بينما شهدت الكويت زيادة في إنتاج النفط خلال الشهر الماضي بمتوسط يومي يبلغ 6 آلاف برميل، ليصل الإنتاج اليومي إلى 2.436 مليون برميل، إلا أنها لم تصل إلى الأهداف المحددة في مشروع موازنتها الحالية للعام المالي 2024 / 2025، التي تستند إلى تحقيق إنتاج يومي يبلغ 2.548 مليون برميل.
في إعلان سابق، أعلنت الكويت التزامها بتمديد خفض إنتاج النفط الطوعي بمقدار 135 ألف برميل يوميًا حتى نهاية الربع الثاني من هذا العام.
وبحسب أرقام مشروع الموازنة الجديدة، يُتوقع أن يبلغ الإنتاج النفطي خلال العام الحالي 2.54 مليون برميل يوميًا، وذلك بسعر متوقع يبلغ 70 دولارًا، مما ينتج عنه توقعات بتحقيق إيرادات نفطية تصل إلى 16.2 مليار دينار بنهاية السنة المالية.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر ذات صلة إلى توقعات إيجابية للميزانية خلال العام الحالي، وذلك بعد تأكيد منظمة البترول على توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي، الذي يُدعم بشكل أساسي بالطلب القوي على السفر الجوي والنقل البري، وكذلك مرونة الاقتصاد العالمي.
3 عوامل أثرت في الأسعار
أثرت عدد من العوامل في اسعار النفط خلال الفترة الاخيرة منها:
1 – انحسار المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بمخاوف انقطاع الإمدادات النفطية في ظل التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط التي قد تؤثر سلباً في حركة تجارة النفط.
2 – ارتفاع مخزونات الوقود الأمريكية الغازولين والديزل، على خلفية تراجع الطلب المحلي رغم اقتراب بدء موسم القيادة الصيفي.
3 – إشارة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي إلى استمرار تشديد السياسة النقدية للحد من التضخم المرتفع، وهو ما قد يؤدي إلى إبطاء النشاط الاقتصادي ويضعف الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
أحداث دعمت استقرار الأسعار
دعمت عدد من الاحداث استقرار الاسعار، ومنها:
اولاً: انخفاض مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية بحوالي 1.4 مليون برميل، تزامناً مع الزيادة النسبية في نشاط مصافي التكرير، وارتفاع الصادرات.
ثانياً: توسع نشاط الخدمات وتسارع نمو الطلبيات الجديدة في الصين، أكبر مستورد عالمي للنفط، ما عزز الآمال في حدوث انتعاش اقتصادي.
ثالثاً: طلب الحكومة الأمريكية لشراء أكثر من 3 ملايين برميل من النفط الخام لإعادة ملء المخزونات الاستراتيجية، مع تحديد السقف السعري للشراء عند 79.99 دولارا للبرميل.
رابعاً: رفع أسعار البيع الرسمية للنفط الخام المباع إلى آسيا وشمال غربي أوروبا والبحر الأبيض المتوسط في شهر يونيو المقبل، ما يشير إلى توقعات الطلب القوي هذا الصيف.
خامساً: انخفاض عدد منصات النفط الخام الأمريكية إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2023 وهو 496 حفارة، في مؤشر على إمكانية تراجع الإمدادات المستقبلية.
سادساً: استمرار التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا، ما أحدث اضرار في مصفاة لتكرير النفط الخام في منطقة كالوغا الروسية.