
* جو باجولي
لماذا توجد التقنية؟ لا يقتصر الأمر على الهواتف المحمولة والتطبيقات الرقمية، ولكن نعني أية نوع من التقنية، مثل محرك الاحتراق الداخلي، وزوج من المقصات، وصخرة مسننة، فكلها تقنية.
الإجابة بسيطة إلى حد ما، التقنية موجودة لمساعدتنا على فعل الأشياء، وربما بشكل أكثر تحديداً، هي موجودة لمساعدتنا على فعلها بشكل أفضل وأسرع مما فعلناه في الماضي، حيث تعد الصخرة الحادة أفضل لفصل الأشياء عن الأيدي المجردة، والمقص يتفوق على الأداة غير الحادة، والمحرك يسير أسرع مما يستطيع أية شخص.
هذا، إلا أن التقنية في حد ذاتها محايدة، لن تعمل أي من هذه الأمثلة دون إنسان يشغلها، يستخدمها الناس من أجل الخير أو الشر، ومن أجل تحقيق الربح الشخصي أو المشاركة، لكي يساعد أو كي يضع العوائق، لا ندرك في بعض الأحيان ما الذي قمنا به حتى ننتهي من إنشائه، يمتلئ التاريخ بأمثلة لأشخاص يأخذون مفهومين قائمين، ويجمعونهما معاً ليرون ماذا سيحدث.
يحدث هذا الإبداع عندما يتقاطع كل من التقنية والإنسان، انظر إلى أية ابتكار، سيكون شخص ما استخدم تقنية موجودة بطريقة مختلفة، اجمع بين الراديو المحمول والهاتف الثابت لإنشاء هواتف محمولة، وعند جمع نظام (GPS) والهواتف المحمولة والسيارات تنتج شركة أوبر، لم يخترع هنري فورد السيارات، لكنه أخذ عملية إنتاج وجعلها تغير الصناعة.
تمكنت المنظمات المعنية في كل حالة من هذه الحالات من الجمع بين الأشخاص والعملية مع التقنية لتحويل فكرة إلى واقع، ليست التقنية هي من يمنع الممارسات الأكثر مرونة أو ممارسات العمل المنزلي، إنهم الناس.
ولكن، كيف يأخذ الأشخاص شيئاً موجوداً بالفعل ويطبقونه بطرق جديدة؟
تتطور التقنية بسرعة، هذا صحيح، وبالتالي ستتغير المهارات اللازمة لإتقانها بشكل متزامن، إلا أن الاعتقاد بكون الأمر مجرد تعلم لكيفية تحريك المقابض الجديدة، والضغط على أزرار مختلفة، هو أمر خاطئ.
لن تكون هناك حاجة لهذا النهج قريباً، والسبب أن هذا النوع يمثل العمليات التي تركز على التفاصيل، والتي ستصبح قريباً محفوظة عبر الذكاء الصناعي. هناك أخبار سيئة تنتظر الموظفين الذين تقتصر معرفتهم العميقة حول كيفية عمل منتج أو مجموعة أدوات معينة، وأفضل السبل لتحسينه.
ما الذي سيصبح ذا قيمة، وما الذي سيصبح مختلفاً بين الأعمال التي ستتقدم والأعمال التي ستبقى في مكانها، إنها مهارة أن تكون قادراً على أخذ المعرفة التقنية، وتطبيقها على نطاق أوسع، يتعلق الأمر بفهم كيفية تسد الفجوات الموجودة بين الإدارات المختلفة في مؤسستك.
إن المهارات المطلوبة بدرجة أكبر من أية وقت مضى، كي تنشئ شيئاً جديداً، ربما في مفارقة، هي موهبة قدّرت لأجيال، وهي القدرة على التعاطف مع الأشخاص الذي تختلف ظروفهم عن ظروفك، يُعد التعاطف مهارة غالباً ما يتم التغاضي عنها، لكنها ضرورية في الأعمال، نحن بحاجة كي يكون تقنيونا فلاسفة وعلماء النفس، وليس أن يكونوا متعاطفين فقط.
قد تكون هذه المهارات مناسبة للمطورين الذين يتعاونون مع قسم العمليات، قد تكون لتقني معلومات مع وظيفة تجارية أو خط أعمال، يتطلب الأمر أخذ هذا الوصف الوظيفي الكلاسيكي – يجب أن تكون لاعباً ضمن فريق وأن تعمل بشكل جيد مع الآخرين – وتطبيقه، ليس فقط داخل حدود فريق أو قسم، ولكن عبر مؤسسة بأكملها.
إنه يتعلق بأن يكون الأشخاص التقنيون قادرون على التحدث مع المبيعات أو التسويق والتعامل معهما، والعكس بالعكس، إنه يتعلق بالقدرة على فهم السلوك البشري.
يمكن أن تساعد التقنية هنا، يمكن أن توفر الحوسبة السحابية، إذا ما تم استخدامها بشكل صحيح، الأساس الذي يسلم عمليات متسقة، ويجمع بين الممارسات التي تم إسكاتها مسبقاً لتعمل معاً، يحرر هذا الفرق من قضاء الوقت في خلط مقابضهم وضغط أزرارهم – إنهم الآن قادرون على بناء تلك المهارات الشخصية واستخدامها بفعالية، ويعود هذا إلى الركائز الثلاث لسد فجوة تنفيذ الابتكار – حيث تتيح التقنية الأساسية للأشخاص والعمليات المناسبة التركيز على ما يحتاجون فعله.
يُعد سد الفجوة، من حيث المهارات والتنفيذ، أمراً حيوياً من أجل التقدم، تمثل التقنية عنصر تمكين للابتكار، ولكن الأشخاص هم من يضيفون القيمة في هذا التقاطع بين التقنية والبشر.
لن يكون إتقان التعامل مع منصة أو أداة جديدة من المهارات الأساسية للمستقبل، بل ستكون القدرة القديمة في الاتصال والتواصل، وقبل كل شيء، فهم ما يريده الزملاء والعملاء، وكيف يمكنك مساعدتهم.
- نائب رئيس ومدير التقنية في شركة (EMEA at VMware).
فوربس