الجمعة , 20 يونيو 2025

هند الصنعاني تكتب: المرأة العربية في بلاد المهجر

تختلف المراة العربية باختلاف تكوينها و دراستها و ثقافتها و تربيتها، وقد تضطرها الظروف الى تغيير كل هذه الأساسيات ، حيث يختار لها القدر طريقا مختلفا يمكنها في بعض الاحيان من الوصول الى مكانة مرموقة تصبح من خلال هذه المكانة سفيرة ممتازة تمثل بلدها في كل المحافل، و ذلك عن طريق التخطيط السليم و المساندة من طرف الشريك أولا و المساندة من طرف المجتمع الخارجي، أو تظطر أحيانا أخرى الى التنازل على كل الطموحات و تكتفي بإعداد جيل جديد يحاول الاستفادة من اختلاف الثقافات.
الهجرة بصفة عامة هي ظاهرة انسانية و اجتماعية تساهم في التلاقح الحضاري، قد تكون في بعض الاحيان بداية جديدة و نافذة للتطور و للبعض الآخر قد تكون انسلاخ و منفى.
كما أن هناك فرق كبير بين الهجرة الى الدول الغربية و الهجرة الى الدول العربية، فلكل واحد منهما مميزات و عيوب.
أن الذي تسلك طريق الغرب، هو طريق مختلف و غريب بحضارته و ثقافته و قيمه و مبادئه، ربما تتكون عند المهاجرة في البداية نوعا من الانبهار لو هي تبحث عن التخلص و الانسلاخ من الماضي و عاداته و تقاليده و ثقافته المحدودة، فتجد نفسها امام مجتمع يقال عنه “متحضر” و “متفهم” للاختلافات الفكرية، ربما تجد أيضا المساند الذي كانت تبحث عنه الذي سيمكنها من تفعيل حقوقها المهضومة سواء إن كانت في العيش، التعليم، أو تقليد المناصب التي تتناسب مع مخزونها التعليمي و الثقافي.
لكن في مقابل هذه المميزات، ربما تجد عيوبا يصعب عليها تقبلها أيضا، ربما تجد رفضا مجتمعيا يضع الجانب الديني في خانة الرفض ، في ظل ما نعيشه من تطرف، ليس من السهل الاندماج السريع في مجتمع غريب لا يقبل إلا الأشكال المتعارف لديه.
ربما أيضا تجد نفسها مضطرة للتنازل عن التكافل الانساني المعتاد عليه في دولنا العربية، فالغرب يعطينا كل ماهو مادي لكنه ينزع ماهو إنساني فيأخد منك الاحساس بسرعة الانخراط و التكيف مع هذا المجتمع الجديد كما ينزع منك الاحساس العميق للروابط الاسرية.
ليس هذا فقط فهناك تحديات على المرأة مواجهتها في هذه المجتمعات و أخص الذكر المرأة “الأم” حيث تجد نفسها ملزمة بالحفاظ على الهوية الأساسية والحفاظ على اللغة الأم و المبادئ الدينية و القيم العربية، فتجد نفسها في صراعات و نزاعات خصوصا اتجاه الأناث نظرا لصعوبة التمسك بالنمط التقليدي للتربية.
أما الهجرة للدول العربية، ربما لا تكون بنفس مميزات الدول الغربية، لكن الأكيد أنها تكون الأكثر دفئا، لوجود نقاط كثيرة مشتركة كالتشابه في المبادئ و القيم وكذلك التقارب اللغوي، و الأهم التقارب في وضعية المرأة العربية، لأن المرأة في كل الدول العربية هي الطرف الأضعف، سواء إن كانت صاحبة “الوطن” أو وافدة، فغالبا تعانين من نفس المشاكل من بينها وجوب التبعية للكفيل الذي هو غالبا الزوج، فنظرة المرأة العازبة في مجتمعاتنا نظرة دونية و فيها تهم كثيرة تخص الشرف.

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share