تعد مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج العربي ظاهرة إعلامية بارزة ومؤثرة في الحياة اليومية للمواطنين، فهي تستقطب عدداً من شرائح المجتمع، وخاصة الشباب، الفئة الأكثر تأثيراً في أي مجتمع.
وساعد على طفرة شبكات التواصل في المنطقة، أن 65 %من سكانها أقل من 35 عاماً، وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي الشباب في العثور على فرص عمل أحيانا وفرص المشاركة بالمشاريع الناشئة، وطرح الآراء في مختلف المجالات، بجانب آثارها السلبية.
ولم تعد مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للتواصل الشخصي فحسب، بل صارت وسيلة مهمة تستخدمها الشركات للترويج لعلاماتها التجارية ومنتجاتها، فباتت هذه المواقع بمنزلة وسيلة إعلانية موازية تؤثر في المبيعات والأرباح في دول المنطقة.
أكثر الشبكات استخداماً
لا تتساوى منصات التواصل الاجتماعي في عدد مستخدميها في منطقة الخليج، فهناك شبكات تتفوق على غيرها من حيث الاستخدام اليومي، فيما كشف تقرير وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، (الصادر على هامش قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دبي العام الماضي) أن «فيسبوك» و«واتس أب» المنصتان الأكثر استخداماً بين وسائل التواصل الاجتماعي في جميع دول العالم العربي، ثم يأتي بعدهما «انستغرام» و«تويتر».
بينما كان معدل تفضيل «لينكد إن» منخفضاً للغاية في الوطن العربي، إذ لم تتعد نسبته سوى %1 فقط، وجاءت أعلى معدلات التفضيل له في الإمارات والبحرين بنسبة 2% لكل منهما.
متوسط الوقت
وفقاً للتقرير، يقضي ثلث المستخدمين أقل من نحو 30 دقيقة في الجلسة الواحدة عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أن 5 % يقضون أكثر من 4 ساعات في كل جلسة، وينشط أكثر من نصف المستخدمين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ساعات المساء.
وجاءت الإمارات في المركز الخامس في قائمة أكثر 10 دول يقضي مستخدموها وقتاً أطول على مواقع التواصل الاجتماعي، بمتوسط 3 ساعات يومياً، بينما تحوي الدولة الخليجية عدد مستخدمين نشطين لمواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 68 %من إجمالي سكانها، وهذا يبدو منطقيا مع ارتفاع نسبة الأجانب.
بينما جاءت المملكة العربية السعودية في المركز السابع بمتوسط 2.9 ساعة يومياً، وعدد مستخدمين نشطين بنسبة 35 %من إجمالي سكانها، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن وكالة «وي آر سوشيال» We are Social العالمية لعام 2016.
أغراض الاستخدام
يلجأ 55 % من المستخدمين في العالم العربي إلى وسائل التواصل الاجتماعي، للتواصل مع الآخرين بشكل أساسي، في حين يستخدمها 12 %بغرض متابعة آخر الأخبار على المعلومات، ومشاهدة مقاطع الفيديو، ومشاركة الصور.
بينما تأتي المحادثات (الشات) على رأس الأنشطة التي يقوم بها المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي، تليها قراءة المنشورات والمدونات، أما التواصل مع العائلة والأصدقاء فيأتي بالمركز الثالث، تليه مشاركة الصور، ثم مناقشة الأحداث الجارية.
عوائد شبكات التواصل
باتت شبكات التواصل الاجتماعي منفذاً للبيع والشراء، وقُدرت إيرادات التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط عام 2015 بـ39 مليار دولار، ومن المتوقع وصول حجم سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط إلى 51 مليار دولار بحلول عام 2017.
وكان «لينكد إن» قد أجرى استقصاءً، شمل 260 شركة صغيرة ومتوسطة في دول الخليج الست، وقد أثبتت النتائج أن 92 %ممن شملهم التقرير لديهم أنشطة تسويقية قائمة على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما يسعى الباقون نحو الحصول على نشاط تسويقي.
%72 من الشركات التي خضعت للاستقصاء، أقرت بتحقيق نمو في شريحة العملاء بفضل التسويق على شبكات التواصل، و71 %من تلك الشركات أرجعت الفضل لشبكات التواصل في زيادة عوائدها، %63 منها قالت إن لشبكات التواصل الفضل في تحقيقها للأرباح.