
شخصية اقتصادية يصعب تكرارها، وصاحبة قائمة طويلة بمناصب تعتبر هي السيدة الأولى التي وصلت إليها، واستطاعت كسر احتكار الرجال لها، فهي أول سيدة تصل إلى عضوية مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت، وفاء أحمد القطامي، التي بدأت رحلتها الاقتصادية مبكراً، شابة عائدة بشهادة بكالوريوس من الجامعة الأميركية في بيروت، إلى متدربة في البنك العقاري الكويتي (البنك الكويت الدولي حالياً)، إلى أن تدرجت فبلغت منصب مدير عام البنك بالوكالة. وتضم مسيرتها، الزاخرة بالإنجازات الاقتصادية، عضوية مجالس إدارات شركات وهيئات مختلفة، لتكون نجمة بارزة في مجالها، بينما حازت على جائزة من مجلة فوربس Forbes لأقوى 200 سيدة عربية. شخصت القطامي في حديث لها عن الأزمة الاقتصادية في البلاد بسبب تداعيات «كورونا» من جهة، وتراجع أسعار النفط من جهة أخرى، فارشة الحلول وهي: العمل على تنويع مصادر الدخل، وخفض الإنفاق الحكومي وإعطاء القطاع الخاص دوراً أكبر في النشاط الاقتصادي لتخفيف الأعباء عن الدولة. وبينت القطامي أن المرأة الكويتية لها دور اقتصادي بارز، بدأ مبكراً عندما كان يسافر الرجال في رحلات التجارة والغوص، واستمر إلى اليوم، حيث تبوأت المرأة مناصب قيادية رفيعة ومختلفة، ونجحت أسوة بالرجل، سواء في كفاءة الأداء أو مستوى الإنتاج. وفي ما يلي نص اللقاء:
● كيف تقيمين نشاط المرأة الكويتية اقتصادياً؟ وهل استطاعت أن تبرز المرأة أسوة بالرجل؟ – المرأة الكويتية دائماً كان لها دور في المجتمع منذ القدم، عندما كان الرجال يسافرون للتجارة والغوص، ويغيبون فترات طويلة، فالمرأة كانت تدير كل شؤون الأسرة وتعمل على تدبير احتياجاتها، وحالياً أيضاً تقوم المرأة في الأنشطة الاقتصادية بدور أكبر، بحيث نرى الكثير من السيدات يدرن تجارات ناجحة خاصة بهن، وأيضاً تقلدن مناصب اقتصادية رفيعة مثل وزيرة التنمية الاقتصادية ووزيرة للتجارة والصناعة، وكذلك شاركت في مجالس إدارات شركات مساهمة مدرجة في البورصة أو غير مدرجة، وأثبتت المرأة الكويتية نجاحها في إدارة أعمالها التجارية وفي المناصب التي تولتها أسوة بالرجل، سواء من حيث كفاءة الأداء أو مستوى الإنتاج.
● لديك مناصب اقتصادية بارزة وعديدة، يصعب حصرها، لعل أبرزها المناصب في القطاع المصرفي، حدثينا بداية عن تجربة البنك العقاري؟ – بدأت مسيرتي العملية مع البنك العقاري مباشرة بعد تخرجي في الجامعة الاميركية في بيروت، وتدرجت في العمل من متدربة في ادارة الخزينة الخاصة بالودائع والعملات الاجنبية، الى ان وصلت الى مدير عام البنك بالوكالة، وذلك قبل تقديم استقالتي من البنك للتفرغ للعمل الخاص، وكانت الفترة الطويلة التي قضيتها في البنك من أمتع وأفيد الفترات في حياتي، حيث استفدت من المشاركة باللجان المختلفة، وكذلك من تمثيل البنك في مجالس إدارات عدة شركات، كشركة المقاصة الكويتية، وشركة المجموعة المالية الكويتية وغيرهما، مما كان له أثر كبير في صقل مهاراتي في الادارة والتعامل مع الآخرين في العمل كرؤساء أو مرؤوسين. غرفة التجارة
● وماذا عن غرفة التجارة والصناعة؟ هل تستطيع المرأة ان تبرز في ميدان رجالي كالغرفة؟ – بدأ مشواري مع غرفة تجارة وصناعة الكويت، عندما طلب مني بعض الاخوة الانضمام الى قائمة الأسرة الاقتصادية المكونة من 12 عضواً للمشاركة في انتخابات مجلس إدارة الغرفة عام 2010، والحمدلله نجحت في الانتخابات، وكنت اول امرأة تنضم لمجلس الادارة منذ تأسيس الغرفة، وتشرفت بأن أكون عضواً في مؤسسة اقتصادية عريقة مثل الغرفة المشهود لها وللقائمين عليها بالدور الاقتصادي الكبير لخدمة اقتصاد البلاد، ولقيت كل المساندة والترحيب من اخواني الاعضاء، ولم أشعر بأي تفرقة كوني سيدة، وكانت مشاركاتي ومساهماتي في عضوية اللجان المختلفة للغرفة لا تقل عن مشاركة الأخوة الزملاء، ولا يوجد أي عائق لأي امرأة كويتية ترى بأن لديها المؤهلات الكافية لتشارك في انتخابات مجلس ادارة الغرفة. دعم الرجل
● هل لمست دعماً من الرجل الكويتي للمرأة في المجال الاقتصادي؟ – دعم الرجل للمرأة يبدأ من الاهل، بالاهتمام بتعليم الفتاة وتشجيعها للقيام بأداء عملها، فالرجل كان خير داعم لي، سواء من أسرتي أولاً ثم من مديريّ في البنك العقاري، بنك الكويت الدولي حاليا، الذين كانوا جميعا داعمين لي وساعدوني كثيرا في تطوير قدراتي وخبراتي العملية، وكذلك خلال مشاركاتي في مجالس إدارات الشركات الأخرى لمست كل التعاون من الأعضاء الرجال.
