر كانت فكرة معطم «أبيتا»، والتي تعني ريجيم باللاتينية، مجرد اقتراح بيني وبين مجموعة من الأصدقاء لافتتاح مطعم يقدم الأكل الصحي، ويوفر لنا استقلالية مادية بعيداً عن الاعتماد على الوظيفية الروتينية. وفعلا قمت بإنشاء المشروع بشراكة مع أخي وصديق ثالث. وعلى الرغم من كثرة المطاعم الصحية في الكويت، فإنني أرى أننا ما زلنا بحاجة إلى مثل تلك المطاعم، فالمواطن الكويتي عموما يحب تنوع الأطعمة.
وحول الصعوبات التي يتعرض إليها المشروع، أجاب قائلاً: «مشكلتي الحقيقية تكمن في الموازنة بين وظيفتي ومتابعة مشروع المطعم. اعتمدت على تمويل المشروع أنا وأصدقائي من جيوبنا، ولم يكن التفرغ ضرورياً بالنسبة لي عند بداية المشروع. مع انتشار المطاعم الصحية في الكويت أصبح من الضروري المحافظة على المستوى الأمثل لجودة الأطعمة التي تقدم للزبائن مع ارتفاع التنافس بين أصحاب هذه المطاعم على جذب العملاء، مع العلم أنني كصاحب معطم للمأكولات الصحية، أتناول يوميا وجبة من أحد المطاعم الصحية الاخرى، فنحن كشباب كويتيين نسعى إلى تبادل دعم مشاريعنا».
أما بالنسبة لوجود شريك للمشروع الصغير، أكد السعيد أنه «من الضروري جدا وجود شريك ثقة لمتابعة أعمال المشروع، خصوصا لغير المتفرغ، والذي يعمل بفترة دوام صباحية، كما أن عملية التمويل لا يمكن أن يستطيع أن يتكفل بها شخص واحد إذا كان التمويل للمشروع ذاتياً، لذلك فإن الشراكة أمر أساسي جدا لنجاح المشاريع الصغيرة، وتحديدا في مجال المطاعم والأغذية لما تتطلبه من متابعة دائمة لها».
وحول أهمية وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير في المساعدة على انتشار اسم المطعم، قال السعيد «لا نستطيع انكار أهمية الاعتماد على حضور المشاهير إلى المطعم أو المشروع الصغير، فهو بالنهاية يحتاج إلى دعم يستطيع من خلاله إيصال ما اجتهد فيه إلى الناس، والمشاهير يسهلون هذه العملية، إضافة إلى أن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل الدعائية الضرورية جدا في هذا العصر، ومن الصعب الاستغناء عنها».
عبدالرحمن التركيت: الفكرة المميزة أهم ركائز نجاح المشروع الصغير

مشروع The Breakfast Club أحد المشاريع التي يمكن القول إنها خرجت من إطار المشاريع المتوسطة، وذلك بعد النجاح الذي حققه المشروع على الصعيد المحلي والخارجي، بعد انتشاره خارج الكويت وافتتاحه أفرعا في البحرين وقطر. هذا المشروع الصغير لصاحبه عبدالرحمن التركيت يقع حالياً في برج كيبكو الكائن في منطقة شرق، تتمحور فكرته حول تقديم وجبة إفطار، ويحظى بإقبال كبير.
حول مشروعه يتحدث التركيت قائلاً: «اخترت في البداية منطقة الفنطاس لافتتاح المطعم، لكون فكرته تقوم على تقديم وجبة الإفطار، ونظراً لكون هذه المنطقة تمتلئ بالجنسيات الأوروبية، مع عدم تعود المواطن الكويتي على فكرة الإفطار خارج المنزل. بدأت مشروعي هناك من هذا المنطلق، وبالشراكة مع أخي أحمد التركيت والصديق بدر العمر، والمشروع بإدارة كويتية %100».
وأشاد التركيت بالتطور الإيجابي الحاصل في تسهيل معاملات أصحاب المشاريع الصغيرة، قائلاً: «في بداية الأمر كان من الصعب جداً الحصول على الرخص التجارية، حيث كانت تصل الفترة إلى ثلاثة أشهر في بعض الأحيان. ويكمل التركيت حديثه: «اعتمدنا في بداية تأسيس المشروع على التمويل الخاص، ولكن مع مرور الوقت وتوسع المشروع اتجهنا إلى محفظة المشاريع الصغيرة في البنك الصناعي، للحصول على تمويل حكومي للمشروع». وحول الصعوبات التي مر بها التركيت في مشروعه قال: «في فترة من فترات تأسيس المشروع كان لدينا نقص كبير في عدد العاملين داخل المطعم، ونتيجة
لذلك اضطررت أنا وشركائي بالمشروع لتقديم الطعام للزبائن بأنفسنا، وهذا ما كون لدينا خبرة قوية لمعرفة الإيجابيات والسلبيات في الأطعمة المقدمة لهم، كما أن الاحتكاك مع الزبائن كان له الأثر الإيجابي في تطوير المشروع وإعطائنا الدافع للاستمرار».
