السبت , 21 يونيو 2025

“كامكو” : أسعار النفط تتجه نحو التراجع

 

قال تقرير صادر عن شركة كامكو للاستثمار: إن وضع أسعار النفط مازال هشا ومتجها نحو التراجع، وذلك على الرغم من اعلان منظمة أوپيك عن تمديد اتفاقية خفض الانتاج

فبعد اجتماع الاوپيك، والذي شهد تمديد اتفاقية خفض الانتاج لمدة 9 أشهر اضافية حتى مارس 2018، سجلت اسعار النفط أعلى نسبة تراجع يومي منذ عدة اسابيع على خلفية توقع السوق لإقرار منتجي النفط لتخفيضات أعمق في محاولة منها للسيطرة على المخزون

واستمر تراجع اسعار النفط خلال يونيو 2017، والذي كان يعزى في بداية الأمر إلى قرار أميركا الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ وما سيترتب على ذلك من ازدياد انشطة التنقيب وارتفاع الانتاج في الولايات المتحدة

كما تلقى السوق صدمة اخرى بعد اعلان منظمة الطاقة الدولية عن ارتفاع المخزون النفطي في الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ 9 أسابيع، بما يلقي بظلال الشك على فعالية التخفيضات التي تطبقها الأوبك والتي لطالما تتم مواجهتها برفع الانتاج الأميركي

بالإضافة إلى ذلك، لم يكن للتوترات الديبلوماسية في العلاقات مع دولة قطر أثر يذكر على اسعار النفط وذلك نظرا لعدم توقع تأثيرها على أسعار أو مخزون النفط

علاوة على ذلك، فإن عودة ليبيا ونيجيريا لضخ مزيد من النفط يزيد من تقويض فعالية تخفيضات الأوپيك

ووفقا لأحدث التقارير الشهرية الصادرة عن وكالة بلومبرغ، ارتفع انتاج الأوپيك بنسبة 1% أو بمعدل 315 ألف برميل يوميا خلال مايو2017 مع عودة نيجيريا وليبيا لضخ 310 الاف برميل اضافية يوميا خلال الشهر

فيما ظل الانتاج السعودي تحت معدل 10 ملايين برميل يوميا مع تقليص المملكة لإنتاجها بواقع 20 ألف برميل إضافية يوميا خلال الشهر. كما رفعت العراق انتاجها بمعدل 40 ألف برميل يوميا خلال الشهر وقابل ذلك خفض الامارات لإنتاجها بنفس الكمية، فيما حافظت إيران وفنزويلا على نفس معدلات انتاج الشهر السابق البالغ 3.76 ملايين برميل يوميا و1.98 مليون برميل يوميا على التوالي

في غضون ذلك، يتوقع ان يؤدي تطبيق استراتيجية أكثر استهدافا من جانب السعودية لتقليص امداداتها النفطية للولايات المتحدة وبعض المشترين الآسيويين إلى احداث تأثير ايجابي على سوق النفط

ووفقا لوكالة «رويترز»، ستقوم المملكة في يوليو 2017 بتقليص مخصصات النفط لأسيا بحوالي 0.3 مليون برميل يوميا، أقل من معدلات يونيو، أما بالنسبة لمخصصات أميركا فيتوقع ان يتم تخفيضها بما يقرب من نسبة 35%.

وتأتي تلك التطورات في الوقت الذي بلغت فيه واردات الصين النفطية ثاني اعلى مستوياتها التاريخية في مايو 2017 بعد ان ارتفعت بما يقرب من نسبة 15.4% على أساس سنوي إثر استفادتها من تراجع اسعار النفط. ويتوقع ان تقل المشتريات خلال يونيو 2017، إلا ان شهر يوليو 2017 وهو موسم ذروة الطلب على النفط في الصين من شأنه ان يؤدي إلى ارتفاع الواردات مرة أخرى.

هذا، ويتوقع أن يشهد اتجاه اسعار النفط استقرارا على المدى القريب حيث تشير التقديرات إلى سحب المخزونات في الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، كما تتوقع أوپيك ارتفاع الطلب على النفط خلال النصف الثاني من العام 2017 على خلفية تحسن المقومات الاقتصادية على مستوى العالم.

فوفقا لأحدث التقارير الشهرية الصادرة عن أوپيك، يتوقع ان يرتفع الطلب العالمي على النفط بحوالي 2 مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من العام 2017، في حين من المرجح أن يرتفع انتاج الدول غير الاعضاء بأوپيك بمعدل 0.5 مليون برميل يوميا، وسيدعم ارتفاع الاستهلاك المتوقع ازدياد الطلب على وقود النقل في الولايات المتحدة بالإضافة إلى ارتفاع الاستهلاك في الهند.

علاوة على ذلك، تتوقع بحوث كامكو ارتفاع الطلب من جانب دول مجلس التعاون الخليجي من الأعضاء بمنظمة أوپيك على خلفية ارتفاع الاستهلاك في موسم الصيف، الأمر الذي سيترتب عليه تقليل صادرات المنطقة بما يعزز أسعار النفط على المدى القريب.

