كشفت دراسة أجرتها منظمة الرؤساء الشباب «YPO «Young Presidents’ Organization، مؤخراً، أن أفراد المنظمة في منطقة الشرق الأوسط من النساء بدأوا بلعب دور قيادي في مجالات السياسة العامة والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية، رغم الإحصاءات التي أظهرت تراجعاً في نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة على مستوى المنطقة إلى مستويات دون المتوسط العالمي.
وجاءت الدراسة التي تضمنت مشاركة عدد من رائدات الأعمال في المنطقة، لتسلط الضوء على آرائهن المتعلقة بالمتغيرات والتطورات الأخيرة التي طرأت على دور المرأة ضمن قطاع الأعمال في منطقة الشرق الأوسط.
وتطرق التقرير الصادر عن «المنتدى الاقتصادي العالمي» بعنوان «الفرق بين الجنسين»، إلى التغيير الحاصل في هذه القضية، في إشارة إلى إزالة الفروقات بين الجنسين بمعدل 60 بالمائة، بحلول نهاية عام 2014، والتي استحوذ قطاع التعليم منها على النصيب الأكبر من التطور بنسبة 93 بالمائة في السياق ذاته، في وقت واصلت المنطقة خلاله تواجدها في ذيل القائمة فيما يتعلق بالجهود المبذولة لإلغاء الفجوة بين الجنسين في مجال المشاركة الاقتصادية واقتناص الفرص ضمن المؤشر الفرعي للتقرير، بنسبة 42 بالمائة.
كما أن هناك فرقا بين ارتفاع معدلات تعليم الإناث في أجزاء عديدة من المنطقة العربية، والنقص في معدلات المشاركة العمالية للنساء في العالم. وان العالم العربي لديه مفارقات كبيرة في أنظمة العمل، ذلك بسبب أن النساء بشكل عام، يفضلن وظائف القطاع العام، والتي ينظر إليها على أنها أكثر ملاءمة للنساء. في الوقت الذي يأتي فيه معظم النمو والتطوير من القطاع الخاص، الذي يعتبر اجتماعياً مكانا يصعب تواجد المرأة فيه، بسبب المفاهيم والاعتقادات السائدة حول ما يسمى «العمل المناسب للمرأة».
أحد أهم الحلول، وعلى الرغم من تحديات البدء بعمل خاص، وصعوبة الحصول على رؤوس الأموال لمواجهة ثقافة الخوف والهروب من المخاطر، وتمويل رأس المال الاستثماري المحدود، فإن روح المبادرة الفردية هي سيد الموقف، وهو تماماً ما تقوم به بعض النساء اللاتي تغلّبن على القيود الهيكلية والثقافية في العالم العربي. وخاصة في بلدان عربية، حيث روح المبادرة لدى النساء هي من أعلى المعدلات في المنطقة.
كما أن هناك أمثلة حيّة، نساء يترأسن ويدرن قطاعات الأعمال وأن الفرص كبيرة وواعدة في قطاعات مختلفة ومتعددة أهمها قطاعا التقنيات والمشاريع المجتمعية التي تفتح أبوابها باستمرار لاستقبال القيادات النسائية في المنطقة.
وان التوجهات الحديثة هي التي تقود النساء للمشاركة بفعالية أكبر في عالم الأعمال، فقد أصبح لدينا عدد كبير من النساء المستعدات لخوض التحديات الأكبر في العلوم والتكنولوجيا بالمقارنة مع بقية العالم.
وفي الوقت ذاته، فتح الإنترنت آفاقاً جديدة لبدء الأعمال خارج البلاد، ما يتيح للمرأة إنشاء مكاتب افتراضية ومواقع بيع على الانترنت. ونتيجة لذلك، فإننا نشهد العديد من الشركات الصغيرة الحالية بقيادة المرأة، بالإضافة إلى ذلك فإن الاعتراف بأن الحواجز لا تزال موجودة لأصحاب المشاريع من النساء على وجه الخصوص، والتي كان لها دور كبير في زيادة روح المبادرة، فإن معظم الناس يعرفون الكثير من وسائل الإعلام الاجتماعية.
كما أن مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات، تركز على تعزيز روح المبادرة لدى النساء، حيث إن تقنية المعلومات وجميع المبادرات سهلت قدرة النساء على العثور على عمل في كثير من البيئات المختلفة.