السبت , 21 يونيو 2025

وباء كورونا يضع الأمهات الأميركيات في طابور البطالة

تحمّلت النساء العبء الأكبر من فقدان الوظائف خلال تفشي الوباء، حيث تبذل القطاعات التي تمثل فيها النساء الجزء الأكبر من القوة العاملة مثل الضيافة، جهودا مضنية من أجل التعافي، كما أن استمرار إغلاق المدارس ودور الرعاية النهارية يجعل من الصعب التوفيق بين الأسرة والعمل.
وأدى الوباء إلى انتكاسة في جهود النساء، وخاصة النساء ذوات البشرة الداكنة، لشق طريقهن إلى وظائف ذات رواتب أعلى.
وشكلت النساء، على الرغم من تسجيلهن 47 في المئة من القوة العاملة في الولايات المتحدة العام الماضي، نسبة 55 في المئة ممن خسروا وظائفهم في العام 2020، وفقا للمشروع الوطني لقانون المرأة. واستمر الخلل حتى يناير 2021.
ووفقا لبيانات الفيدرالية الصادرة في 5 فبراير، فقد نما معدل التوظيف بين الرجال بمقدار 200 ألف وظيفة الشهر الماضي، إلا أن هذا المعدل انخفض بواقع 21 ألفا بين صفوف النساء.
والنساء ذوات البشرة السمراء اللواتي يرجح تاريخيا أن يشاركن في القوى العاملة، أكثر من صاحبات البشرة البيضاء.
وفقا لبيانات مكتب إحصاءات العمل، فقد انخفض عدد النساء ذوات البشرة السمراء من القوى العاملة بنسبة 4.8 في المئة في يناير الماضي مقارنة مع العام الماضي، وقياسا أيضا بانخفاض بنسبة 3.1 في المئة للنساء ذوات البشرة البيضاء.
وتعتبر النساء المهاجرات والأمهات، وخاصة ذوات البشرة السمراء، الأكثر تضررا.
وخلال مواسم الربيع والصيف والخريف من العام الماضي، عانت النساء اللاتي لديهن أطفال من انخفاض كبير في التوظيف مقارنة بالفئات الأخرى، بمن في ذلك الآباء والنساء اللاتي ليس لديهن أطفال، وفقا لتقرير صدر الشهر الماضي من بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو. وفقدت الأمهات 190 ألف وظيفة، أي أكثر من أي فئة عمال أخرى، أثناء الوباء.
وكان الانخفاض في صفوف العمال أو الباحثين عن عمل بشكل أكثر وضوحا بين الأمهات السمراوات والعازبات والأمهات اللواتي لم يتجاوز تعليمهن مرحلة الثانوية. ويثير هذا قلقا، حيث أن المجموعات الأكثر تضررا هي أيضا تلك التي واجهت وقتا عصيبا للعودة إلى العمل.
كما مثلت النساء المهاجرات نسبة ضخمة ممن فقدوا الوظائف في البلاد. وقبل الوباء، كان معدل البطالة لديهن مماثلا لمجموعات أخرى، لكنه قفز عندما أغلقت الشركات أبوابها.
وتقول آشلي جونسون، وهي أم عزباء ذات بشرة سمراء، إنها فقدت العديد من الوظائف عندما واصلت أخذ إجازة بسبب إغلاق الحضانة والمدرسة ولم تتمكن من العثور على أي شخص لرعاية أطفالها. وكانت والدتها، التي تعيش في شقة أسفل شقتها واعتادت مساعدتها، لكنها تعاني من إصابة في الظهر منذ الخريف وتعتني بها جونسون أيضا.
وترى فيليسيا ديفيس، المديرة التنفيذية لمؤسسة شيكاغو للنساء، أن أي انتعاش يجب أن يعالج أوجه الخلل في عدم المساواة الهيكلية التي أدت إلى وضع النساء في مثل هذا الموقف الهش.
ويتضمن ذلك تحسين الوصول إلى رعاية أطفال جيدة، وبأسعار معقولة ورفع معدلات السداد الحكومية لمراكز الرعاية النهارية حتى لا يعيش الأشخاص الذين يعملون هناك على الهامش.
كما يتضمن ذلك تدريب النساء على الوظائف عالية النمو التي يمكن القيام بها عن بعد، مثل الدعم الفني أو مكتب المساعدة، ووضع سياسات تعزز مرونة العمل، والإجازة مدفوعة الأجر، والحماية للعاملين بدوام جزئي، وسد فجوة الدخل والثروة، حسب ما تقول ديفيس.
وأوضحت ديفيس “بإمكانهن تحمل الضغوط الاقتصادية إذا كان لديهن المزيد من المكاسب والمدخرات”.
وأقرّ المشروع الوطني لقانون المرأة، بوجود مصدر قلق كبير في ظل استمرار الوباء والمدة التي سوف يستغرقها الناس للعودة إلى العمل. وقد توقف ما يقرب من 40 في المئة من النساء اللاتي تم تسجيلهن كعاطلات عن العمل في ديسمبر عن العمل لمدة ستة أشهر على الأقل.

شاهد أيضاً

سوريا.. تعيين 4 سيدات في مكتب وزير الخارجية

Share