مُدَّعو الذكاء أكثر بكثير من الأذكياء الحقيقيين.. إنها الحقيقة المُرَّة التي تؤكدها الأحداث في كل زمان ومكان، فما المقاييس أو الدلائل العلمية المؤكدة التي يعتمد عليها ذوو الاختصاص في تحديد أو تعريف الشخص الذكي؟
قد يتصور البعض أن الذكي هو من يجيد أكثر من لغة.. أو من يتفوق في دراسته ويتبوأ المراكز الرفيعة.. أو ذاك الذي يكسب الملايين في التجارة أو البورصة.. أو ذاك الذي يعرف من أين تؤكل الكتف كما يقال، أو ذلك الذي يجيد فن التلون ومماشاة الظروف.. لكن المتخصصين يؤكدون أن الذكي قد يكون أحد هؤلاء أو لا علاقة له بكل هذه الصفات.
1- انه الشخص الذي يتعلم من أخطائه.. لا يكتفي بالتعلم بل لديه الجرأة للاعتراف بهذه الأخطاء.
ليس هذا فقط، فالذكي هو الذي لا ينظر إلى أخطائه على أنها نكسات وعقبات، بل فرصة ذهبية سانحة للتعلم والاستفادة يجب اقتناصها قبل فوات الأوان.
2- انه قارئ نهم لكن بشرط ألا يقتصر الهدف من القراءة على زيادة المعلومات المخزنة والمعلومات المتراكمة، بل ذلك الذي يجمع بين القراءة النهمة والاستمتاع بالمعلومات المكتسبة والاستفادة من هذه المعلومات.
فقد أثبتت التجارب- كما يؤكد المتخصصون- أن القارئ النهم الذي يجمع بين اكتساب المعلومات والاستمتاع بالمعارف الجديدة يتمتع عادة بذاكرة أقوى وبقدرة أفضل على التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى أنه أقدر من غيره على التركيز الذهني.
3- انه الشخص القادر على إدارة أو الاشتراك في نقاش هادئ بطلاقة ووضوح وبأسلوب يتسم بالإقناع لكن بشرط عدم التمترس خلف آرائه المسبقة والتمسك بمواقفه الشخصية، بل الانطلاق في النقاش والإقناع من المواقف المختلفة للأطراف المشاركة في النقاش.
4- انه الشخص الذي يعطي الأفضلية والأسبقية لعقله بدل لسانه.. يفكر جيداً وملياً قبل أن ينطلق لسانه بما قد يسبب الندم لاحقاً.
الشخص الذكي يعطي نفسه فرصة للتفكير قبل الإجابة عن سؤال أو طرح موقف قد يندم عليه، لكن الفرصة هذه لا تعني التردد أكثر من اللازم.
5- هذه الصفة قد لا تعجب كثيرين، كما يؤكد العلماء والمتخصصون الذين وضعوا قائمة بهذه الصفات، هي أنه الشخص الذي لا يشغل نفسه في التفكير أكثر من اللازم بمشاعر الآخرين ومصالحهم وآرائهم، أو بماذا سيفكرون أو ماذا سيقولون حين يتخذ قراراته المدروسة جيداً وبتأنٍ.