
تناول تقرير صادر عن شركة ريسيرتش اند ماركتس للأبحاث الاقتصادية النظرة المستقبلية لسوق الكويت للصناعات الدوائية خلال الفترة بين عامي 2018 و2022، حيث قال: إن هذا السوق يمر في مرحلة النمو مستمدا الزخم بشكل أساسي من مبادرات الرعاية الصحية الحكومية. وقد أدى ازدهار صناعة النفط والغاز والتنويع المحدود في القطاعات الأخرى إلى الحد بشكل كبير من أنشطة التصنيع في الكويت.
ونتيجة لذلك، ظل الإنتاج المحلي للأدوية في البلاد منخفضا في ظل استيراد معظم الأدوية المستهلكة في هذه الفترة، بما في ذلك الأدوية والعقاقير ذات العلامات التجارية. ورغم أن الحكومة تراقب الصناعة عن كثب، إلا أن أسعار الأدوية في الكويت ظلت مرتفعة.
وأضاف التقرير أن الأطباء والمرضى يفضلون بشكل عام المنتجات الدوائية المسجلة والعلامات التجارية المعروفة، والتي ساعدت على توسيع منظومة التمويل الحكومي.
كما أن الإنفاق العام المرتفع على الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الطبية بدون تكلفة عزز الطلب على الأدوية، وهناك عدد من المبادرات الحكومية التي توجه سوق الأدوية في الكويت منها منح 12 شركة تصاريح طبية لبناء مصانع أدوية في البلاد بالتعاون مع الهيئة العامة للصناعة، ما ضاعف تقريبا ميزانية الإنفاق على الرعاية الصحية بين عامي 2010 و2016 لتصل نحو 2 مليار دينار في 2016، وهناك أكثر من 20 مشروعا حكوميا كبيرا للرعاية الصحية قيد التنفيذ بقيمة 3.5 مليارات دينار في البلاد.
ويعاني سوق الأدوية في الكويت من التشرذم حيث تسيطر عليه الشركات الأجنبية بالإضافة للشركة المصنعة الوحيدة للكويت التي تعمل في سوق الأدوية هي الشركة الكويتية السعودية للصناعات الدوائية (KSPICO). وتضم الجهات الفاعلة الإقليمية والمحلية في الشرق الأوسط العاملة في الكويت شركات مثل غلفار وسبيمكو وتبوك والحكمة وغيرها.
وفي 2017، حصلت شركة Pfizer الأميركية على أعلى حصة في سوق الأدوية في الكويت تلتها سلسلة من شركات الأدوية العالمية ذات الأسماء الشهيرة في هذا المجال.
النظرة المستقبلية
واعتبر التقرير النظرة المستقبلية لصناعة الدواء في الكويت إيجابية، وسيستمد نمو الصناعة القوة الدافعة له من خلال انتشار الأمراض المزمنة على نطاق واسع وتزايد عدد السكان وارتفاع دخل الفرد في البلاد. وتوفر طاقات التصنيع المحلية المحدودة أيضا عددا من فرص النمو لشركات الأدوية متعددة الجنسيات والإقليمية لدخول صناعة الأدوية الكويتية، ويتوقع نمو الاستثمارات الكبيرة الرامية لتطوير قطاع الرعاية الصحية عبر نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في سوق الأدوية أيضا في السنوات القادمة. من المتوقع أن يزداد توافر المنتجات الدوائية الجنسية التي تصرف بدون وصفة طبية لأن خطط التأمين الصحي الخاصة تشجع الأطباء على تبني أنماط وصفة طبية أكثر عقلانية في ضوء الخطى الحثيثة التي تسير عليها الكويت لتطوير الرعاية الصحية كجزء من رؤية الكويت 2035، وقد تضمنت الخطة الإشارة إلى كل من سوق الأدوية والرعاية الصحية في الكويت باعتبارهما من القطاعات ذات الأولوية العالية، مع العديد من المشاريع التي سيتم تنفيذها في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص.