** نسعى لتقديم خدمة مجتمعية وتعزيز الاقتصاد الوطني
**الكويت استطاعت في قطاعات عدة تجاوز ازمة جائحة كورونا
** الطاقة الاستيعابية للمصنع تغطي الاطارات المستهلكة سنوياً وتدويرها بشكل كامل
** الأداء في بعض الجهات كان بطيء ولا يزال وغير منصف
باستخدام الإطارات كمواد أولية ايبسكو قادرة على تدوير3 مليون اطار سنويا
حوار- سماح رمضان
خاضت التجربة ولم تخشى من الفشل، لتصبح أول سيدة أعمال كويتية تدير المصنع الأكبر في الكويت لإعادة تدوير اطارات السيارات المستعملة في منطقة السالمي لتساهم في دعم الاقتصاد الوطني.
المهندسة آلاء حسن الرئيس التنفيذي لشركة ابيسكو العالمية أكدت انه على الرغم من الصعاب الكبيرة التي واجهتها إلا أن الإصرار كان أقوى لإنشاء هذا الصرح الصناعي لإنهاء أزمة الإطارات التي كانت بمثابة صداع في جبين البلاد، إلى جانب توفير أراضي للهيئة العامة للرعاية السكنية.
المهندسة آلاء حسن أكدت في حوارها مع مجلة “سيدات الأعمال” أن ايبسكو قادرة على تدوير 3 ملايين إطار سنوياً والمصنع ينتج حاليا الكثير من المواد الأولية التي تدخل في كثير من القطاعات كتلك التي تدخل في رصف الطرق خاصة أن الطلب على هذه المنتجات كبير جدا، لاسيما في الدول الخليجية التي تعتمد هذه المنتجات لدى هيئة الطرق، بالإضافة إلى تلك المنتجات التي تتعلق باستخدامه كبلاط للحدائق وممرات المشي والرياضة وممرات الدراجات، بالإضافة إلى مناطق لعب الأطفال، حيث يتم استخدام هذه المنتجات بألوان زاهية ومواصفات آمنة تم اعتمادها بموجب شهادات جودة عالمية .
وإلى نص الحوار..
خاص- سيدات الأعمال:
س// حديثنا عن عملية تدوير الإطارات.. وأين توقف مصنع إعادة تدوير الإطارات؟
نحن الشركة الوحيدة التي قامت بإنشاء المصنع للتدوير خلال عام حيث بدأ العمل في يناير الماضي، لاعادة تدوير نحو ثلاثة ملايين إطار سنويا، كطاقة تشغيلية قصوى والمصنع يعمل حاليا بالفعل وكل منتجاتنا تدخل في صناعات مختلفة استخدامها في قطاعات كثيرة مختلفة. و الهدف من المصنع “هو المحافظة على البيئة والتخلص من النفايات بشكل جذري .
تم إنشاء المصنع في العام 2019 وبدأت خطوط الإنتاج بالعمل الفعلي في 2020، وكلف مجلس الوزراء الهيئة العامة للبيئة بالتخلص من الإطارات فى 2019 وطالبت من المبادرين طرح أفكار وحلول لإنهاء هذا الأمر .
وفي 2020 بدأت الهيئة في توقيع الاتفاقات مع الشركات المختارة لنقل الاطارات باشتراطات معينة وتحت اشراف ومراقبة الجهات المعنية.. وتم النقل في 6 أشهر.
اما بخصوص مصنع إبيسكو العالمية لإعادة التدوير الإطارات والواقع فى منطقة السالمي، حيث يقام هناك فرز الإطارات المستعملة وتقطيعها لإنتاج منتجات مختلفة، منها ما يستخدم كوقود لمصانع الإسمنت لجدواه الاقتصادي وخصائصه التقنية ومنها مواد يتم ضغطها لصناعة بلاط الأرضيات المطاطي الملون والعشب الصناعي ويستخدم بعضها في مناطق لعب الأطفال ومنها ألوان زاهية يمكن استخدامها أيضا في الجانب الجمالي وليس الصناعي فقط.
