وكالات– أعطى تقرير أعدته منظمة العمل الدولية ومؤسسة «غالوب» وصفاً يعتبر سابقة لمواقف النساء والرجال حول المرأة والعمل، مستنداً إلى استطلاع رأي عالمي لـ «غالوب» في 142 بلداً وإقليماً شاملاً نحو 149 ألف رجل وامرأة، ممثلاً آراء أكثر من 99 في المئة من السكان البالغين في العالم.
وأفاد التقرير بعنوان «نحو مستقبل أفضل للمرأة والعمل: إيصال صوت المرأة والرجل»، بأن 70 في المئة من النساء و66 في المئة من الرجال، يفضلون أن تعمل المرأة في وظائف مدفوعة الأجر». وأشار إلى أن «28 في المئة من الرجال يفضلون عمل نساء أُسرِهم في وظائف مدفوعة الأجر، و29 في المئة يرون بقاءهن في المنزل لرعاية أسرهن أفضل، بينما يفضل 38 في المئة أن يُتاح لهنّ القيام بالأمرين».
على الصعيد العالمي، لفت التقرير إلى أن النساء العاملات بدوام كامل لدى صاحب عمل (أكثر من 30 ساعة أسبوعياً وفق تعريف «غالوب») «يفضّلن أوضاعاً تتيح لهن الموازنة بين التزامات العمل ورعاية الأسرة والمنزل».
ورأى المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايدر، أن هذه الدراسة «تظهر بوضوح تفضيل غالبية النساء والرجال في العالم عمل المرأة في وظائف بأجر». واعتبر أن «من العناصر الأساسية لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في العمل، وجود سياسات داعمة للأسرة تمكّن المرأة من البقاء في عملها والتطور فيه، وتشجع الرجل على تقاسم مهمات رعاية الأسرة في شكل عادل مع المرأة».
ويشكّل التوفيق بين العمل ورعاية الأسرة، وفق التقرير «تحدياً كبيراً للمرأة العاملة في العالم»، مستنداً إلى آراء المشاركين في الاستطلاع. وأشار أيضاً إلى «تحديات رئيسة أخرى تواجه المرأة في مناطق من العالم، مثل سوء المعاملة وتلك غير العادلة والتحرش في أماكن العمل، وعدم توافر وظائف برواتب جيدة، وعدم المساواة في الأجر».
على الصعيد العالمي، أعلنت غالبية النساء العاملات أن «ما يكسبنه من عملهن يشكل مصدر دخل مهم لأسرهن (30 في المئة) أو مصدر دخل رئيس لأسرهن (26 في المئة)». بينما لا يزال الرجال أكثر ميلاً إلى القول بأنهم «هم الذين يوفرون المصدر الرئيس للدخل، 48 في المئة من الرجال العاملين يقولون إن ما يكسبونه من عملهم يوفر مصدر الدخل الرئيس لأسرهم». لكن مع ارتفاع المستوى التعليمي «تتقلص الفجوة بين العاملات والعاملين لجهة المساهمة في دخل الأسرة».
وأظهر التقرير أن النساء والرجال في العالم «يتشاركون وجهات نظر متماثلة حول فرص عمل المرأة». إذ في حال كانت هي والرجل «متساويين في التعليم والخبرة، يميل الرجال والنساء في العالم إلى اعتبار أن لدى النساء فرص الرجال ذاتها في إيجاد وظيفة جيدة في المدينة أو المنطقة التي يعيشون فيها». ورأى 25 في المئة من النساء و29 في المئة من الرجال في العالم، أن «لدى المرأة فرصاً أفضل في العثور على وظائف جيدة». لكن الأدلة على أرض الواقع، «تظهر وجود فجوات بين الجنسين في أسواق العمل في أنحاء العالم».
وعلى رغم ذلك، تختلف هذه المواقف من منطقة إلى أخرى، وتعتمد في شكل كبير على التحصيل العلمي للنساء ومستوى مشاركتهن في القوة العاملة. إذ تتفوق أميركا الشمالية مثلاً على المناطق الأخرى في العالم، من حيث التصور المتفائل المتعلق بتكافؤ الفرص، وأكد 55 في المئة من المستطَلعين أن «لدى المرأة التي تملك مؤهلات مماثلة للرجل، فرصه ذاتها في الحصول على عمل جيد».
وتأتي مناطق أوروبا الشمالية والغربية والجنوبية وكذلك الشرقية، في طليعة مَن يرى أن فرص المرأة «أقل من الرجل في الحصول على وظيفة جيدة، حتى لو تساويا في المؤهلات التعليمية والخبرة». إذ كلما كانت النساء أكثر تعليماً، قلّ احتمال اعتقادهن بأن «فرصهن أفضل من فرص الرجال في سوق العمل عند التساوي في المؤهلات». فيما «لا تتغير آراء الرجال كثيراً باختلاف مستواهم التعليمي».
ويُتوقع أن «يساعد التقرير منظمة العمل الدولية في صياغة إجراءاتها المستقبلية في سياق مبادرتها «الذكرى المئوية للمرأة في العمل»، الهادفة إلى تحقيق مساواة كاملة ودائمة بين الجنسين في عالم عمل متغير».
وأكد رئيس «غالوب» ومديرها التنفيذي جيم كليفتون، ضرورة أن «يعمل العالم على تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في العمل، ليس فقط من أجلها، بل لمصلحة البشرية».