
كشف بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، في استبيان جديد تم إجراؤه بالتعاون مع «يوغوف» بعنوان «المرأة العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، أن الاستقلال المالي بنسبة 55 في المئة هو العامل الأساسي لدخول المرأة إلى سوق العمل في الشرق الأوسط.
وساهمت مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية في تغيير وضع المرأة العاملة في سوق العمل، بحيث أصبحت مساهماتهن الاقتصادية ذات أهمية متزايدة داخل الأسرة.
وقالت 51 في المئة من المجيبات على الاستبيان، إنهن يسعين للحصول على عمل لدعم الأسرة أو المساهمة في تعزيز إيراداتها، بينما قالت 43 في المئة منهن إن الدافع الأساسي للعمل يتمثل في توسيع آفاقهن في الحياة، في حين ذكرت 42 في المئة من المجيبات بأن هدفهن يتمثل في تأمين مستقبل الأسرة والأطفال.
وأظهرت نتائج الاستبيان أن الغالبية العظمى من المجيبات (76 في المئة) يعملن في مكان مختلط، بينما قالت أكثر من ثلثي المشاركات (67 في المئة) إنهن يشعرن بالراحة تجاه العمل في بيئة مختلطة، في حين قالت 40 في المئة إنهن يشعرن براحة كبيرة إزاء ذلك، فيما صرحت 7 في المئة فقط أنهن يفضلن العمل في بيئة غير مختلطة.
المساواة في أماكن العمل
تدرك الشركات في المنطقة أن المساواة بين الجنسين تعتبر عاملاً مهماً لتحسين بيئة العمل، تعتقد غالبية المجيبات أن النساء والرجال يُعاملون على قدم المساواة في مكان عملهم عبر مجموعة متنوعة من المجالات، أبرزها التقدم الوظيفي (67 في المئة)، والتوظيف والتعيين (63 في المئة)، والمزايا المقدمة (55 في المئة).
وأفادت غالبية المجيبات (62 في المئة) أنهن يعملن لنفس عدد ساعات زملائهن من الذكور، بينما ذكرت واحدة من خمسة مجيبات (22 في المئة) أنها تعمل لعدد أطول من الساعات مقارنة بزملائها الذكور.
المزايا المقدمة للمرأة العاملة
بالنسبة للمزايا الخاصة بالنساء في مكان العمل، تضمنت أبرز 5 مزايا تحصل عليها المجيبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التأمين الصحي الشخصي (39 في المئة)، وإجازة الأمومة مدفوعة الأجر (38 في المئة)، والتدريب المرتبط بالعمل (31 في المئة)، وبدل المواصلات (30 في المئة)، والتأمين الصحي للأسرة (24 في المئة)، كما ذكرت معظم السيدات أنهن يحصلن على إجازة أمومة رسمية تتراوح مدتها من شهر إلى 3 أشهر.
من ناحية ثانية، تواجه السيدات في بيئات العمل عبر المنطقة تحديات متعددة، أبرزها قلة فرص الترقيات الوظيفية (46 في المئة)، وبيئة العمل المجهدة والمتطلبة (37 في المئة)، ونقص الاستقرار والأمن الوظيفي (35 في المئة).
وعند سُؤالهن عن التحديات الرئيسية التي تواجههن في الحياة، برزت صعوبة العثور على فرص عمل جيدة (57 في المئة)، ونقص الفرص لتحسين مهاراتهن المهنية (42 في المئة)، وعدم وجود وقت كاف للاسترخاء أو التواصل مع الآخرين (34 في المئة)، كأكبر التحديات بالنسبة لهن.
عوامل السعادة
أظهرت نتائج الاستبيان بعض الحقائق الملموسة حول التقدم المحرز على مستوى تمكين المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
واعتبرت نصف المجيبات (49 في المئة) أن تأسيس حياة مهنية ناجحة هو مصدر رئيسي للسعادة لهن، يليه الصحة الجيدة (49 في المئة)، وكسب المال (33 في المئة) وقضاء الوقت مع العائلة (32 في المئة).
أما بالنسبة للسمات الوظيفية الأكثر أهمية للمرأة، فقد اختارت غالبية المجيبات (57 في المئة) الراتب الجيد باعتباره الميزة الأكثر أهمية، تليه فرص النمو الوظيفي على المدى الطويل (37 في المئة) والتأمين الصحي لجميع أفراد الأسرة (28 في المئة)، فيما ظهرت عناصر قلة فرص السفر وبيئات العمل غير المختلطة كالأقل أهمية بالنسبة لهن.
الحياة الزوجية
أشارت النساء المجيبات إلى أن خياراتهن المهنية كان لها تأثيراً إيجابياً (34 في المئة) أو لم يكن لها أي تأثير (38 في المئة) على حياتهن الزوجية.
على صعيد آخر، تعتقد 47 في المئة ممن شملهن الاستطلاع أن خطط زواجهن المستقبلية، ستؤثر على خياراتهن المهنية إلى حد ما على الأقل، بينما تعتقد 31 في المئة أن هذه الخطط لن تؤثر على خيارتهن المهنية.
الإلمام بقانون العمل
تعتبر حماية حقوق الموظفين من الرجال والنساء في مكان العمل من أهم العناصر المساهمة في جذب الكفاءات والاحتفاظ بهم، وصرحت النسبة الأكبر (91 في المئة) من المجيبات بأنهن على دراية بقوانين العمل في بلد إقامتهن، مع إشارة 45 في المئة إلى أنهن على علم كبير بهذه القوانين.
ومن بين المجيبات اللواتي أكدن درايتهن بقوانين العمل، ذكرت 3 أرباعهن (75 في المئة) أن هذه القوانين عادلة إلى حد ما بالنسبة للمرأة.
وقالت المديرة الإدارية للموارد البشرية في «بيت.كوم»، عُلا حداد، «يسلط هذا الاستبيان الضوء على وضع المرأة العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عبر دراسة وتحليل تصوراتهن حول المساواة في العمل ودوافعهن للبحث عن وظيفة، كما يستعرض التحديات التي تواجهها المرأة العاملة اليوم، ويدرس مدى تأثير هذه المخاوف على القرارات المتعلقة بمسيرتها المهنية».
من جهته، قال مدير الأبحاث في «يوغوف»، ظافر شاه «يهدف هذا الاستبيان إلى التعرف على مستوى الرضا الوظيفي للمرأة العاملة في المنطقة، بحيث كشف عن مدى ارتباط الرضا الوظيفي للمرأة بثقافة العمل والمزايا التي يتم تقديمها، وبينما تعتقد معظم المجيبات أن النساء والرجال يعاملون على قدم المساواة في بيئة عملهم، سيساهم هذا الاستبيان في مساعدة أصحاب العمل للتركيز على الأمور الأكثر أهمية بالنسبة للمرأة في مكان العمل».