وفي الولايات المتحدة، ارتفع عدد منصات الحفر الأميركية للأسبوع 21 على التوالي وبلغ 741 منصة حفر في الاسبوع المنتهي في 9 يونيو 2017.

إلى جانب ذلك، لا يوجد على المدى القريب أي علامات تشير إلى تباطؤ نمو عدد منصات الحفر الأميركية. فوفقا لشركة «ريستاد إنرجي» لأبحاث واستشارات الطاقة، هناك عدد هائل من الآبار النفطية غير مكتملة الحفر في الولايات المتحدة إلا انها قابلة للعمل تجاريا حتى مع تراجع اسعار النفط إلى أقل من 40 أو حتى 30 دولارا للبرميل، إلا ان ارتفاع عدد منصات الحفر لا يعني بالضرورة زيادة المعروض النفطي في الاسواق.

فوفقا لتقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإنه على الرغم من ارتفاع عدد منصات الحفر في الحوض البرمي إلا ان انتاجية الآبار النفطية المحفورة حديثا بدأ يتراجع شهريا منذ سبتمبر 2016، مقابل توقعات سابقة أشارت إلى حدوث تراجع لأول مرة هذا الشهر، كما أشار أحدث تقرير شهري عن مخزونات النفط الخام الصادر عن إدارة معلومات الطاقة إلى توقع تراجع كمية انتاج النفط للآبار الواقعة في الحوض البرمي بواقع 602 برميل يوميا لكل بئر في يوليو 2017، منخفضة من ذروة إنتاجها البالغ 704 براميل يوميا في أغسطس 2016.

وظلت تقديرات الطلب العالمي على النفط للعام 2016 مستقرة دون تغير وفقا لأحدث تقارير أسواق النفط الشهرية الصادرة عن أوپيك ويتوقع لها النمو بمعدل 1.44 مليون برميل يوميا لتصل في المتوسط إلى 95.12 مليون برميل يوميا. كما لم يطرأ تغيير على توقعات الطلب العالمي على النفط للعام 2017 عند مستوى 96.38 مليون برميل يوميا، مرتفعة بواقع 1.27 مليون برميل يوميا مقارنة بالعام 2016 على الرغم من قيام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بإدخال بعض التغييرات على بيانات الطلب. حيث تمت مراجعة تقديرات الطلب على النفط لدول منطقة التعاون الاقتصادي والتنمية الأميركية وتخفيضها بمعدل 50 ألف برميل يوميا للربع الأول من العام 2017، بما يعكس تراجع الطلب أكثر مما كان متوقعا في كل من كندا والمكسيك، إلا انه تم تعويض ذلك من خلال مراجعة الطلب الأميركي على النفط ورفعه بحوالي 28 ألف برميل يوميا خلال الربع الأول إثر ارتفاع الطلب على النفط المقطر خلال شهر مارس 2017 على خلفية زيادة الانتاج الصناعي.

وقد شهد الشهر أعلى قفزة شهرية منذ بداية العام الحالي مسجلا نموا بواقع 0.4 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 2.4% على اساس شهري، على الرغم من البيانات المخيبة للطلب على الوقود.

في الوقت ذاته، يبدو أن الطلب على النفط من قبل الدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بدأ يفقد زخمه على أثر تباطؤ الأنشطة الصناعية أكثر مما كان متوقعا في كل من ألمانيا والمملكة المتحدة وتركيا، هذا بالإضافة إلى تباطؤ أكثر من المتوقع لنمو الطلب على النفط من جانب هولندا وبلجيكا، وتعكس الاتجاهات البطيئة إلى حد كبير ارتفاع الأثر الأساسي لأداء الطلب الكلي على النفط في الدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

من جانب آخر، تم الابقاء على توقعات المعروض النفطي للدول غير الأعضاء بمنظمة أوپيك عن العام 2016 دون تغيير عند مستوى 57.30 مليون برميل يوميا متراجعة بمعدل 0.71 مليون برميل يوميا مقارنة بالعام السابق، إلا ان التوقعات المتعلقة بالمعروض النفطي للدول غير الأعضاء بمنظمة أوپيك فقد تم تخفيضه بواقع 0.11 مليون برميل يوميا ليصل في المتوسط إلى 58.14 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى نمو بمعدل 0.84 مليون برميل يوميا. ويعكس ذلك التعديل بصفة أساسية تخفيض توقعات الانتاج النفطي الروسي إثر تمديد اتفاقية خفض الانتاج مع أعضاء أوپيك بما في ذلك خفض الانتاج في بروناي والسودان وكازاخستان.

ووفقا للتقرير، تشير البيانات الأولية لشهر مايو 2017 إلى حدوث ارتفاع شهري للمعروض النفطي بواقع 0.13 مليون برميل يوميا ليصل إلى 95.74 مليون برميل يوميا في المتوسط، مرتفعا بواقع 1.48 مليون برميل يوميا مقارنة بمايو 2016.

 

شاهد أيضاً

«كامكو إنفست»: النشاط غير النفطي زاد خليجياً

Share