قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوپيك) إن استعادة سوق النفط لتوازنها الذي طال انتظاره تتحقق لكن “بوتيرة أبطا” بعد أن قفز انتاجها في مايو بسبب زيادة إنتاج الدولتين المعفاتين من اتفاق خفض الإمدادات
وفي تقريرها الشهري، قالت “أوپيك” إن إنتاجها زاد 336 ألف برميل يوميا في مايو إلى 32.14 مليون برميل يوميا بقيادة نيجيريا وليبيا، عضوي «أوپيك» المعفيين من اتفاق تخفيض الإنتاج.
وخفضت “أوپيك” تقديراتها لنمو إمدادات النفط من المنتجين من خارج المنظمة هذا العام إلى 840 ألف برميل يوميا مقارنة مع تقديرات سابقة عند 950 ألف برميل يوميا
وأضاف التقرير ان أعضاء المنظمة المشاركين في الاتفاق خفضوا الإنتاج إلى 29.729 مليون برميل يوميا في مايو دون الهدف البالغ 29.804 مليون برميل
وأبلغت السعودية “أوپيك” بأنها خفضت إنتاج النفط في مايو إلى 9.88 ملايين برميل يوميا من 9.946 ملايين برميل في أبريل في حين رفعت «أوپيك» توقعاتها للطلب على نفطها في 2017 بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 32.02 مليون برميل يوميا مع توقع انخفاض الإمدادات من خارجها، وأبقت المنظمة على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2017 دون تغيير، بينما خفضت توقعاتها لنمو إمدادات النفط من خارجها في 2017 إلى 840 ألف برميل يوميا من 950 ألفا في التقديرات السابقة بعد تمديد اتفاق الخفض
على جانب آخر، قد يكون من شأن انخفاض أسعار النفط 10% منذ أواخر مايو تشجيع للتجار على الاحتفاظ بالخام في مخازن لبيعه مستقبلا عندما ترتفع الأسعار في العقود الآجلة.
ومن شأن ذلك تقويض أثر خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة “أوپيك”، والذي يهدف إلى دفع التجار المحتفظين بالنفط في مخازن إلى البيع لتقليص تخمة المخزونات التي هبطت بالأسعار العالمية.
وجرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت للتسليم خلال 6 أشهر هذا الأسبوع بارتفاع بلغ نحو 1.50 دولار للبرميل مقارنة مع الأسعار الحالية، وهو هيكل للسوق يجعل تخزين النفط أعلى ربحية من بيعه للاستخدام المباشر.
وتشير بيانات ملاحية إلى أن 15 ناقلة عملاقة على الأقل ترسو في مضيقي ملقا وسنغافورة جنوب شرق آسيا محملة بوقود غير مباع. وفي الوقت الذي يقل فيه ذلك عن المستوى المسجل في الأشهر السابقة، يقول تجار إن الكميات المخزنة من الممكن أن ترتفع بسهولة
وتشير بيانات تجارية إلى وصول 21.5 مليون برميل يوميا من الخام إلى آسيا على متن ناقلات في مايو، وبينما يقل ذلك عن مستوى الذروة الذي جرى تسجيله في فبراير، فإنه يماثل مستويات جرى تسجيلها في أواخر 2016 قبل أن يتم الإعلان عن تخفيضات الإنتاج. وتجنبت «أوپيك» حتى الآن تنفيذ تخفيضات كبيرة في الإمدادات إلى أكبر عملائها، ومعظمهم في آسيا. في المقابل يزيد منتجون آخرون، خاصة من الولايات المتحدة، الصادرات مما يعزز التخمة.
وتقول السعودية، في الوقت الحالي إنها ستخفض مخصصات النفط الخام لشهر يوليو إلى آسيا بواقع 300 ألف برميل يوميا لكن الكثير من شركات التكرير الآسيوية تقول إلى الآن إنها تتلقي كامل مخصصاتها. ويقول محللون إن مستويات المخزون في المستقبل ستكون مهمة في تحديد مدى متانة سوق النفط.