وكالات– تحتاج الادارة عن بعد الى فريق عمل موجود في دولة او منطقة اخرى وبعيدة عن مقر الشركة، الى تركيز وانتباه شديد من قبل مديري الشركة، وهو ما تقوم به شركة ميتلايف للتأمين، التي تعتبر مثلا يحتذى به في كسر الحواجز الثقافية وبناء الثقة اثناء قيادتها ومتابعتها لفريق عمل قسم تكنولوجيا المعلومات لديها، من خلال التواصل الهاتفي وعقد الاجتماعات عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة وهما في بلدين منفصلين، مثل اميركا والهند مثلا.
تقول جانيت كون، وهي من قادت عملية تدريبهم عن بعد في «ميتلايف»، وتعمل الآن في شركة كيسكو التكنولوجية: سمعت كل ضحكهم ومزاحهم حول الاسئلة المطروحة عليهم، في الهند، بدأ الافراد في طرح الاسئلة التي تدور في اذهانهم اقل من اميركا، نريد ان يشعروا بالراحة واليسر حتى يبدأوا في التحدث بطلاقة لاعطائنا الانطباع الواقعي الذي نحتاجه للوصول الى مرحلة النجاح والتعاون سويا لتحقيق ذلك الامر، خصوصا ان الاسئلة تثير فضول الموظفين.
لا يمكن المبالغة في اهمية العنصر البشري، حيث أشارت كون الى ان مدينة بوليوود الهندية تزيد من غرس مفهوم التدريب عن بعد والمناقشة والحوار بين الزملاء في مختلف الدول.
نحن بشر.. لا ماكينات
وتضيف: يتم التعامل مع العاملين في الخارج على اساس انهم ماكينات عمل اكثر من زملاء في العمل وموظفين عاديين او حتى مجموعة من الاشخاص ذي اضافة مفيدة لمسيرة العمل، فنحن جميعا بشر، وعلى كل فرد معرفة واكتشاف القواسم المشتركة من اجل بناء جسور التعاون.
واصبحت القاعدة لمديري العصر الجديد، اكثر احتياجا لفريق عمل موزع على مختلف المواقع والوقت والثقافة، وعليهم من المشاركة في التفكير الابداعي والتواصل وخلق افكار جديدة للنهوض بالعمل والمشاركة ايضا في وضع خطة العمل للشركة او المؤسسة التابع لها.
من ناحية اخرى، تقول الرئيس التنفيذي لشركة لينوفو لاجهزة الحاسب الالي ايسلا راموس، التي قادت تعليم وتدريب 200 موظف في أنحاء اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا: ان التدريب عن بعد له اهمية متزايدة مع مرور الوقت، بالاضافة الى خلق الدوافع والمزايا لتحفيز الموظفين، خاصة ان كانوا بعيدين عن مقر العمل، فهذه الطريقة اهم من ان يروا بعضهم البعض يوميا.
وتؤكد ان المديرين بحاجة الى التوضح الجيد للموظفين، سواء كانوا افرادا او فريق عمل، وبقدر ما يساهمون في انجاح العمل ومدى مساهتمهم ايضا في نتائج العمل وتوسيع نطاقها عالميا، ومن لم يفعل ذلك فانه يساعد على افشال العمل. وانهيار منظومة العمل وعزل الموظفين.
وتشدد على ضرورة ان يقتطع المديرون ساعة زمن من وقتهم لقضائها مع موظفيهم، كل موظف على حدة، ليستمع اليه ويتناقش معه في كل اموره بشكل حر.
التقييم وفقاً لنتائج العمل
اما عن فرق العمل المهجنة، التي يعمل جزء منها داخل المؤسسة والجزء الاخر خارجها، فهي تقدم المزيد من التحدي، على المديرين تسهيل مهام عمل من في الخارج، وخلق تواصل بينهم من خلال الهاتف لكي يفوز الكل بنفس مستوى الخبرة.
على مديري فرق العمل الخارجية، تقييم اداء موظفيه وفقا لنتائج العمل وليس وفقا للوقت الذي يجلسون فيه على مكاتبهم داخل المؤسسة، لذا، لابد من توضيح الأهداف. منذ بداية العمل، ومن المهم ايضا التوصل الى اتفاق بين جميع الاطراف اي بين الموظفين والمديرين، حول نهج العمل المتبع في النطاق الخارجي، ففريق العمل بحاجة الى الوضوح دائما لمعرفة اي اتجاه سيسلكه في عمله، وهو ما يؤكده مارك ديكورت نائب الرئيس لشركة رويال دوتش شل، والذي ينتشر فريق عمله حول العالم، ويقول: ان اداء الموظفين يعكس القيمة التي تصلهم من مكان عملهم. كما يمكن استخدام التكنولوجيا الحديثة في زيادة كفاءة التواصل مع الموظفين كاستخدام الكاميرات في الهواتف والحواسيب.