س// كنتي من أوائل من دخل مجال تطوير الاطارات في الكويت.. هل كانت مجازفة أم كان محسوب بدقة؟
قمنا باستشارة شركات عالمية، في كل امر خاص بالإطارات وكيفية تحويلها إلى منتجات ذات نفع، ولكن في أي مشروع جديد او اي مبادرة ناشئة تحتاج لجهد وبها نسبة من المخاطرة، لكن تم وضع خطة محددة وواضحة، والإدراة والتصميم على أن نكون أحد الشركات المساهمة في حل ازمة الاطارات ساعدنا على تجاوز الكثير من المشاكل بسهولة.
ما هي أبرز الصعاب التي واجهتكم في مشوار إنشاء مصنع التدوير؟
الأداء في بعض الجهات كان بطئي ولا يزال بطئ ونحن كمصنع وشركة قامت بعمل مهم وحل أزمة ارفت جبين الدولة، ورفع الدعم عن الوقود الديزل الذي يعمل به المصنع كان احد الأمور التي عرقلتنا، وإيصال خطوط الكهرباء والماء، وعلى الرغم من هذه الصعاب، إلا إننا قمنا بتشغيل مصنعنا، لان كانت احدى أهدافها الرئيسية إنشاء المصنع كواجب اجتماعي يسبق تحقيق المكاسب المالية .
هل يعتمد إنتاجكم على السوق المحلي، ام هناك تصدير للخارج؟
٭ سوق الكويت سوق جيد لكنه سوق صغير، لذلك نتمنى من وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للطرق باعتماد هذه المنتجات في ترصيف الشوارع والاستفادة منها للمساهمة في تخليص الدولة من كم الإطارات الكبير الذي يصل إلى مواقع التخزين
أما بالنسبة للتصدير للخارج، فقد تم تصدير كميات كبيرة من المنتجات إلى كل من المملكة العربية السعودية وقطر التي تعتمد على هذه المنتجات في ترصيف الطرق والملاعب الرياضية، كما توسعنا بالتصدير إلى عدد من الدول الآسيوية من بينها السوق الهندي.
ما هي الخطوات القادمة.. وهل سوف تقومون برفع الطاقة الاستيعابية للمصنع؟
الطاقة الاستيعابية اليوم تغطي الاطارات المستهلكة سنوياً وتدويرها بشكل كامل، المشكلة كانت في الإطارات المتهالكة منذ سنوات وهي تحتاج وقت للإنتهاء منها واعادة تدويرها في مصنعنا .
ولكن إن هذا الكم من الإطارات لن يكفيه مصنع واحد للتدوير، بمعنى أننا بحاجة إلى مصانع أخرى للتقليل من مدة وجود الإطارات في هذه المنطقة بهذا الشكل، خاصة في ظل وجود كميات أخرى من الإطارات المستعملة التي سيتم التخلص منها بشكل مستمر ودون توقف.
وهدفنا الرئيسي في التوسع هو تغطية السوق الكويتي اولا ومعاملتنا كمصنع يقوم بتقديم منتج كويتي وطني، وفتح المجال امامنا بشكل رحب، ونسعى للتوسع في الأسواق الاقليمية المجاورة عبر طريق خطوط انتاج جديدة.
هل من رسائل لجهات معينة بخصوص مصنع تدوير الاطارات؟
اتمنى من وزارة الكهرباء أن تساهم في الاستعجال في إيصال التيار الكهربائي لنا شاكرين لها جهودها، ونأمل الاستعجال في الاجراءات التي اخذت وقت طويل جدا على الرغم من التزام الشركة والمصنع بالإجراءات اللازمة واناشد وزارة المالية والنفط أن يقوما بدعم هذه النوعيات من المصانع التي تعمل على دعم الاقتصاد الوطني والحفاظ على البيئة والتخلص من هذه النفايات بتخصيص الديزل الذي يستخدم كوقود في هذاالمصنع بالسعرالمدعوم اسوة بباقي المصانع.. واظن نحن من المصانع التي تندرج تحت التصنيف الاول في اهميته.
