
هل يختلف دماغ الرجل عن دماغ المرأة في الشكل والتشريح أيضًا؟
ان الصفات الجسدية ليس هي الفارق الوحيد بين الرجل والمرأة، حيث أن أدمغتهم أيضا مختلفة وغير متطابقة. فدماغ كل نوع لها خصائص فريدة من نوعها وهي تختلف في الشكل والهيكل والوظيفة. كلا من الرجال والنساء يستخدمون عقولهم بشكل مختلف عن الاخر. ماهي الفروقات بين دماغ الرجل ودماغ المرأة ومن أي النواحي تختلف؟

يهتم علم أعصاب الاختلافات الجنسية (Neuroscience of sex differences) بدراسة خصائص الدماغ، والتي تفرق بين دماغ الرجل ودماغ المرأة. ويعتقد البعض أن الاختلافات بين الجنسين ما هي إلا اختلافات نفسية، تعكس التفاعل بين الجينات، والهرمونات، وتعاليم المجتمع. وكل هذا بالطبع له تأثير على نمو الدماغ طوال فترة حياة الفرد.
تخبرنا بعض الأدلة من الشكل الخارجي للدماغ ودراسة وظائفه أنه لا يمكن التطابق بين دماغ الرجل ودماغ المرأة، لا من الناحية التركيبية، ولا من الناحية الوظيفية؛ هذا لأن بعض الأجزاء من الدماغ تختلف حسب اختلاف الجنس أي انها ثنائية الجنس.
ولكن مع تطور البحث العلمي، ظهرت دراسة علمية تؤكد أن البنات والأولاد يولدون مختلفين؛ دراسة مثيرة للجدل تقول أن الاختلافات بين دماغ الرجل ودماغ المرأة تبدأ من الرحم!

كما تبين الأبحاث الجديدة اليوم، والتي تتم بواسطة أجهزة المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي اختلافات جذرية واضحة بين دماغ الرجل ودماغ المرأة. تذكر الدراسة أن دماغ الذكور والإناث -والتي تنمو بداخل الرحم- تتباين فيما بينها تباينًا شديدًا، فدماغ الذكر أكثر عرضة للمؤثرات البيئية، بينما دماغ الأنثى تنتج ما يشبه الشبكات “طويلة المدى”.
من الراجح أن النتائج ستكون مثيرة للجدل، حيث يقول باحثون آخرون أن المؤثرات الاجتماعية هي الأكثر أهمية. ولكن يؤكد العلماء الذين أجروا مسح على 118 جنينًا في النصف الثاني من الحمل أن الاختلافات بيولوجية في الأساس.
ما هي أوجه الاختلاف بين دماغ الرجل ودماغ المرأة؟
دماغ الذكور أكبر بحوالي 10٪ من دماغ الأنثى. يبلغ متوسط حجم الدماغ الكبيرة من الرجال حوالي 1345 غرام، في حين أن حجم متوسط دماغ الأنثى يكون حوالي 1222 غرام. ومع ذلك، فإن الدماغ الكبيرة الحجم لا تعني بالضرورة الذكاء الأعلى سواء في الذكور أو الاناث.
المادة الرمادية

المادة الرمادية في الدماغ الذكور تكون 7 مرات أكثر من وجودها في دماغ الإناث هى العنصر الرئيسي في الجهاز العصبي المركزي، ولكن ما هي المادة الرمادية؟ المادة الرمادية هي التي تحتوي على أجسام الخلايا العصبية، وتتعامل مع معالجة المدخلات البصرية وغيرها من مهارات الإدراك الحسي مثل السمع. كما تساعد الخلايا العصبية الموجودة في المادة الرمادية أيضا في حركة العضلات. تتكون من أجسام خلوية عصبية neuropil ، أما الغطاء الخارجي من الدماغ فهي تشارك أساسا في معالجة المعلومات.
ولاننسى النظرية التقليدية التي أكدت منذ سنوات أن الاختلاف بين الذكر والأنثى يكون بسبب أسلوب التربية فقط، فنحن نربي الأنثى على عادات تختلف عن تربية الذكر، ولكن تبين فيما بعد أن هذه النظرية خاطئة، لأن الإنسان يولد وفي دماغه برنامج خاص يختلف من الذكر إلى الأنثى حيث يبدأ هذا الاختلاف ويأخذ في التطور في رحم الأم.
أثارت ظاهرة اختلاف دماغ الرجل والمرأة اهتمام العلماء؛ فقاموا بدراسة الحالات المختلفة للدماغ عندما يفكر وعندما يغضب وعندما يحزن وغير ذلك من الانفعالات النفسية. وجدت النتائج أن الدماغ الرجل يعمل بطريقة مختلفة عن دماغ المرأة. ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقالوا لابد أن هناك تشابهاً في عمل خلايا الدماغ بين الرجل والمرأة أثناء الراحة، أي عندما لا يقوم الإنسان بأي تفكير.

ولكن وجد باحثين من جامعة كاليفورنيا أن دماغ المرأة يتصرف بشكل مختلف عن دماغ الرجل حتى في حالة الراحة أو السكون!! أي عندما يكون الرجل جالساً لا يبذل أي جهد، ولا يفكر بشيء، وكذلك عندما تكون المرأة جالسة لا تفكر بشيء فإن أشعة الرنين المغنطيسي أظهرت أن النشاط في مناطق الدماغ للرجل يختلف عن دماغ المرأة بشكل واضح.
كما كشف الدكتور Larry Cahill أن دماغ الرجل يعالج المعلومات بطريقة مختلفة جداً عن دماغ المرأة، حتى في حالة الراحة، واستخدم الباحث أحدث وسائل التكنولوجيا في تجربة تشمل 36 رجلاً و 36 امرأة، وذلك لدراسة نشاط الدماغ أثناء الراحة دون التفكير بشيء، وأظهرت الصور أن المناطق التي تنشط في دماغ المرأة تختلف عن المناطق التي تنشط في دماغ الرجل!
الخلاصة
ويقول الباحثون إن هذه النتائج غريبة وغير متوقعة، فطالما اعتقدوا أنه لا فرق بين دماغ الذكر ودماغ الأنثى، ولكن هذا البحث أكد لهم أن الدماغ يعمل بشكل مختلف جداً عند الرجل والمرأة، ويقولون إن تصميم دماغ المرأة جاء مناسباً لتحمل الألم والإجهادات (مثل آلام الولادة) أكثر من الرجل حيث إن دماغ الرجل لا يوجد فيه مثل هذه الميزة!! والعجيب أن تصميم دماغ الرجل ودماغ المرأة جاء كل منهما متناغماً مع العمل الذي سيقوم به.