السبت , 21 يونيو 2025

“يوميات عارضة أزياء”.. عندما يدفع الجمال الثمن

212
أ ف ب – وجبة يومية واحدة مؤلفة من ثلاث تفاحات، أما السمك أو الدجاج فمرة واحدة في الأسبوع، هذا ما كانت تأكله فيكتوار ماسون دوكسير عندما كانت عارضة أزياء تعاني فقدان الشهية المرضي، وهي روت معاناتها في كتاب صدر في فرنسا، حيث حظر عمل عارضات الأزياء الهزيلات جدا.

تقول الشابة البالغة من العمر اليوم 23 عاما، بعد خمس سنوات من إنهاء مسيرة دامت 8 أشهر فقط، تعاونت خلالها مع أكبر الماركات العالمية مثل «سيلين» و«ميويو»، وشاركت في عروض أزياء في نيويورك وميلانو وباريس «ينبغي عدم جعل الاجسام المريضة معيارا للجمال، هذا إجرام».

وقد انخفض وزنها في تلك الفترة إلى 47 كلغ، في حين يبلغ طولها 1,78 متر. وهي تشيد اليوم بالتشريع المعتمد في ديسمبر الذي يلزم عارضات الازياء بالخضوع لإشراف طبي، يأخذ خصوصا في الحسبان مؤشر كتلة الجسد، حتى لو أنه أتى في نظرها متأخرا 10 سنوات.. وترى أن تدبيرا من هذا القبيل كان ليمنعها من خوض مجال عرض الأزياء، مؤكدة «كان الطبيب ليلاحظ أن نبضي ضعيف جدا وأنني كنت أعاني ترقق العظم واضطرابات في الدورة الشهرية وأفقد شعري، وقد أصبح لون بشرتي شاحبا جدا لدرجة أنه كان يميل إلى اللون الاخضر».

وقد لفتت فيكتوار ماسون دوكسير نظر وكيل في مجال عرض الأزياء عندما كانت في الثامنة عشرة من العمر وهي تتبضع برفقة والدتها. وكانت الشابة، المولودة من أب مهندس وأم فنانة، تحلم بأن تدرس العلوم السياسية، لكنها اقتنعت بخوض مجال عرض الأزياء وانضمت إلى وكالة «إيليت».

وتروي الشابة، التي باتت ترتدي اليوم ملابس بقياس 38 «لم يقل لي أحد إنه ينبغي لي أن أخفض وزني، لكنهم قالوا إن فعاليات أسابيع الموضة تبدأ في سبتمبر وقياس الملابس هو 32 – 34 ويجب أن تناسبني. وليتني غادرت المجال في ذاك الحين».

امتنعت فيكتوار عن الاكل لتصل الى المقاس المطلوب، وفقدت حوالى 10 كلغ في غضون شهرين خلال فصل الصيف بتناولها ثلاث تفاحات يوميا ومشروبات غازية.

واوضحت «كلما فقدت وزنا كنت اجد نفسي سمينة»، مشيرة الى «وجود استعداد للاصابة بفقدان الشهية المرضي على الارجح».

وتضيف «رؤية صور تؤكد لكم يوميا ان الهزال هو الجمال انما تحرض على ذلك ايضا».

في كتابها الذي صدر مؤخرا «يوميات عارضة ازياء»، تروي انها كانت ترى في الكواليس عارضات يأكلن امام الكاميرا ومن ثم يدخلن الى المراحيض للتقيؤ عند مغادرة الصحافيين. وهي شاركت في جلسات تصوير كان الطعام متوافرا خلالها للمصورين فقط. وتقول انها خارت يوما من الجوع والتعب في الشارع في خضم اسبوع نيويورك للموضة.

وتقول هذه الشابة التي تريد الان خوض غمار التمثيل «الشابات اللواتي يعملن الان في هذا المجال سيقلن اني اكذب، لانهن يردن مواصلة العمل ولا يمكنهن تاليا قول اي شيء فثمة قانون صمت فعلي في هذه الاوساط».

وتضيف «العارضات لسن شيئا، انهن مجرد علاقات ثياب». وهي تأخذ خصوصا على دور الازياء «لان المصممين يريدون فقط اجساما مسطحة ولا يريدون الاهتمام بجسم المرأة».

وتقول بغضب «كارل لاغرفلد يقول ان لا احد يريد ان يرى عارضات سمينات. لكن ثمة هامشا كبيرا بين ما نراه اليوم وبين السمينات».

وعندما قررت الانسحاب من هذه الاوساط «لم يفهم احد قراري». وقد اصيبت بعدها بالشراهة العصبية (بوليميا) وحاولت الانتحار.

وتقول فيكتوار «الجميع كان يقول لي اني احيا -حياة الحلم- الا انني لم اكن تعيسة يوما كما كنت في هذا المجال»، مشيرة الى انها تلقت منذ صدور كتابها الكثير من الشهادات والرسائل الداعمة لها.

شاهد أيضاً

«الثقافية النسائية» كرّمت رائدات العمل المدني بالجمعية لدورهن في ترسيخ دور المرأة بخدمة الوطن

Share