الأحد , 22 يونيو 2025

عالية الدليمي.. صوت المواطِنة المتزوجة من غير كويتي

هي امرأة من الزمن الجميل، ولدت في العصر الذهبي للكويت، عصر الرفاهية والترف والتقدم والتطور، بعد انتصار الثورات العربية على الاستعمار بجميع أشكاله. نشأت وترعرعت في بيئة وأسرة متوسطة الحال، كانت الطبقة السائدة في تلك الفترة، وتلقت التعليم في مدارس الكويت على أيدي المعلمات العربيات، وساهمت الحركة القومية في تشكيل شخصيتها الثورية الثائرة على الظلم والفساد والاستبداد، كما هو سلوك أغلب الشخصيات النسائية في ذلك الزمن الجميل، حتى أصبحت صوت «المواطنة».

إنها عالية الدليمي الناشطة السياسية والاجتماعية في حقوق الإنسان و«البدون» وذوي الإعاقة، رئيسة لجنة حقوق الكويتيات، ومؤسسة أول صحيفة إلكترونية تهتم بشؤون المواطنة.

أنهت الدليمي دراستها الجامعية في جامعة الكويت على أيدي أفضل الأساتذة، ونهلت من علمهم الشيء الكثير، حتى كتب الله لها أن تتزوج عام 1984 برجل غير كويتي، أنجبت منه أولاداً.

ترى الدليمي في حديث لها أن «الغزو العراقي الغاشم عام 1990 قلب حياة الشعب رأساً على عقب، ثم ظهر التمرّد ضد الكويتية المتزوجة بغير كويتي»، وفق قولها، مما دفعها إلى تبنّي قضية الكويتيات المتزوجات بغير كويتيين، والدفاع عن حقوقهن وحقوق أبنائهن.

وأضافت الدليمي: «كان لا بد من التحرك والدفاع عن الحقوق المهمشة المسلوبة، والمطالبة بالقضاء على جميع أشكال العنصرية والتمييز ضد المواطنة، وتهيئة الأجواء للتركيز على سقف المطالب، وهو تجنيس أبناء الكويتيات، أسوة بتجنيس أبناء الكويتيين، انطلاقاً من مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة التي نصت عليها المادة 29 من الدستور».

وبتضافر جهود بعض الأخوات من صاحبات القضية، نجحت الدليمي في تشكيل لجنة للمطالبة بحقوق الكويتيات، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى أسست لجنة حقوق الكويتيات، التي كان لها دور كبير في تعديل العديد من القوانين، منها أولوية تعيين أبناء الكويتيات في قطاعات الدولة، وتسجيل أحفاد الكويتيات للدراسة في مدارس الحكومة، بعد أن كانوا يدرسون في المدارس الخاصة، التي أثقلت كاهل أولياء الأمور بالتكاليف المرتفعة، إضافة إلى المساهمة في تعديل قانون الإقامة، الذي ألغى دفع رسوم الإقامة وغرامات المخالفين من أبناء الكويتيات، فضلاً عن منح الكويتية المتزوجة بغير كويتي حق الرعاية السكنية، الذي بناء عليه جرى بناء ثلاثة مشاريع مساكن منخفضة التكاليف، ومنح القرض الإسكاني للمطلقات والأرامل، وكذلك إلغاء الرسوم الصحية.

ولم يقف طموح الدليمي عند هذا الحد، فهي تواصل مسيرتها حتى إقرار جميع الحقوق المدنية للكويتية المتزوجة بغير كويتي، وتحقيق المساواة بينها وبين المواطن، وتطبيق العدالة الاجتماعية.

شاهد أيضاً

البحرين.. “الأعلى للمرأة” يشارك في ملتقى “التمكين الاقتصادي للمرأة” بدولة الإمارات العربية المتحدة

Share