الجمعة , 8 أغسطس 2025

نورا عبدالهادي: المرأة تُضفي بعداً إنسانياً للعمل الدبلوماسي

تلمع نائبة رئيس البعثة المصرية لدى البلاد، نورا عبدالهادي، في قلب العمل الدبلوماسي، حيث تتقاطع الثقافات وتتلاقى المصالح، وتبرز شخصيات تحمل على عاتقها مسؤولية تمثيل الأوطان بمهنية وإنسانية.

عبدالهادي تخطو بثقة وثبات في مسيرتها الدبلوماسية، مدفوعةً بشغفها العميق لفهم العالم وتكريس قيم التواصل والانفتاح. فمنذ بداياتها، حملت شغفاً خاصاً لاكتشاف الحضارات والتقارب بين الثقافات، وهو ما مهد الطريق لاختيارها المجال الدبلوماسي، الذي وصفته بأنه «مهنة تجمع بين العقل والقلب، والمنطق والمشاعر».

تحدٍّ وتميّز

ورغم النجاحات المتتالية، لم تكن الطريق خالية من التحديات، خصوصاً ما يتعلق بالصور النمطية في بعض المجتمعات، حيث تؤكد عبدالهادي أنه «لايزال التحيز الذكوري حاضراً في بعض البيئات، وهو ما يفرض على المرأة بذل جهد مضاعف لإثبات كفاءتها، لكنني آمنت دائماً بقوة المثابرة، وبناء علاقات مهنية قائمة على الاحترام المتبادل، وكانت النتائج مشجعة ومرضية».

وترى أن «المرأة تُضفي بعداً إنسانياً مميزاً على العمل الدبلوماسي، لما تمتلكه من قدرة على الاستماع الفعال، وبناء الثقة، وانتهاج أسلوب تعاوني يليق بالتحديات المعاصرة. فلكل من الرجال والنساء سمات فريدة، لكن المرأة اليوم تثبت أنها عنصر لا غنى عنه في الساحة الدبلوماسية الحديثة».

تجارب لا تُنسى

ومن أبرز محطات حياتها المهنية، تتوقف عبدالهادي عند لحظة إنسانية أثّرت فيها شخصياً، حيث شاركت في تسهيل مبادرة إغاثية عاجلة في إحدى الدول، أتاحت لآلاف الأسر الحصول على الدعم، لافتة إلى أن رؤية الأثر المباشر لجهودنا على حياة الناس هو ما يمنح هذا العمل معناه الحقيقي.

وترى أن القائد الناجح في هذا المجال هو من يجمع بين المرونة والحسم، ومن يتمتع بالنزاهة والقدرة على اتخاذ قرارات مدروسة، حتى في أشد الظروف تعقيداً، إلى جانب مهارات التواصل وبناء العلاقات في بيئات متعددة الثقافات.

وتؤمن عبدالهادي بأهمية أن تعكس الدبلوماسية تنوع مجتمعاتها، وتشدد على ضرورة تمكين النساء ومختلف الفئات من الالتحاق بالسلك الدبلوماسي، لضمان أن تكون السياسات الخارجية انعكاساً حقيقياً لمجتمعاتها، لا مجرد تمثيل للنخبة.

وفي رسالة ملهمة للشابات الطموحات، نصحت عبدالهادي كل من ترغب في دخول هذا المجال أن تتحلى بالشغف بالشؤون الدولية، وأن تمتلك الاستعداد الدائم للتعلم، وألا تتردد في التعبير عن رأيها، «فالتغيير يبدأ من الشباب، والتمثيل القوي يبدأ من الداخل».

الكويت… تجربة محفورة في الوجدان

وصفت عبدالهادي تجربتها في الكويت، بأنها من أكثر المحطات ثراءً في مسيرتها، مضيفة «كانت فترة متميزة على المستويين المهني والشخصي. الكويت بلد مضياف عريق، والتعاون مع الزملاء الكويتيين كان بناءً ومثمراً، وشعرت دوماً بالتقدير والدعم من جميع الجهات. هذه التجربة ستظل علامة مضيئة في رحلتي الدبلوماسية».

شاهد أيضاً

73 جمعية نسائية انضوت في «تجمع سيدات الجبل».. لتفعيل دور المرأة ومعالجة التحديات التي تواجهها

Share