الجمعة , 20 يونيو 2025

ما هو الاستثمار الملائكي؟

44487

كان رام شيريرام مستثمراً ملاكاً في (Google)، ويُعتقد بأن استثماراته تراوحت بين 100 ألف إلى 200 ألف دولار، مما مكّنه من تحصيل 5.2 مليون سهم في الشركة.

وحتى كتابة هذه المقالة، بلغ سعر سهم (Google) مبلغ 794 دولاراً، وبعملية حسابية بسيطة يمكن التعرف إلى مقدار ثروته. وهناك عدد قليل من المستثمرين الملائكة الذين بلغوا هذا المستوى المتميز، ممن حققوا عائدات بمقدار 10 أو 20 ضعفاً.

إن الفرق بين المستثمر الملاك والمستثمر في المشروعات التي تكتنفها المخاطر بسيط جداً: فالأول يستثمر أمواله الخاصة، في حين أن نظيره الآخر يستثمر أموال عدد محدد من الشركاء غالباً. ووفقاً لما كتبه جوناثان أورتمانز في (Kauffman Foundation) فإنه منذ حوالي 20 سنة فقط، أصبح المستثمر الملاك عنصراً قوياً في تأسيس الشركات الجديدة، وصاحب دور مهم في تطويرها.

وبطبيعة الحال، غالباً ما يكون أول مصدر خارجي لرأس المال؛ غير الأهل والأصدقاء، يحصل عليه العديد من رواد الأعمال. كما يؤكد أورتمانز أن هناك نحو 300 ألف مستثمر من هذا النوع ونحو 400 مجموعة نشطة في أميركا وحدها. ويضيف: تشير استطلاعات أجراها (Center for Venture Research) إلى أن إجمالي سوق هؤلاء المستثمرين في أمريكا، ارتفع من 17.6 مليار دولار في عام 2009 إلى 24.1 مليار دولار في عام 2014. كذلك تضاعف إجمالي السوق في أوروبا خلال 5 أعوام ماضية مرتين وفي كندا 3 مرات.

وفي أعقاب الركود الاقتصادي عام 2008، عندما انخفض رأس المال الاستثماري تحت الإدارة في أمريكا بنسبة %60، تدخل المستثمرون الملائكة لرعاية الشركات الناشئة الصغيرة. ولهذا فإن لهؤلاء المستثمرين الأفراد أهمية حيوية للاقتصاد، ولا يمكن الاستعاضة عنهم بالتمويل الحكومي أو التجاري. لكن للأسف، لم يترسخ هذا النوع من الاستثمار في الشرق الأوسط حتى الآن للأسباب الآتية:

1. لايزال يمثل سوقاً ناشئة في مرحلة مبكرة؛ ففي الوقت الذي تتزايد فيه أعداد المستثمرين الملائكة في أميركا مثلاً، لايزال هناك عدد قليل منهم في منطقة الشرق الأوسط.

2. ينطبق الشيء نفسه على مدى الترابط بينهم، إذ يمكن لهم الانضمام معاً والمشاركة للاستثمار في شركة واحدة، أو ضمن مجموعات عديدة بطرق أخرى. لكن يبدو أن كثيراً منهم لم يتسنّ له الأخذ بزمام المبادرة والاستعانة بذوي الخبرة لتطوير هذه الاستثمارات.

3. ليس هناك آلية رسمية للمؤهلين منهم، كما هو الحال في أمريكا؛ إذ إن متطلبات مجلس الأوراق المالية الأمريكي تحدد بوضوح من هم المستثمرون المؤهلون لذلك، وكيف يحمي الأفراد المعنيون أنفسهم من التورط في مواقف صعبة.

4. وللأسباب السابقة وغيرها، فإن إجراء الصفقات ضعيف. وبالتالي، من يأتي في المقام الأول: الشركات الناشئة القوية أم الإمدادات الوافية من المستثمرين الملائكة ممن هم على استعداد للمخاطرة برؤوس الأموال في مراحل مبكرة؟

5. إن الافتقار إلى ما يكفي من هؤلاء المستثمرين يؤدي إلى فشل الكثير من الشركات الناشئة في بداية عهدها، وقبل تحقيقها أي إيرادات، وهو ما يعرف بـ: “وادي الموت”. وفي الوقت الذي تخسر فيه الأموال تبدو كأنها قد فشلت أو انهارت، لكنّ المستثمرين الملائكة من ذ سنوات، في الوقت الذي قد تبدو فيها أنها فشلت في تحقيق أهدافها.
إن فشل الشركات الناشئة منذ البداية في منطقة الشرق الأوسط يبدو أسرع مما هو في مناطق أخرى من العالم، لانعدام التمويل القائم على الديون من البنوك، والذي يمكن أن يساعد الشركات الناشئة على الاستمرار والتوسع في بقاع أخرى. كذلك انعدام قوانين الإفلاس التي تسمح بأن يكون الفشل آمناً.

تبين الصورة في الأعلى الدور المهم الذي يقوم به المستثمرون الملائكة في الحفاظ على الشركات الناشئة عندما تتأرجح بين النجاح والفشل.

وهم متحمسون وذوو دراية وخبرة، ويوقنون بأن السواد يكون حالكاً قبيل الفجر. كما أنهم يدركون الأثمان الباهظة التي قد يتكبدونها في غياب الأرباح عند إطلاق الشركات الناشئة الكبيرة. إن العديد من المستثمرين الملائكة هم رواد أعمال أيضاً. وقد واجهوا العديد من التحديات، وعرفوا كيف ومتى عليهم إنفاق الأموال وتحقيق المزيد منها. وبالتالي فهم يعرفون جيداً ما الذي يدفعهم للخروج من وادي الموت إلى مسار النجاح الحقيقي.

إن الهدف من هذه المقالة بسيط، ويتلخص في: محاولة تأسيس منظومة نشطة لريادة الأعمال، وتعزيز نمو الاستثمار الملائكي. وهذا من خلال: المساعدة في إنشاء وتنمية شبكات مستثمرين ملائكة أكثر تنظيماً. وتدريبهم من خلال تبادل الخبرات مع نظرائهم من ذوي الخبرة في مناطق أخرى، ومقارنة برامجهم ومجموعاتهم مع الأسواق الأخرى، وتسهيل تواصلهم مع نظرائهم في المناطق الأخرى، وترسيخ مفهوم “الرابطة” بوصفه نموذجاً أفضل من الاستثمار الفردي.

المصدر: فوربس الشرق الأوسط44487

شاهد أيضاً

«ميد»: سوق المشاريع الكويتية يضيف 19 مليار دولار إلى قيمته

Share