
عدنان بشير*
يرتبط الكثيرون منا بأحلام اليقظة حول التمتع بحمامات الشمس على شاطئ المالديف، أو الطيران إلى مسكن كاتب في إدنبرة، أو الترحال ببطء في قلب جبال نيبال. وبينما نحن منخرطون في التعامل مع بيئات العمل عالية الكثافة، والاضطراب المتزايد في محاولة الموازنة بين العمل والحياة، وإلحاح الالتزامات الشخصية، يكون الابتعاد عن هذا كله مغرياً بشدة.
يجب علينا، عاجلاً أم آجلاً، مواجهة فكرة أن أخذ قسط من الراحة قد يكون في مصلحتنا؛ عندما تجد نفسك متعبًا أكثر من المعتاد في العمل، أو تكافح فقط من أجل الاستيقاظ كل صباح، أو يضنيك بذل قصارى جهدك لمواكبة المسؤوليات اليومية على جبهات متعددة، فإن التوقف عن العمل قد يكون أحد أفضل القرارات التي تتخذها على الإطلاق، وإليك الأسباب.
استعادة القوة والبدء من جديد
يمنحك التوقف المؤقت للتدفق اليومي للأشياء الوقت للراحة والتعافي، وبينما يقف العديد من المهنيين مترددين أمام الفكرة، إلا أنها قد تكون الدواء الذي تحتاجه لوقف الإرهاق، حتى لو أنك كفؤ في عملك بشكل استثنائي؛ في بعض الأحيان، يكون كل ما يحتاجه الجسم هي فترة توقف جدية لاستعادة القوة والبدء من جديد، وعلى سبيل المكافأة الإضافية، يمكنك تخصيص وقت بعيد عن العمل لمتابعة أنشطة أخرى تعتبرضرورية لانسجام العقل والجسم.
توفر الوقت للتفكير ورسم المستقبل
تمنحك الاستراحة من مسيرتك المهنية الوقت والمساحة والطاقة التي تحتاجها لاتخاذ خطوة للخلف والقيام بتقييم مريح حول أين أنت الآن في حياتك، وأين تريد أن تذهب. من المهم أن تعيد النظر بشكل دوري في هذه الإمور، وهو ما يصعب فعله بينما أنت غارق في العمل. وقد يساعدك وقت استكشاف الذات في معرفة ما تريد فعله لبقية حياتك.
ربما يمكنك العمل أخيراً على تلك الرواية التي كنت تعصر ذهنك من أجلها طويلا، أو أن تسافر حول العالم، أو حتى تستطيع أخذ الخطوات الأولى لبدء الأعمال الجديدة التي كنت تحلم بها دائماً؛ يمكن للتأمل الذاتي أن يحفز الجوهر الإبداعي، ويلهمك الأفكار الجديدة التي تمنحك ميزة عندما تقرر العودة إلى العمل.
فرصة لاكتساب مهارات جديدة وتعلم شيء مختلف
إحدى أفضل الطرق للاستفادة من استراحة هي اكتساب مهارة جديدة استغلالا لوقت الفراغ، سواء كانت تعلم لغة جديدة، أو العزف على آلة موسيقية، أو حرفة يدوية، أو حتى التسجيل في فصل دراسي ما؛ لا تستلزم هذه المهارات والمبادرات الجديدة بالضرورة أن تكون متوافقة مع مجال تخصصك المهني، في الواقع، قد تكون مفيدة وقت ما تقرر استعادة دورك بين القوى العاملة، عبر توسيع آفاقك بطرق لم تتوقعها أبداً، إضافة إلى إدخال إحساس بالرضا والتحقق.
فهم أفضل للعالم من حولك
نحن لا نتفاعل مع المحيطين بشكل حقيقي في الوقت الذي نكون فيه مقيدين إلى مكتب وجهاز كمبيوتر في وظيفة نموذجية، حتى زملاء العمل قد لا يرتاحون للصداقة التي تتجاوز نقطة بعينها، علاوة على أن بعض الصناعات تعمل عبر نمط انعزالي، سواء بمجموعات عمل محدود العدد بشكل كبير، أو بالحد الأدنى من التواصل.
التوقف المؤقت يتيح لنا الانغماس في العالم من حولنا بما يتجاوز مكان العمل، إلى جانب أن المشاركة الفعالة في أمر بسيط مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو التنزه عبر الحديقة، قد تتيح لنا مشاركة قصص إنسانية رائعة.
يمنحنا هذا التفاعل، والمشاركات التي تليه، فهماً أفضل وأكثر تعاطفاً للمجتمع، إنها تلك التجارب، بعيداً عن مكان العمل، التي يمكن أن تشكلنا بدرجة أكبر للأفضل، كأشخاص، وكمهنيين.
- فوربس