وبسؤال التركيت حول العوامل الرئيسية التي تساعد في استمرارية نجاح أي مشروع قال: «أي مشروع يتم تأسيسه يجب أن يعتمد على فكرة متميزة إلى حد ما كي يحافظ على استمراريته عموماً، أما مرحلة الحفاظ على النجاح فتكمن في الاستمرارية في متابعة العمل والإخلاص في إعطاء أكبر قدر من الاهتمام بالمشروع وعملائه، إلى جانب توفير كل العوامل التي تدعم النجاح مثل توفير أفضل جودة للطعام المقدم في قطاع المطاعم مثلاً».
روان العوضي: ابتعدوا عن القروض.. فنجاح المشروع غير مضمون
روان العوضي شابة كويتية انضمت الى قافلة الشباب الكويتيين ذوي أصحاب المشاريع الصغيرة، عبر افتتاح مطعمها الخاص في سوق المباركية. وعلى الرغم من شعبية هذه المنطقة فانه خلال السنوات السابقة عملت مجموعة من الشباب على تأسيس ساحة سميت بـ « ساحة سومو» خلف شارع الصرافين في المباركية، تميزت بجاذبية التصميم فيها، على الرغم من صغر مساحتها، كما أنها تجمع العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة المميزة في مجال المطاعم والأغذية.
تقول العوضي حول شغفها في مجال المطاعم، وافتتاحها لمطعم Small Vill: «منذ تخرجي من الثانوية العامة أي قبل 10 سنوات وأنا أعمل في مجال الطهي، وطوال فترة خمس سنوات على الأقل كنت أعمل من خلال مطبخ صغير قمت بتأسيسه في المنزل، ومن ثم أقوم ببيع ما أصنعه للمطاعم الشهيرة الأجنبية في الكويت، بناءً على تعاقد فيما بيننا. وعندما كونت اسماً لي في هذا المجال فكرت بافتتاح مطعمي الخاص. ولكن هذه المرة بالدخول في مجال تقديم الأطباق المختلفة من كل بقاع العالم، فبدأت بتقديم الطعام الإيطالي والأوروبي عموما، إلى جانب الشامي الذي يلقى إقبالا كبيرا من الكويتيين عموما».
وبسؤال العوضي حول أهم نصيحة توجهها الى المبادرين الشباب المقبلين على تأسيس مشاريعهم الخاصة قالت: «أهم نقطة الابتعاد عن القروض، فأنصح صاحب المشروع بتوفير التمويل للمشروع عبر دعم إما منه شخصيا أو من أهله، فنجاح المشروع يبقى ليس مضموناً، وبالتالي قد يقع صاحب المشروع في مشكلة حقيقية بعدم قدرته على سداد القرض».
وحول الأسعار، التي يراها البعض مبالغاً فيها في بعض مشاريع المطاعم الصغيرة او المتوسطة، توضح العوضي «نحن الجيل الحالي نحب الحياة العملية، أغلبنا يتناول طعامه يوميا خارج المنزل نظرا لانشغاله طوال اليوم، وبالتالي فإن تحمل تكاليف ألاسعار مبالغ فيها لا يتحملها كل شخص،، لذلك فإن هذه المشاريع في حال رغبت في رفع أسعارها، يجب أن تكون محددة لفئة معينة. فلا يستطيع مثلا صاحب المشروع ذي الأسعار المرتفعة التوجه نحو شريحة الشباب والفتيات، لعدم مقدرتهم على تحمل تكاليف الشراء منها. مع ذلك، لا نستطيع إنكار أن ما يتم تقديمه في هذا النوع من المطاعم يخدم الشرائح التي تبحث عن هذا النوع من المطاعم، ومن جهتي أرى أنها مسألة اختيار شخصية للعميل ولصاحب المشروع».
عبدالله الخانجي: تطور حكومي بدعم المبادرين في الآونة الأخيرة

قال مؤسس مشروع ميني ديلايتس، عبدالله الخانجي، ان فكرة المشروع جاءت من الرغبة في ابتكار حلويات جديدة تقدم بطريقة حديثة، عبر منتجات صغيرة الحجم، مضيفاً أن المشروع انطلق من المنزل في 2005، وكان على نطاق صغير، في وقت لم يكن لوسائل التواصل الاجتماعي الزخم الموجود حالياً كوسيلة تسويقية، فلم يكن هناك إلا «تويتر». لذا كان هناك صعوبة في التسويق، وكان اقوى اسلوب دعاية بالنسبة للمشروع هو التعهد بجودة المنتج، عن طريق النشر الشخصي، بمعنى أنه عندما يتذوق اي شخص منتجنا ويعجبه، كان ينصح أصحابه واقاربه بتجربته. وتابع الخانجي: وصلنا الى العميل عن طريق توزيع الحلويات بالمجان، من خلال اللقاءات والمناسبات والمؤتمرات، وفي التجمعات النسائية والأماكن العامة، مؤكداً أن المنتج هو أساس التسويق، فأي منتج ناجح يجذب العملاء.
