الأحد , 22 يونيو 2025

المرأة حاضرة بقوة في معركة «كورونا»

ميدان العمل كان المحك الرئيس للكشف عن مهارات المرأة وقدراتها في التصدي لجائحة «كورونا» منذ بدايتها إلى اليوم، فقد حضرت المرأة في الكويت خاصة، والعالم عامة، بقوة في مختلف القطاعات، ومنها الطبي، الهندسي، التطوعي، الغذائي، وغيرها من القطاعات الحيوية التي كانت عصب التصدي للأزمة الصحية، ولتسيير عجلة الحياة.

كانت المرأة «القيادية والعاملة على حد سواء» في الأزمة تعمل كالرجل تماماً لتثبت أنها تقاسمه المسؤوليات، وأنه لا فرق بينهما متى ما تم تمكين المرأة من أداء واجباتها في المجتمعات.

ويأتي اليوم العالمي للمرأة هذا العام «8 مارس»، تحت هذا العنوان، مؤكداً أهمية ما بذلته النساء حول العالم للتصدي للجائحة، حيث اختارت الأمم المتحدة شعار «المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم COVID-19» ليكون تكريماً للنساء على ما بذلنه من جهود للتصدي للجائحة في العالم. في الكويت، كانت المرأة حاضرة منذ اللحظة الأولى للتصدي للجائحة، ففي فبراير 2020، عندما انتظمت طوابير المتطوعين، كان العنصر النسائي حاضراً بقوة في المحاجر المخصصة لمن جرى إجلاؤهم، ثم في القطاع الصحي، كطبيبة وممرضة وفنية، وحتى طالبة طب، وغيرها من التخصصات التي ارتأت خلالها المرأة أن تكون عنصراً فاعلاً في الأزمة الصحية.

وكان القطاع الهندسي كذلك شاهداً على ما قدمته المرأة من إسهامات في الميدان، في الطرق والكهرباء والنفط وغيرها، فضلاً عن الأمن الغذائي، الذي كان ميداناً آخر أثبتت خلاله المرأة جدارتها، الى جانب العمل الإنساني والخيري، الذي كان بوابة أخرى للنساء للمساهمة في العمل للتصدي للجائحة وآثارها.

وكانت المرأة القيادية، في مختلف الميادين، وعلى رأسها وزارة الصحة، مثالاً لقدرة المرأة على إدارة الأزمة، والعمل في الطوارئ، بل إن نجاحات عدة سجلت للمرأة في هذا المجال.

وإليكم قائمة تطول بأسماء من ساهمن بجهودهن في مواجهة الأزمة وتركن بصمة بارزة في محاربة الفيروس، وآثاره على المجتمع.

الجاسر: المهندسات لم يدّخرن جهداً كي لا تتعطل عجلة العمل

قالت عضوة مجلس إدارة جمعية المهندسين شروق الجاسر إن المرأة المهندسة كان لها دور بارز في مواجهة أزمة «كورونا» في مختلف القطاعات الهندسية، كالنفط، الكهرباء، الطرق، السكن… وغيرها، حيث لم تتعطل عجلة العمل في هذه القطاعات بفضل المهندسين الذين تشكل المرأة نحو نصفهم في البلاد.

وأشارت الجاسر إلى أن جمعية المهندسين بفضل تعاون مهندساتها إلى جانب مهندسيها تمكنت من تصميم محجر وسلمته لوزارة الاشغال خلال الأزمة، فضلا عن تصنيع نحو ربع مليون قناع وجهface shield، وايضا مستلزمات وقائية أخرى.

ولفتت إلى أن المهندسة عملت في الميدان خلال الجائحة، خاصة في إصلاح الطرق، او طوارئ الكهرباء والماء، والنفط… وغيرها من القطاعات الهندسية، حيث كان دورها بارزاً في هذه القطاعات، وحققت إنجازات، من خلال تنفيذ المشاريع والخطط الهندسية.

ورأت الجاسر أن تكريم المرأة العاملة في أزمة «كورونا» في يوم المرأة العالمي تكريم مستحق، كون الشخصيات النسائية والعاملات في الميادين في الازمة أثبتن جدارتهن في إدارة الأزمة الصحية.

خديجة الفرج: كنا مؤهلات.. ودرّبنا المتطوعات الجديدات

كشفت المتطوعة خديجة الفرج أن المتطوعات بدأن عملهن الميداني منذ بداية أزمة «كورونا» فبراير 2020، لافتة إلى أن العمل الميداني للمتطوعين، ومنهم المتطوعات، لم يتوقف منذ ذلك الحين إلى الآن.

وبينت أن المتطوعات القديمات كن مؤهلات عبر اجتياز دورات تدريبية للتعامل أثناء الأزمات والكوارث والامراض، وبالتالي أخذن على عاتقهن مهمة تدريب المتطوعات الجديدات، مشيرة إلى أن إقبال الفتيات والنساء على التطوع كان ملحوظاً، استشعاراً لأهمية دور التطوع في خدمة المجتمع، خاصة خلال الأزمة.

واشارت الى مهام المتطوعات المتنوعة، ففي بداية الأزمة كانت المهام التنظيم في المحاجر والحضور فيها، وتوزيع الوجبات الجاهزة، والسلال الغذائية على الأسر المتعففة، وأيضاً في المناطق التي حظرت بالكامل، فضلاً عن تقديم الإرشادات والمعلومات العامة بشأن سبل الوقاية والتعقيم.

