الاول فى العالم الذي بُنى فى البحر على جزيرة السعديات
يعرض فيه الإماراتيون 250 قطعة أثرية من العقد الماضي
يعرض الانجيل والتوراه ونسخة من القرآن من القرن الـ 16
بشهادة الفرنسيين ..” اللوفر أبوظبى أكثر عالمية من اللوفر باريس”.
قوات إماراتية وفرنسية وفرق من مكافحة الارهاب تحمي المتحف
ماجدة أبو المجد
بعد عشر سنوات من انطلاق المشروع، وتحديدا في الشهر الماضي تم افتتاح متحف اللوفر أبوظبى فى العاصمة الاماراتية وفتح المتحف أبوابه امام الزوار، للمتعة والتثقيف .
وعلى جزيرة السعديات فى أبوظبي، وقف الصرح التاريخي ( اللوفر )فى دولة الامارات العربية المتحدة والذي امتلأ بالقطع التاريخية والفنية ماجعله متعة للزائرين .
وسيقوم 13 متحفا فرنسيا على مدى السنوات العشر المقبلة بإعارة قطع تاريخية وفنية الى المتحف فى دولة الامارات ولمدة سنتين كحد أقصى لكل قطعة.
ويعرض المتحف 300 قطعة معارة من هذه المتاحف، بينها لوحة “الحدادة الجميلة” لليوناردو دا فينتشى من متحف اللوفر و”بونابرت عابرا الالب” لجان لوى دافيد (فرساي) و”رسم ذاتي” لفنسنت فان غوخ (متحف اورساي).
لكن الدولة الخليجية التى يمثل المتحف بالنسبة لها أداة جديدة عملت فى السنوات الاخيرة على شراء مجموعتها الخاصة من القطع الفنية لعرضها فى اللوفر أبوظبي.
والى جانب القطع المعارة، يعرض الاماراتيون القطع التى تمكنوا من شرائها طول العقد الماضى وعددها نحو 250 قطعة، بينها لوحة للرسام ادوار مانيه واعمال لبيت موندريان وعثمان حمدي.
وتقول السلطات الاماراتية ان المتحف الجديد هو الاول من نوعه فى العالم، وقد بُنى فى البحر على جزيرة السعديات بالقرب من ساحل أبوظبي.
ورغم ان الغالبية العظمى من الاعمال تتركز حول التاريخ والديانة، الا ان نحو خمسة بالمئة منها مخصصة للفن الحديث. ومن بين المعروضات نسخة من القرآن من القرن السادس عشر وانجيل وتوراة يتم عرضها بشكل يظهر آيات تحمل المعانى ذاتها.
ويرى رئيس معهد العالم العربى فى باريس جاك لانغ الذى كان وزيرا للثقافة فى فرنسا حين حصل اللوفر على هرمه الزجاجي، ان المتحف فى ابوظبى “أكثر عالمية بكثير من اللوفر فى باريس”.
والمتحف ثمرة اتفاق وقع فى 2007 بين ابوظبى وباريس. ويمتد الاتفاق على ثلاثين عاما وتوفر فى إطاره فرنسا خبرتها وتعير أعمالا فنية وتنظم معارض موقتة فى مقابل نحو مليار دولار نصفها لاسم اللوفر وحده.
ومولت حكومة أبوظبى بناء المتحف الذى قدرت كلفته الاساسية ب654 مليون دولار. ورفض المسؤولون الاماراتيون والفرنسيون الكشف عن الكلفة النهائية للمشروع الثقافى الاضخم فى المنطقة.
واستوحى جان نوفيل الحائز جائزة “بريتكز” العالمية، الفن المعمارى العربي، لتصميم هذا “المتحف المدينة” الذى تعلوه قبة ضخمة قطرها 180 مترا مرصعة بالنجوم تدخل أشعة الشمس من خلالها عبر فتحات تذكر بانسياب النور من بين الاوراق المسننة لسعف اشجار النخيل.
وترتفع القبة التى يبلغ وزنها الإجمالى 7500 طن على أربعة أعمدة تفصل بينها مسافة تُقدر ب 110 أمتار، وتتوارى داخل ثنايا المتحف، بما يمنح شعورا وكأنها معلقة، ويصل ارتفاعها عن مستوى الطابق الأرضى وحتى الحافة السفلية للقبة إلى 29 مترا. أما أعلى نقطة فى القبة، فهى على ارتفاع 40 مترا عن مستوى سطح البحر و36 مترا عن مستوى الطابق الأرضي.
وبهدف حماية الاعمال من الطقس الحار الذى تشهده الدولة الخليجية على مدى نحو ستة اشهر فى كل عام، اتخذت السلطات القائمة على المتحف اجراءات تبريد استثنائية خلال نقل وتخزين هذه الاعمال.
كما تقوم قوات اماراتية بحماية المتحف بالتنسيق مع خبراء فرنسيين، بما فى ذلك فرق مكافحة الارهاب وفرق من جهاز الدفاع المدني.
وأثار بيع اسم اللوفر إلى دولة عربية فى بداية المشروع انتقادات داخل فرنسا، كما إن مسألة العمالة والحقوق طرحت أكثر من مرة فى إطار الانتقادات التى توجهها منظمات دولية الى دول خليجية حيال مسألة حقوق العمال الاجانب.