
طالبت الكاتبة والأديبة دلع المفتي باستحداث وزارة للثقافة في الكويت واسنادها إلى الشيخة حصه صباح السالم الصباح، رئيسة دار الآثار الإسلامية، مؤكده في مقال نشرته صحيفة القبس ان الشيخة حصة صورة مشرفة للمرأة الكويتية. امرأة معطاءة، ذات حضور متميز، نذرت نفسها لأكثر من ثلاثين عاما لإحياء التراث الإسلامي، وتطوير وتمكين الثقافة والموسيقى والفكر الحر في الكويت.
وإلى نص المقال:
الشَّيْخ في اللغة لقب يطلق على من أدرك الشيخوخةَ، وهي غالبا عند الخمسين، وهو فوق الكهل ودون الهرم.
دينياً، هو لقب يُطلق على رجل الدّ.ين الإسلاميّ كشيوخ الأزهر. وشيخ الإسلام: لقب يُطلق على فقهاء الإسلام، وقد كان محصورًا في رجال العلم والتصوّف.
اجتماعياً، شيخ البلد: من رجال الإدارة في القرية، وهو دون العمدة. وشيخ القبيلة: رئيسُها القائم على شؤونها.
خليجيا: هو لقب رئاسي في بعض بلدان الخليج (من الأسرة الحاكمة) فسمُوّ الشَّيخ يكون ذا مكانة في علم أو فضل أو رياسة. لكن ليس كل شيخ، شيخاً..!
اسمها حصة صباح السالم، يسبقه لقب «شيخة»، وإن كان هناك من يستحق «المشيخة» فهي هذه السيدة الراقية، المتواضعة، الدمثة، التي تعمل في صمت، ومن خلف الكواليس لرفع اسم الكويت محليا ودولياً على الصعيدين الثقافي والحضاري.
منذ 1983 أسست الشيخة حصة دار الآثار الإسلامية، وهي مؤسسة ثقافية يتركز نشاطها حول مجموعة فنية خاصة تمتلكها هي وزوجها الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، التي أصبحت مع مرور الزمن، تضم 30000 تحفة، تمتد جغرافيا على اتساع العالم الإسلامي من اسبانيا إلى الصين، وزمنيا ما بين القرنين السابع والتاسع عشر الميلاديين.
لكن نشاط الشيخة حصة لم يقتصر على الانفتاح على الحضارات الانسانية الأخرى للتلاقي والتعارف الثقافي، ولا على عرض القطع والآثار الفنية ونقلها لمتاحف العالم والتي تسميها «عقد حوار بين الشعوب، وحوار مع التحف الأثرية ذاتها ككائن حي تحكي عن نفسها وعن مواطنها التي تأتي منها»، بل بادرت إلى تشييد مؤسسة ثقافية كويتية تعنى بالفن، الأدب، الموسيقى وكل ما يساعد على تطوير الإنسان الكويتي روحا وفكرا. فدار الآثار الإسلامية تقدم سنويا، موسما ثقافيا شاملا يتضمن محاضرات، أمسيات موسيقية، ندوات، ورشاً فنية، برامج للأطفال، رحلات ثقافية، وبرامج تدريب لهواة الفن والمتاحف.
كما تضم الدار مكتبتين، إحداهما تحتوي على مجموعة من الكتب الخاصة بالفن وحضارة بلاد المسلمين، والأخرى مجموعة من الكتب النادرة. ولم تكتف الدار باحتواء الكتب، إذ تقوم حاليا بإجراء مسح ضوئي لهذه الكتب لإنتاج نسخ الكترونية منها عالية الدقة، لكي يتسنى للباحثين والمهتمين استخدامها. وتقيم دار الآثار الإسلامية أنشطتها وفعالياتها في ثلاثة مواقع هي: دار الآثار الإسلامية في متحف الكويت الوطني، مركز الامريكاني الثقافي، ومركز الميدان الثقافي في اليرموك.
الشيخة حصة صباح السالم، مديرة دار الآثار الإسلامية، التي كانت خلف كل تلك الانجازات، صورة مشرفة للمرأة الكويتية. امرأة معطاءة، ذات حضور متميز، نذرت نفسها لأكثر من ثلاثين عاما لإحياء التراث الإسلامي، وتطوير وتمكين الثقافة والموسيقى والفكر الحر في الكويت.
إنها المرأة العاشقة للتاريخ، المفتونة بالآثار، المسكونة بالثقافة والفن والأدب. فهل هناك من هو أجدر منها لتكون وزيرة للثقافة الكويتية التي بات استحداثها ضرورة ملحة؟!
دلع المفتي d.moufti@gmail.com dalaaalmoufti@