وأوضح أن المجتمع الكويتي ساعد كثيرا في نشر منتجات المشروع ودعمه، فمن يعجبه المنتج يأخذ منه طلبات بكميات كبيرة ويسوقه على هيئة هدايا او « زوارة» في التجمعات والمناسبات المختلفة، مبيناً أنه من هذه الانطلاقة البسيطة توسع المشروع ليصل إلى الإمارات والبحرين والسعودية، وأنه يهدف إلى الوصول الى العالمية والتوسع في اوروبا، مع افتتاح أفرع خلال السنوات الثلاث المقبلة في السعودية وقطر وعمان.
وعن منتج المشروع، قال الخانجي انه يمتاز بصغر حجمه وتقديمه بطريقة حديثة، وهو ما ساعد في نجاحه، فلا حاجة لصحن كبير او شوكة لأكله، علاوة على الطعم اللذيذ بخلطاتنا السرية.
ويرى أن افتتاح أول فرع للمشروع في جمعية الخالدية، اعطى انطباعاً وسمعة طيبة اكثر لجودة المنتج، الامر الذي شجع على التوسع الى ان وصل عدد أفرع «ميني ديلايتس» الى 8 في الكويت، ومن ثم التوسع خليجياً.
ولفت الخانجي الى ان دخول السوق واستخراج التراخيص والتسويق للوصول إلى العميل في البداية، كانت من ابرز الصعوبات التي واجهت مشروعه، لكن بفضل قوة عزيمته وشغفه بالمنافسة الشريفة، تعدى تلك المصاعب، مشيداً بالتطور الحكومي في دعم المشاريع، الذي اصبح ملحوظا في الفترة الاخيرة.
ونصح من يقبل على افتتاح مشروع جديد ان يكون قائماً على منهج محدد ومدروس، مطالباً بأن يتم تدريس مثل هذا الفكر في المراحل التعليمية المختلفة، حتى يكون إدراك المجتمع مرتفعاً تجاه مثل تلك المشاريع.
عبدالرحمن شهاب: خسائر يتكبدها المبادرون نتيجة الروتين

من فكرة بسيطة، انطلق مشروع ليتس بوبكورن لمؤسسة عبدالرحمن شهاب في 11 نوفمبر 2011. تقوم الفكرة على تقديم منتج جديد للسوق الكويتي، من احدى ابسط المواد الغذائية، وهو البوب كورن (النفيش).
يقول شهاب عن مشروعه انه مشروع يهتم بالجانب الصحي، إذ يتميز بتقديم البوب كورن المطبوخ على الهواء الساخن فقط، دون استخدام الزيوت، حتى يمكن المحافظة على القيمة الغذائية العالية التي يحتوي عليها، بجانب استخدامنا لحبوب الجامبو التي تتميز بحجمها الكبير.
ويضيف: كان دخول المشروع نطاق التنفيذ بشكل بسيط من خلال فرع واحد صغير في سوق المباركية، الذي يحتل اهمية تاريخية وجغرافية، بوقوعه في قلب مدينة الكويت، مبيناً أنه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي للوصول الى العملاء، سبقتها العلاقة المباشرة بين العميل وصاحب المشروع لخلق نوع من الثقة بين الطرفين.
وعن ابرز التحديات والصعاب التي واجهته أثناء تنفيذ المشروع، قال شهاب ان الروتين الحكومي يعتبر من اكبر العراقيل، فهي تستهلك وقتاً طويلاً من عمر المشروع، وتكلف صاحب المشروع مبالغ كبيرة قد تكبده خسائر، لافتاً إلى عدم انزعاجه من منافسة المشاريع الأخرى التي تشابه مجال مشروعه، فالتنافس ظاهرة صحية ما دامت في اطار المنافسة الشريفة، تطور المنتجات والصناعة ككل. ويتنبأ شهاب بمستقبل باهر لمشروعه، خاصة وانه منذ بداية المشروع كانت هناك رؤية محددة له، قائلاً: نحن نرى الأهداف اليوم تتحقق في الوصول للانتشار في كل دول الخليج، والتوسع عالمياً قادم خلال الفترة المقبلة. وأشاد بمستوى الدعم الحكومي للمشاريع الصغيرة للشباب، مشيراً إلى تطور ملحوظ وجدية ملموسة في الدعم، سواء مادياً، او من خلال تسهيل الاجراءات، ومطالبا في الوقت ذاته بزيادة الدعم لتوسيع مجال المشاريع الشبابية، لا سيما ان هناك حاجة ملحة مع تزايد الاقبال الكبير على انشاء مشاريع خاصة.