● نتحدث اليوم عن الحاجة الى مزيد من الدعم والتمكين للمرأة الكويتية بكافة المجالات، كيف تقيمين جهود تمكين النساء في الكويت؟ – أرى أن المرأة الكويتية تمكنت من خلال الدعم الذي حصلت عليه من تبوّؤ مناصب حكومية رفيعة كوزيرة، أو سفيرة أو مديرة جامعة، وشاركت بمجالس هيئات دولية ومجالس إدارات شركات وبنوك، وشاركت في صنع واتخاذ القرارات وأصبحت شريكا رئيسا في التنمية. الانتخابات
● بعد نتائج الانتخابات الاخيرة، ترددت مقولة ان النساء لا يصوتن للمرأة المرشحة، كيف تنظرين إلى ذلك؟ – لست مع مقولة ان النساء لا يصوتن للمرأة المرشحة، لأن العديد من السيدات الناخبات لديهن الوعي الكافي لاختيار المرشح او المرشحة ممن يقتنعن ببرامجهم الانتخابية، والتي تتناسب مع افكارهن وتطلعاتهن المستقبلية بغض النظر عن كونه رجلا او امرأة، فالاختيار يكون للافضل.
● ما نظرتك للوضع الاقتصادي في الكويت بشكل عام؟ وهل هناك ازمة فعلية؟ وكيف يمكن تجاوزها؟ – يشهد الاقتصاد الكويتي ازمة اقتصادية صعبة، سواء من تداعيات كورونا او من تراجع اسعار النفط، وعجز في ميزانية الدولة، ما ادى ذلك الى تخفيض التصنيف الائتماني للكويت، ولا بد من اصلاحات سريعة وجادة لتجاوز هذه الازمة، منها العمل على تنويع الموارد المالية للدولة، من قطاعات اخرى غير نفطية، ومحاولة تقليص الانفاق الحكومي، وكذلك اشراك القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي ليلعب دورا اكبر لتخفيض العبء على الدولة، ولا بد من سيادة القانون والعمل بكل شفافية. مرونة العمل رأت القطامي ان اهم قضية تجب معالجتها في ما يتعلّق بتمكين المرأة هي ايجاد مرونة في ساعات العمل الخاصة بالنساء المتزوجات او الامهات العاملات، مؤكدة ضرورة النظر الى ما تحققه المرأة من متطلبات العمل والانتاج والاهداف لا عدد الساعات، قائلة: ارى ان العديد من السيدات ممن تبوأن مناصب قيادية، سواء حكومية او في مجالات اخرى بالقطاع الخاص، اضطررن لترك العمل بعد فترة بسبب عدم قدرتهن على التوفيق بين ساعات العمل والاسرة، وبالتالي خسر المجتمع هذه الخبرات والطاقات. نصيحة للنجاح قالت القطامي ان نصيحتها للمرأة للنجاح في اي مجال سواء اقتصاديا او غيره هي ان تعمل في مجال تحبه، وان يكون لها هدف واضح تريد تحقيقه، ورغبة حقيقية للعمل الجاد، وتطوير نفسها مع كل جديد بمجالها، والثقة بفرصتها للحصول على مناصب قيادية بأي مؤسسة تعمل بها، اسوة بالرجل اذا اثبتت نجاحها وقدرتها على تحمل المسؤولية. وصفة اقتصادية قدمت القطامي حلول تجاوز الأزمة الاقتصادية، ومنها:
◄ تنويع موارد الدخل غير النفطية.
◄ تقليص الانفاق الحكومي.
◄ اشراك القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي.
◄ سيادة القانون والشفافية.