نفتتح هذه المقالة بتوجيه التحية للمرأة أينما كانت في أي جزء من أركان المعمورة، تقديرا واحتراما لنضالها وتضحياتها في سبيل حريتها وحقوقها في حياة كريمة، وضد كل أشكال الاضطهاد الطبقي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي. ولا نلام اذا أشرنا باعتزاز كبير لدور المرأة العمانية في النضال الوطني المجيد بجميع مراحل العمل الوطني المختلفة. أفرد لهن التاريخ صفحة مشرقة في سجله الخالد، وقد أثمر نضالهن وتضحياتهن عبر الزمن. إن محتوى نضالهن الاجتماعي والاقتصادي والثقافي يرتبط بنضال المجتمع ككل، ولا يمكن أن يكون نضالهن مجديا وحقيقيا وذا قيمة إلا إذا ارتبط بالنضال الوطني الشامل. وقد نالت المرأة الكثير من الحقوق ولايزال أمامها الكثير.. وتقف شامخة في كل المواقع والمجالات. وتعمل جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في صنع المجتمع الجديد، الخالي من كل أشكال اضطهاد الإنسان للإنسان. واليوم تبرز أمامهن مهمات جديدة، تتطلب تفعيل مؤسساتهن حتى لا تتحول إلى هياكل شكلية فارغة، بل إيجاد أطر جديدة، في الدفاع عن مكتسباتهن الوطنية والاجتماعية وتوسيعها، ويأتي في صلب مهماتها الراهنة التحرر الفكري من تقديس الحرية بمعناها المبتذل.. وأن تنتزع من براثن النظرة البليدة التي تعتبرها وسيلة من وسائل المتعة. لقد أثبتت المرأة قدرتها على مواكبة التطور، وتتميز بالصدق والنزاهة والإخلاص والأمانة الوطنية. إن المقياس الحقيقي لتقدم المجتمع هو بمدى تقدم وتطور المرأة. عليها أن تناضل بوعي وبثبات ضد الاستلاب النفسي والعقلي والجسدي. وهنا كيف يتحرر مفهوم الحرية والأخلاق من النظره الخاطئة والمترسبة التي تربط الانعتاق بالسلوك الرخيص؟ عليها ألا تقارن مفهوم الحرية النبيل باستلاب عواطفها وعقلها وجسدها.
إن المعنى الحقيقي لتحرر المرأة هو أن تُحترم كإنسانة لها كامل الحقوق، بعيدا عن كل صنوف الاستغلال والاضطهاد. عليها أن تنتزع حقها في ممارسة دورها الطبيعي وفي إبراز طاقاتها ومواهبها الفكرية والإبداعية بحرية ودون إكراه، ولا نضيف جديدا بأن حرية المرأة من صنعها وحدها.