ما تقييمك للسوق الصناعي الكويتي؟
سوق ليس كبيراً، في ظل عدد المصانع القليلة، واتمنى الاهتمام بهذا القطاع بشكل أكبر لمزيد من النمو، وإنشاء الكيانات الصناعية متعددة الصناعات لتغطية السوق الكويتي ولغزو الاسواق المحيطة صناعياً للإرتقاء بالدولة وزيادة الدخل القومي.
ما الدور الذي تقوم به شركتكم تجاه المسئولية الاجتماعية ودعم الشباب؟
في البداية كان قرارنا في دخول هذا المشروع وانشاء مصنع لإعادة تدوير الاطارات وتحويلها من نفايات الى مواد انتاجية في القطاعات المختلفة كان هدفه الاساسي كشركة خاصة تمتلها شركة القرين للصناعات الكيماوية يعتمد على شقين الأول مجتمعي بحت في اوائل اهدافها وهو القضاء على الاطارات المستعملة والمتكدسة بشكل خطر.. والشق الثاني اقتصادي يعمل على تطوير هذا القطاع والارتقاء به وازدهار هذه الصناعة ، خصوصا الصناعات التي تعمل على المحافظة على البيئة.
قلتي أن المشروع يقصد به الربح المجتمعي اكتر من الربح المادي.. فما هي رسالتك المجتمعية؟
شئ مؤكد اننا حينما باردنا بانشاء هذا المصنع ومباردتنا في تنظيف منطقة ارحية من الاطارات المستعملة لتسليمها للمؤسسة العامة للرعاية السكنية، واهتمت شركة ايبسكو بهذه الخدمة المجتمعية البحتة غير الربحية لخدمة شريحة كبيرة من المواطنين بعد ان يتم تخصيصها كمنطقة سكنية من قبل مؤسسة الرعاية السكنية.
وحرصت على عدم تحميل الدولة أي اعباء مادية لإنجاز هذا المشروع سواء النقل او انشاء المصنع، وهذا المجهود منا كشركة مهتمة في تطوير دولتنا والرقي من هذه الصناعات البيئية لاستمرار.
جائحة كورونا عصفت بالاقتصاد العالمي.. فهل كان لها تأثير على الاقتصاد المحلي وما الذي يحتاجه الاقتصاد الكويتي لكي يقاوم مثل هذه الازمات؟
الكويت اثبتت في قطاعات عدة انها استطاعت تجاوز هذه الأزمة، واعتقد ان التطوير المستمر يعمل كحائط صد لأي أمر طاري أو اي جائحة، وذلك إلى جانب وضع خطط طويلة وقصيرة الأمد ورؤى واضحة ومحددة.
كيف ترين واقع سيدات الاعمال في الكويت؟
اعتقد بالكويت ان المرأة اثبتت وجودها في كل المجالات، محليا وعالميا في كل القطاعات.. وإن كانت مشاركة المرأة في عالم المال والأعمال دون الطموح فهذا يرجع الى المجتمع وعدد من الامور التي تحكم دخول المرأة لمجالات مختلفة من الاعمال.
فدخول المرأة للمجال الصناعي محدود نسبة لدخولها مجال الموضة والأزياء، وهذا يرجع الى كثرة مشاكل ومعوقات القطاع الصناعي في البلاد واستنزاف المستثمر الكويتي.. فلو لم يتوفر الطموح والاصرار على الدخول في هذا القطاع لما نجح اي شخص إمرأة كانت أو رجل فيه.
س// المهندسة الاء حسن.. ما هي أسرار نجاحها المهني؟
النجاح يعود لشيئين مهمين، الاول هو مساعدة ومعاونة الاسرة في ترتيب الحياة عامة وترتيب الوقت بما لا يتعارض مع الحياة الاجتماعية وهو اساس النجاح سواء كانت تجارة او صناعة، إلى جانب الاصرار وهو امر مهم قادني ودعم عزيمتي على الاستمرار في هذا قطاع الاعمال وصولا الى تحقيق ما اريده، الامر الثاني هو وضع الخطط ودراسة شاملة كل امر تحب ان تخوضه.