الجمعة , 11 أكتوبر 2024
الرئيسية » معارض » بائعة السمك.. معرض للفنانة الفلسطينية صبحية حسن قيس

بائعة السمك.. معرض للفنانة الفلسطينية صبحية حسن قيس

بائعة السمك، اسمٌ مميز اختارته الفنانة التشكيلية الفلسطينية صبحية حسن قيس ليكون عنوانًا لمعرضها الحالي بجاليري “إبداع” في كفر ياسيف بمنطقة الجليل الفلسطينية.

صبحية حسن قيس هي فنانة تشكيلية فلسطينية تسكن في قرية نحف في الجليل. ترسم بالألوان الزيتية متأثرة بالزمان والمكان الذي تعيش فيه والأحداث العامة والخاصة التي تمر بها. تنقل من خلال أعمالها أفكارها، مشاعرها ومواقفها مما يحدث حولها. حاصلة على شهادة الماجستير في الفنون التشكيلية، وتُدرس فن الرسم في مرسمها الخاص وفي عدة مؤسسات تربوية.

عن معرض “بائعة السمك”
وتقول الفنانة صبحية حسن قيس عن معرض بائعة السمك :هو خلاصة عمل عدة سنوات سابقة. بائعة السمك هي امرأة فلسطينية غزية، تدعى “أم جميل”. تعمل ببيع السمك لتعيل عائلتها، مثل كثيرات من نساء هذا البلد. أردت التعبير بهذا العمل عن كل امرأة كادحة، وربما عن نفسي بشكل خاص”.

كتب الفنان فريد أبو شقرة منظّم المعرض، “لقد اختارت الفنّانة أن يكون للسمك بائعة وليس بائعاً، لا رجلاً ولا طفلاً، وإنما امرأة ترى صبحية نفسها من خلالها. كأن هذه المرأة هي صبحية ذاتها وبشخصها. تحمل آلام وآمال النازحين/ات والمهجّرين/ات.

وكأنها تسعى إلى تحفيز قراءة جديدة لإشكالية المرأة وموقعها داخل النسيج السوسيو-ثقافي في فلسطين قاطبة. قراءة تسلط الضوء على المرأة الفنّانة الفلسطينية، ليس كموضوع له وجوده الواقعي والاجتماعي وحسب. وإنما كموضوع فنّيّ، جمالي وتشكيلي. معتمدةً على مناهج “بيبليوغرافية تحليلية”، واستقراء لأعمال فنّانين وأدباء للوصول إلى فهم عالمها، وقوفاً عند أدوات تحليلية وتتابع في تحليل وتفكيك رموزها الجندرية”.

الصَبر والصبّار
نرى الصبر حاضرًا في أعمال الفنانة، ولكن ليس كما رأيناه سابقًا في أعمال بعض الفنانين/ات الفلسطينيين/ات. لدى صبحية، يتغير توظيف الصبر في الأعمال بحسب الحالة التي تعيشها الفنانة.

فتارة، نراه أخضرًا يانعًا مليئًا بالحياة، وتارة مجروحًا مقيدًا بالأسلاك الشائكة. وفي لوحات أخرى، مزهرًا أو مثمرًا، وأحيانًا يأخذ لونًا غير واقعيّ.

في مجموعة “أنا الصبارة”، ترسم الفنانة نفسها من خلال بقع قليلة من الألوان وهي تمسك السكّين. تقطع الصبار، وتضعه داخل مرطبان زجاجي. وبعدها، تحاول إخراجه، لينبت من جديد ويحلق عاليًا.

تقول الفنانة حول مجموعة “أنا الصبّار”:

“أنا الصبّار – صبحية حسن قيس. أرسم البقع على القماش. تتوسع البقع على شكل شخصيتي، التي تمسك بالصبّار. فصَلتُ الصبّار عن التربة التي ينمو فيها. في اللوحة، أظهر وأنا أقطّع الصبّار، أغلفه في المرطبان، ثم أحاول إعادة إنقاذه.

الصبّار هو رمز للشخصية الفلسطينية التي تتمسّك بأرضها. ورغم كل ما مَرّ ويمر عليها، فهي صامدة تواصل الحياة.

الصبّار في عملي مختنق داخل مرطبان، غير قادر على التنفس. هويّتي، التي ترتبط بمَن أكون، وبأفكاري وذكرياتي، والقيم التي أؤمن بها. هي هويّتي المتجذرة في الزمان والمكان. عن طريق صورة الصبّار المعزول عن تربته، أجد التعبير عن هويّتي المعقدة. أنا الصبّار”.

طنجرة فارغة.. و”عشاء أخير”
بينما نتصفّح اللوحات التي عرضتها الفنانة على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لفتت أنظارنا لوحة تحاكي لوحة العشاء الأخير.

“إنه عشاء أطفال غزّة الأخير. وربما لم يكن هناك عشاءً أخيرًا. لا يستطيع الفنان/ة أن يكون/تكون حجرًا وسط كل هذه الأحداث المروعة التي تحيط به/ها. لقد تمنيتُ لهؤلاء الأطفال الأبرياء أن بعيشوا مثل باقي أطفال العالم. حاولتُ أن يكون العمل صرخة مدوية يسمعها العالم كلّه”.

وتستطرد الفنانة حول رمزية لوحة ذاتية لها تحمل طنجرة فارغة ضمن لوحات المعرض:

“في هذا العمل، أحمل الطنجرة مثل أطفال وطفلات غزّة. ولكن مع كل الحسرة والقهر، هناك نظرة تحدي ورفض.”

شاهد أيضاً

“مئة مبدعة ومبدعة” يوثق إنجازات المرأة الأدبية

Share