السبت , 21 يونيو 2025

راندا دياب بهمن تكتب: دور الشركات في تمكين المرأة!

عندما ننظر إلى أيديولوجية تمكين المرأة يبدو أن هناك انفصالًا بين الوعود والممارسة والطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى ما تقدمه في هذه المسألة، فقد أظهرت تقارير الأمم المتحدة أخيرا أن عدداً قليلاً من الشركات تقوم بقفزة من الالتزام إلى العمل من أجل إحداث تغيير ملموس لتمكين المرأة. وحتى عندما يتعلق الأمر بالشركات العائلية- وفقاً للأبحاث- غالباً ما تجد النساء أنفسهن محرومات لأن أشقاءهن الذكور ليسوا مفضلين فقط لتولي المهمة، ولكن المجتمع أيضاً يتوقع منهم تحقيق ذلك، بينما يركز النظراء الذكور ببساطة على اكتساب الخبرة الكافية للترقية، لهذا تحارب الإناث أيضاً مجموعة متنوعة من الصور النمطية والأحكام المسبقة. حتماً ستظهر المفارقة نفسها بالطريقة التالية وهي: كيف يمكن للمرأة المشاركة في تجارب مماثلة للرجل عندما يتم تجاهلها غالباً في مجالس الإدارة والفرص الترويجية؟. المشكلة.. مجتمعية يتضح من نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن النساء والرجال يمكن أن يكونوا مسؤولين بالتساوي عن نقص الدعم لتمكين المرأة، كذلك من الواضح أن النساء ينظرن إلى نظيراتهن النساء الأخريات بالطريقة نفسها التي ينظر بها الرجال إلى النساء. ويرجع ذلك إلى المفاهيم المسبقة لأدوار الجنسين وقدراتهم التي تكمن في أعماق العقل الباطن، ومع ذلك فإننا نسارع إلى ربط فكرة التحيز هذه على أنها شيء يمارسه الذكور فقط، وهذا ليس هو الحال بالضرورة. ولكن إذا أردنا أن نرى تغييراً مؤثراً فإن كلا الجنسين مطلوب للمشاركة في جميع مستويات المجتمع. إن تمكين الرجال من تحدي الأعراف السائدة وتغيير سلوكياتهم لا يقل أهمية، ونظراً لأن الرجال يهيمنون على الأدوار العليا ومجالس الإدارة بشكل عام وفقًا للإحصاءات لهذا يمكنهم التأثير بشكل كبير على العديد من القضايا مثل فرص العمل والترقية للنساء. وخلاف لذلك، عندما لا يفهم الرجال أو يقبلون سياسات المساواة بين الجنسين، عندها لا يمكن أن يكون هناك تمكين للمرأة. فكرة المسؤولية الاجتماعية تشجع فكرة المسؤولية الاجتماعية كل الشركات على معالجة أوجه القصور في القضايا المجتمعية والتحيزات من خلال الانخراط في إنهائها ومعالجتها بمكان العمل. في الواقع تدمج المؤشرات الدولية بشكل تدريجي التنوع والمساواة بين الجنسين في تقييماتها لسمعة الشركة ومشاعر المستهلكين العامة تجاهها، كما ثبت في العديد من الدراسات ترتبط مجالس الإدارة الأكثر تنوعاً بالشركات الأكثر نجاحًا. وعلاوة على ذلك يجب أن تكون بعض المسائل مثل «السقف الزجاجي» وهي فكرة وجود حاجز غير مرئي يمنع المرأة من الترقية إلى مناصب عليا- ذات أولوية يجب معالجتها على الفور في مجالس الإدارة، حيث ثبت أن هذا يسهم كثيراً في ظهور المساواة وتعزيز الوعي فيما يتعلق بنقص تمثيل المرأة بشكل عام. آفاق المستقبل من أجل تحدي التحيز والوصمة المجتمعية يجب معالجة تمكين المرأة بأكثر من طريقة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إضافة نظام الكوتا على غرار فكرة «التكويت» كما فعلت عديد من البلدان في الاتحاد الأوروبي لتنظيم تكوين الشركات، في محاولة منها لمعالجة التمثيل الناقص للمرأة، ويقول المنظرون بأن نظام «الكوتا» يمكنه أن يحسّن الحضور العام للمرأة، ويساعد في القضاء على الصور النمطية للجنسين بشكل عام. أما من منظور الأعمال التجارية، فمن الضروري تسليط الضوء على أهمية الانخراط في الممارسات التي تسمح بتكافؤ الفرص وتثبيط التحيزات التي يمكن استخدامها بعد ذلك كوحدات بناء لهدف أكبر. وفي نهاية المطاف، يمكننا القول إن النساء المتمكنات يسهمن في العملية الإنتاجية لأسرهن ومجتمعاتهن ودولهن كذلك، ما يخلق تأثيراً مضاعفاً يفيد الجميع.

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share