واضافت أن المتطوعات ساهمن كذلك في حملة المسحات العشوائية لوزارة الصحة، فضلا عن دورهن البارز الآن في حملة التطعيم في ارض المعارض بمشرف.

وبيّنت الفرج أنه من المستحق تكريم المرأة على دورها في التصدي للجائحة عالمياً، لأنها ساهمت بشكل فاعل، واستطاعت ان تحقق الكثير للحفاظ على الصحة العامة والحياة.

بصمة نسائية بارزة عنوانها العمل الإنساني في «الهلال الأحمر»

قالت مديرة إدارة تنمية الموارد في جمعية الهلال الأحمر شيماء الشطي إن المرأة الكويتية عملت بجد واجتهاد ولم يمنعها أي ظرف من الوقوف بوجه الأزمة وتقديم المساعدات للمحتاجين خلال «كورونا».

وبينت أن العمل النسائي لم يتوقف عند هذه الازمة فقط، فكل امرأة اختارت العمل المناسب لها ولظروفها، منهن من عملت في الميدان في المحاجر والجمعيات التعاونية، ومنهن من اختارت العمل الاداري المكتبي أو العمل في المنزل، وكل منهن قدمت عملها على أكمل وجه.

ولفتت إلى أن المرأة أثبتت قدرتها على إدارة الأزمات بشكل كامل فقامت بدورها كأم ومسؤولة ومتطوعة، مردفة: «شهدنا الكثير من التحركات للمرأة الكويتية في مختلف أوجه الحياة، بدءاً من كونها من أوائل ملبي النداء، سواء مهندسات وطبيبات ومتطوعات لخدمة المجتمع.

في الواقع، إن للمرأة الكويتية وقفة بارزة في الصفوف الأمامية خلال هذه المعركة. وأضافت: إن المتطوعات سواء في الهلال الاحمر الكويتي او الفرق التطوعية اللواتي خدمن في الدفاع المدني لعبن دوراً بارزاً في الصفوف الأمامية.

من جهتها، قالت مديرة ادارة المساعدات المحلية في الجمعية مريم العدساني إن المرأة الكويتية أظهرت عزيمة وشجاعة حقيقية وروح عالية خلال أزمة «كوفيد 19»، مضيفة أن العمل النسائي في الهلال الأحمر أثناء الجائحة كان مميزاً فالنساء كنَّ في الصفوف الأمامية وفي المحاجر الصحية للإشراف وتلبية المتطلبات وكانت هناك نساء يذهبن لبيوت الأسر المتعففة لتوفير احتياجاتها.

وأكدت أن المرأة الكويتية تستحق تسليط الضوء عليها والاعتراف بفضلها في كل وقت، خاصة بعد أن أثبتت دورها في مختلف المجالات في ظل الأزمة الحالية.

المطاحن: خطط استباقية لإدارة الأزمات ساهمت بالكفاءة وجودة الإنتاج

أكدت مديرة دائرة التسويق ساهرة الحميضي، ومديرة دائرة المختبرات والجودة ابتهال القناعي، في شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، أن الشركة اعتمدت في سياستها التوظيفية على توفير فرص متساوية للنساء أسوة بالرجال، وشملت نسبة متنامية في مراكز صنع القرار، حيث بلغت المرأة مناصب قيادية مهمة حيوية، مثل دائرة التسويق والمختبرات والجودة ورئاسة مصانع وأقسام وقيادة العملية الإنتاجية، بينما تعمل الشركة على تشجيعهن وإتاحة فرص التدريب الكافي للكوادر النسائية، بما يكفل مشاركة كاملة وفعّالة للقيادة على قدم المساواة مع الرجل.

وأوضحت الحميضي أنه خلال أزمة «كورونا» تضافرت جميع الجهود لمتابعة العملية الإنتاجية بصورة مستمرة، والتنسيق المستمر بين الدوائر المختلفة لاتخاذ التدابير والاحتياطات، مؤكدة أن كل ذلك جاء نتيجة لعمل استباقي مخطط له بدأ منذ فترة طويلة، ما أسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية.

وبيّنت أن التنسيق كان مستمراً مع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لبث الطمأنينة، وإظهار الجهود الوقائية التي تقوم بها الشركة لتلبية احتياجات المستهلك في ظل أزمة انتشار «كورونا».

من جهتها، قالت القناعي إن الشركة حصلت خلال مسيرتها على الكثير من شهادات الجودة العالمية، وكانت تطبق الاشتراطات الصحية قبل «كورونا»، وكان من أهم الأولويات الحفاظ على جودة المنتجات خلال الأزمة رغم زيادة الانتاج ومدى موافقتها للمعايير العالمية ومتابعة كفاءة المختبرات التابعة للشركة.

وكشفت القناعي أن الشركة تملك خطة لإدارة الأزمات والاستجابة لمختلف حالات الطوارئ ومتابعة المستجدات أولاً فأول واتخاذ الإجراءات الاحترازية لجميع العاملين ومتابعة تطبيق الاشتراطات.

شاهد أيضاً

البحرين.. “الأعلى للمرأة” يشارك في ملتقى “التمكين الاقتصادي للمرأة” بدولة الإمارات العربية المتحدة

Share