أعلنت نجمة المنتخب الأمريكي لكرة القدم النسوية اعتزالها لعب كرة القدم الاحترافية. وتُعد مورغان من أشهر لاعبات كرة القدم في العالم وكانت جزءا من الجيل الذهبي الذي ترك بصمة كبيرة على الكرة النسائية. وكانت مناسبة اعتزال مورغان لعب كرة القدم مناسبة لعشاق كرة القدم للتساؤل حول ما إذا كانت مورغان أعظم لاعبة كرة قدم على الإطلاق.
أصبحت كلمة “عظيم” تُستخدم بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى غموض معناها. فهل نعني بالأعظم بين اللاعبات تلك التي تتمتع بأفضل مهارات فنية، أم التي قدمت أكبر مساهمة في الترويج ونشر كرة القدم النسوية، أم تلك التي حققت أكبر عدد من الألقاب، أم الأكثر شهرة بينهن.
في عالم كرة القدم الرجالية، كانت المقارنات بين بيليه وليونيل ميسي صعبة بسبب الفروق الزمنية. لكن في كرة القدم النسائية، حيث يتنافس النجوم في فترات زمنية متقاربة، قد يكون من الأسهل تقديم مقارنة عادلة. يشبه هذا التحدي التنافس بين عظماء رياضة التنس مثل روجر فيدرير، رافائيل نادال، ونوفاك ديوكوفيتش، حيث يتفوق كل منهم في جوانب معينة. ديوكوفيتش يحمل أكبر عدد من بطولات الغراند سلام، بينما تميز نادال باللعب والتفوق على الأراضي الرملية، فيما جعل فيدرير اللعبة تبدو سهلة وبديعة.
لقد كانت مورغان دعامة أساسية لفريق الولايات المتحدة لمدة 14 عامًا، وبالتوازي مع رشاقتها على أرض الملعب، عرفت متى حان الوقت لإنهاء مسيرتها. عند إعلانها قرار الاعتزال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قالت: “لقد مر وقت طويل، ولم يكن هذا القرار سهلاً بالنسبة لي، ولكن في بداية عام 2024 شعرت في قلبي وروحي أن هذا هو الموسم الأخير الذي سألعب فيه كرة القدم.” وعلاوة على ذلك، عززت شهرتها بفوزها بلقبين في الدوري الأمريكي المحلي، وثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا مع ليون في عام 2017.
خارج الملعب، كانت مورغان رائدة في تعزيز فكرة أن كرة القدم للفتيات. ساعدها في ذلك تأثيرها الإعلامي وسفرها حول العالم لدعم اليونيسف وتنظيم “عيادات كرة القدم” في تنزانيا. أثبتت أيضًا أن كرة القدم يمكن أن تكون رياضة للأمهات، حيث عادت إلى الاحتراف بعد ولادة طفلها الأول في عام 2020. وتزامن حملها الثاني في سن الخامسة والثلاثين مع قرارها باعتزال الملاعب.
بالإضافة إلى ذلك، كانت مورغان نشطة في الدفع نحو تحقيق المساواة في الأجور بين فريق السيدات الأمريكي ومنتخب الرجال. جنبًا إلى جنب مع ميغان رابينو، كانت من أبرز الوجوه في الدعوى القضائية التي استمرت ست سنوات ضد اتحاد كرة القدم الأمريكي. وفي عام 2022، حصلوا على تسوية بقيمة 24 مليون دولار، مع تخصيص جزء من الأموال لدعم الفتيات في بداية مسيرتهن الكروية. ورغم معارك الأجور، أدركت مورغان أنها في وضع أفضل من العديد من اللاعبات الأخريات، وأصبحت، إلى جانب رابينو، أول لاعبة كرة قدم توافق على التبرع بما لا يقل عن 1٪ من راتبها لمشروع الهدف المشترك، الذي يدعم الجمعيات الخيرية المتعلقة بكرة القدم.
وسيستمر الجدل حول من هي أعظم لاعبة كرة قدم في كل العصور، لكن مشجعي مورغان يمكنهم أن يزعموا بشكل معقول أن إرثها يتفوق على البقية. كما قالت قائدة المنتخب الأمريكي، ليندسي هوران، تكريمًا لمورغان على إنستغرام: “لقد جعلت اللعبة أفضل للعديد من الصغيرات اللواتي يتطلعن إليها، وما أروع هذه المهنة التي مارستها لسنوات طويلة.”