غدير خاجة: «الصندوق الوطني» مطالب بتسهيل إجراءاته
من مجال عملها ودراستها العلمية في مجال العلاقات العامة والتسويق، ومن شغفها وحبها للسلطات بأنواعها المختلفة، أسست غدير خاجة مشروع salad boutique مع شركائها، والذي كانت انطلاقته في عام 2009. تروي خاجة قصة تنفيذ المشروع قائلة: «اعتمدت على دراستي وخبرتي في مجال العلاقات العامة والتسويق، اللذين يعدان العاملين الاساسيين لنجاح اي مشروع في بدايته، ففي اعتقادي ان اي مشروع او عمل تجاري يحتاج الى الموهبة والمهارة في التسويق، فلا ينجح اي مشروع الا اذا كان لدى صاحبه مهارة في التسويق».
وتضيف: «فكرة المشروع جاءت من اشتراكي مع شركائي في المشروع بحب السلطات. بدأنا في 2009 في الكويت لنفتتح بعدها أفرعاً في سلطنة عمان وابوظبي والبحرين وقطر، ونطمح لمزيد من الأفرع قريبا».
واوضحت خاجة ان هناك العديد من التحديات التي واجهتها في تنفيذ مشروعها، لا سيما أن تأسيسه تم عقب الازمة المالية، قائلة: «كان النجاح في أي مشروع جديد خلال تلك الفترة يعتمد على تواجد صاحب المشروع أصلاً في السوق، وبشكل موسع، لكننا تحدينا هذا الظرف وأسسنا مشروعنا. ما شجعنا على ذلك ان الشعب الكويتي من هواة الاكل الصحي، وهذا المشروع نقلة نوعية في المأكولات المقدمة بشكل عام، لان العالم الآن متجه نحو نمط حياة صحي متكامل، لذا بدأنا بالخطوة الاولى وهي الاكل الصحي وإدخال السلطات في كل الوجبات الغذائية».
وذكرت خاجة عدداً من العراقيل التي واجهتها في مشروعها، والتي كانت على أكثر من صعيد، الاول كان على مستوى السيولة، فالمشروع أساسه الفكرة، والفكرة تحتاج إلى رأس المال للتنفيذ، وهو ما يشكل ابرز العراقيل التي تواجه بداية اي مشروع. اما العراقيل الأخرى، فتتمثل في الانتهاء من التراخيص في ظل الاجراءات البطيئة جدا، لا سيما أن ما تحتاج إليه المطاعم من تراخيص كثير في تفاصيله، إذ إن افتتاح مطعم صعب جدا، والاجراءات القانونية صعبة وتحتاج إلى وقت طويل لإنجازها، كذلك فإن ارتفاع اسعار إيجارات المحلات يعتبر عائقاً لا بد من التغلب عليه.
وطالبت الصندوق الوطني لرعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بتسهيل اجراءاته اكثر امام المبادرين، مشيرة إلى أن مشروعها يعد نوعاً جديداً من المطاعم، لم يكن ينافسه أحد في السوق الكويتي عند انطلاقته، لكن الوضع مختلف الآن، إذ أصبح هناك العديد من المحلات التي تشابه مطعمها القائم على السلطات، وهو ما يستدعي الإبداع والابتكار وتطوير ما نقدمه.
وقدمت خاجة نصائح للمقبلين على تنفيذ مشاريع صغيرة، اولها دراسة جميع جوانب المشروع وحيثياته، خصوصاً أن المنافسة في السوق أصبحت أصعب من السنوات السابقة، كما انه لا بد أن تكون فكرة المشروع مرنة وقابلة للتغيير، عند عدم تحقيق النجاح المرجو.
كما شددت على تقسيم الأدوار بين الشركاء في المشروع، معتبرة الشريك مفتاحاً اساسياً لنجاح المشروع، علاوة على اختيار المكان المناسب لاقامة المشروع عليه، كما ان التطوير ومواكبة العصر والبحث عما هو جديد، والحرص على خلق خطوط جديدة للمشروع، عوامل تساهم في نجاح المشروع.
وعن دور الحكومة ودعمها للمشاريع الصغيرة، قالت خاجة: «على الحكومة ان تدرك أن المبادرات والمشاريع الصغيرة هي اساس اقتصاد الدولة، وشبابنا لديه طموح لا بد ان يكون للدولة دور اساسي في تشجيعهم وتسهيل اجراءات مشاريعهم وتوفير قنوات التمويل والتسويق لها، وتشجيع الشركات على دعم المبادرين، ليطوّروا مشاريعهم».