الجمعة , 20 يونيو 2025

أ. د. هشام العوضي يكتب.. كيف تعمل «بزنس» مع الكويتي؟ (4)


قدّم كتاب Doing Business with Kuwait أو كيف تعمل بزنس مع الكويتي خريطة طريق لمن أراد أن يعمل «بزنس» مع الكويتي وأراد لهذا التعامل أن يكون ناجحاً. وفي هذه المقالة (الحلقة الأخيرة) استعرض كلام مؤلف الكتاب جون كيندي عن أهمية مراعاة بعض الأمور عند التعامل مع رجل الأعمال الكويتي، وأهمية تفهّم معنى الواسطة.
وبحسب المؤلف، فإن الكويتيين متسامحون جدا مع هفوات الأجانب، ولكن على الرغم من ذلك فإن بعض السلوكيات غير الرسمية أو المفردات غير اللائقة التي يمكن أن تكون مقبولة في أماكن أخرى قد تسبب اهانة، وبالتالي هي غير مقبولة لهم.
فالمجتمع الكويتي منفتح ويمكن أن يناقش أي شيء تقريبا تحت الشمس، بما في ذلك الحديث في السياسة، كما تحظى الصحافة بشفافية وحرية في التعبير، ومع هذا ينبغي على الزائر أن يتجنب الملاحظات حول الدولة، وأي تعليقات عن الديانات لئلا يسبب إحراج أحد.
ومن الشائع أن يتوقف أو يتقطّع اجتماع العمل مع الكويتيين بسبب رنين الهاتف، والدخول والخروج المستمر من قِبل الموظفين، وأي إظهار بالاستياء من ذلك، والاضطرار إلى استئناف او تكرار ما قيل سلفا، لن يترك انطباعا جيدا عند الكويتي.
ويجب على المستثمر الأجنبي ألا يفقد اعصابه علنا أو أن يقوم بتوبيخ أي شخص أمام الآخرين، لأن هذا سوف يسبب احراجا كبيرا، وسيشعر الشخص الذي أظهرت اخطاءه أو تقصيره بالرغبة في الانتقام عن طريق توجيه اهانة مماثلة أو أسوأ في المقابل.
وقدّم كيندي نصائح للزوار والمستثمرين الأجانب من قبيل «لا ترفض دعوة لزيارة الديوانية»، وآداب الملابس. فذكر: ومن المرجح أن تجتذب سيدات الأعمال الأجنبيات اهتماما غير مرغوب فيه في حال ارتداء فساتين كاشفة للساقين أو الذراعين.
كما ينبغي للزوار من رجال الأعمال أن يرتدوا ملابس رسمية، إلا أن يتأكدوا من أن المناسبة غير رسمية، ويمكن التحرر من بعض البروتوكولات. ومع ذلك تعتبر الثقافة المحلية هنا رجلا يتجول بأرجل عارية أمرا مهينا، كما يجب أن يقتصر لبس الشورتات على الشواطئ والفيلا، ولا يرتديها أبدا إلى مكتب العمل أو إلى الديوانية.
وتحدث كيندي أيضا عن الواسطة، فقال إنه تعبير محلي يدل على التمتع بالمعارف والنفوذ. وقال إن الواسطة هي غير الرشوة، وأن الفرق بين الواسطة في الكويت وفي الغرب هي أن الواسطة في الكويت أكثر انفتاحا بكثير، وإن كانت الواسطة في الغرب أكثر شيوعا، على حد قوله.
واعتبر أن جوهر الواسطة هو العلاقات واستخدام التأثير الشخصي لتحريك الأمور وانجازها. فعلى سبيل المثال، قد يحتاج استخراج تصريح إلى أسبوع، وذلك للحصول على التواقيع والإجراءات المطلوبة، ولكن الواسطة قد تقلّص المدة إلى يوم أو نحو ذلك.
ويقضي الكويتي الكثير من الوقت في بناء العلاقات، وانجاز الأمور عبر اتصالاته. وبهذه الطريقة، فإن الواسطة ترتبط ارتباطا وثيقا بالمفهوم الكويتي لتعزيز وجاهة الفرد ومكانة عائلته، وهي إحدى الطرق العملية التي يمكن بها للكويتي أن يبرهن على قدراته كقائد أو رئيس لجماعته.
إن كتاب Doing Business with Kuwait ممتع، ويستحق ان يُقرأ لمعرفة الذات والطريقة التي يرانا بها الآخرون.

أ. د. هشام العوضي
صحيفة القبس

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share