الجمعة , 20 يونيو 2025

الوزيرة الإماراتية نورة الكعبي تكتب: لو كنت في عمر الـ22

نورة الكعبي, وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني في حكومة الإمارات العربية المتحدة منذ فبراير (شباط) 2016.

نورة الكعبي, وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني في حكومة الإمارات العربية المتحدة منذ فبراير (شباط) 2016.

 

في “مجلس وزراء دولة الإمارات” الجديد الذي أتشرف أن أكون واحدةً من أعضائه، تم تعيين شمّا المزروعي ذات الـ22 ربيعاً، في منصب وزير دولة لشؤون الشباب، في خطوة تؤكد الثقة الممنوحة لهذه الفئة التي تضطلع بدورٍ فعّال وتتمتع بتمثيلٍ واضح في الحكومة الإماراتية. إذ أنّ الشباب يشكّلون الأغلبية العظمى في مجتمعنا، لذلك التفتت قيادتنا إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الفئة في صناعة المستقبل، وعملت على الاستفادة مما لديها من أفكار ثرية وآراء مبتكرة.

 

وفي واقع الأمر، تكمن أهمية تعيين نساء شابات في مناصب قيادية، في كونه يدلّ على عمق تفكير صُناع القرار بدولتنا، ورؤيتهم الثاقبة المستنيرة التي أعطت للمرأة والرجل حقوقاً متماثلة، ولم تفضّل ذكراً على أنثى، ولا ذو خبرة على شاب، وكان معيارها الوحيد هو الطموح والكفاءة والاستحقاق. وهذا بالتحديد ما ينطبق على تجربة الوزيرة الشابة شمّا المزروعي التي أخذت مكانها المستحق في “مجلس الوزراء” لتمارس دورها في بناء مستقبل الدولة إلى جانب عدد من الوزراء المخضرمين، ولتثبت بأن العمر لم يكن عائقاً لتبوء هذا المنصب، وأنه لا فارق بين الجنسين حين يتعلق الأمر بالعمل والإنجاز. وأمثلة المبدعين الشباب كثيرة في هذا السياق، ومنها مخترع “فيسبوك” مارك زوكربيرج، الذي كان في الـ19 من عمره فقط حين ابتكر هذه المنصة الاجتماعية الفعالة للتواصل بين الناس، والتي باتت أكبر شبكة من نوعها في العالم. ومثل زوكربيرج فعلت الممثلة جنيفر لورانس، التي أبدعت في سن مبكرة ونالت جائزة “أوسكار” كأفضل ممثلة وهي ما تزال في الثانية والعشرين من عمرها!

 

ومما لا شك فيه بأن الاعتماد على جيل الشباب في زمننا الحالي يعطي ميزةً إضافية لم تكن موجودة فيما مضى، و أعتقد أنها ستغيّر قواعد اللعبة برمّتها. فشباب اليوم من الجيل الرقمي الذين فتحوا أعينهم على عالم الإنترنت والهاتف المتحرك، ومن المسلّم به أنه ذلك العالم أصبح من صلب حياتهم، وهم الأبرع في التقنيات الحديثة والتكنولوجيا الرقمية. وتشير الإحصائيات إلى أن اتصال جيل اليوم بالشبكة العنكبوتية هو اتصال دائم، ما يعطيهم فرصة كبيرة لإحداث التغيير وتسخير الوسائط الرقمية لخدمة المشهد الإعلامي، حيث باتت الفرصة سانحة أمام الجميع للتعبير عن آرائهم بشكل أفضل.

 

ووفقاً لتقرير حول وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي نُشِر عام 2014، فإن 55% من الأشخاص الذين تم استطلاع آرائهم أفادوا بأنهم يؤيدون بشدة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل حكوماتهم من أجل تقديم الخدمات العامة. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من القادة السبّاقين في استخدام تلك الوسائل كمنصات يخاطب من خلالها المسؤولين والناس العاديين ويشركهم في عملية صنع القرار. ففي عام 2013، أطلق سموه عصفاً ذهنياً على موقع تويتر لمدة أسبوع كامل، وذلك لتطوير قطاعي الصحة والتعليم في الدولة عبر توليد أكبر قدر ممكن من الأفكار والحلول الإبداعية يشترك الجميع في صياغتها وتطويرها. وشهدت المبادرة تفاعلاً شعبياً كبيراً مع أكثر من 50 ألف مشارك، وأكثر من 80 ألف مقترح وفكرة. وفي هذا العام أطلق سموه مبادرة “حوار المستقبل” على منصات التواصل الاجتماعي ولقيت تفاعلاً من أكثر من 10 ملايين متابع، حيث أجاب سموه على أسئلة الصحفيين حول رؤيته لمستقبل الحكومة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

خلاصة القول بأن شباب اليوم يملكون فرصاً كبيرة للمساهمة في تشكيل مستقبلهم وصناعة مستقبل بلدانهم، ليس بفضل أعمارهم الفتية فقط بل لأنهم يعيشون في هذا العصر، عصر التكنولوجيا والتطور، عصر الإنترنت والعالم الرقمي الذي قرّب المسافة بين الأفراد والحكومات حتى أصبح أبناء هذا الجيل قادرين على التواصل المباشر مع القادة والمسؤولين ومبادلتهم الأفكار والآراء وهم أمر لم يكن متاحاً للجيل السابق. ولكنه متاح اليوم لجميع الأعمار ولكل القادرين إلى الولوج إلى فضاء العالم الرقمي الواسع.

 

 

شاهد أيضاً

البحرين.. المجلس الأعلى للمرأة يطلق نسخة محدثة من كتاب المرأة البحرينية في عهد الملك حمد

Share