
أكد عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي لصناعة البتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، أن أزمة كورونا كان لها تأثير كبير على الصناعة، وأن انهيار الطلب عليها واضطراب سلاسل التوريد وزيادة أسعار الشحن في النصف الأول من العام الماضي أدت إلى تآكل أرباح الشركات الخليجية بشكل غير مسبوق، مذكراً بأن النشاط التجاري عاد إلى الانتعاش مرة أخرى في الربع الثالث من العام الماضي رغم عدم انتعاشه بشكل كامل بعد.
وقال السعدون في مقابلة مع موقع «اكسفورد بزنس غروب»: إن زيادة الطلب على المواد الخام المستخدمة في منتجات صحية مثل المعدات الطبية ومواد التعقيم وغيرها مكنت من الحفاظ على معدلات تشغيلية لشركات البتروكيماويات الخليجية بنسبة 93 في المئة منذ العام الماضي، في حين انخفض حجم تجارة الشركات الإقليمية في 2020 بنسبة 9.2 في المئة، ودخلت الصناعة في أزمة كبيرة لأرباحها، حيث ضاقت هوامشها بعد عامين من انخفاض الإيرادات بسبب هبوط أسعار النفط.
وأضاف: إن إيرادات شركات البتروكيماويات الخليجية تراجعت بنسب تتراوح بين 20 في المئة و24 في المئة إلى 52 مليار دولار في 2020، ومع ذلك فقد توسع إنتاج المواد الكيماوية في دول الخليج خلال العام الماضي بنسبة 1.5 في المئة مقارنة بانخفاض عالمي بنسبة 2.6 في المئة.
وكشف أن قيمة مشاريع البتروكيماويات المقرر بدء تشغيلها في المنطقة حتى 2024 تبلغ قيمتها نحو 71 مليار دولار، لكن بعض الشركات قد تؤجل التوسع في الإنتاج حتى يتعافى الطلب بشكل كامل، متوقعاً تأجيل بعض المشاريع بين «سابك» و«أرامكو» بعد تأجيل مشاريع أخرى مثل توسعة حقل للغاز في قطة ومصفاة الدقم في عمان والزور في الكويت.
وإذ لفت السعدون إلى أن جائحة كورونا أدت إلى تسريع أجندة الاستدامة في الخليج، حيث تركز شركات البتروكيماويات على التقنيات النظيفة والطاقة المتجددة، أكد أن القطاع يتمتع بفرص للابتكار في صميم استراتيجية أعماله وهو بوضع جيد لتطوير عملياته ومنتجاته في مجالات الاستدامة وعادة التدوير وإزالة الكربون من أعماله وتطور المواد الأولية والرقمنة، موضحاً أن تطوير المواد الأولية من خلال إنتاج المواد الكيماوية من الكهرباء والهديروجين وثاني أكسيد الكربون يتسم بأهمية متزايدة، حيث يستفيد المنتجون من مصادر الطاقة المتجددة لتصنيع المواد الخام بشكل غير مضر للبيئة وتقليل البصمة الكربونية.