
أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة، أن الاستثمار في المرأة ليس مجرد التزام بالمساواة المستحقة، مؤكدة أنه استثمار حقيقي يخلق حلولاً مستدامة للمجتمعات بأكملها.
جاء ذلك في كلمة ألقتها الوزيرة الحويلة خلال افتتاح الحدث الجانبي رفيع المستوى «SheBuilds: نساء يبتكرن حلولاً اجتماعية لمستقبل شامل ودامج»، الذي نظمته «الشؤون» ضمن أعمال مؤتمر القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومكتب الأمم المتحدة في الكويت.
وذكرت الحويلة أن الحدث الذي حضره الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، والمدير الإقليمي لمكتب اليونسكو، صلاح خالد، وعدد من رؤساء الوفود وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية «يحتفي بإبداعات المرأة في التنمية الاجتماعية، وبقدرتها على ابتكار حلول تحدث فرقاً حقيقياً في حياة الأفراد والمجتمعات».
وأضافت أن الزمن الذي نعيش فيه «تتقاطع فيه التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وبرغم ذلك تظهر النساء في منطقتنا والعالم أجمع كقوة دافعة نحو التحول الإيجابي، وبناء مستقبل أكثر شمولاً وعدلاً ودمجاً للجميع».
وأوضحت أن الابتكار الاجتماعي التنموي الذي تقوده النساء يتميز بأنه شامل بطبيعته «فهو ينطلق من فهم عميق لاحتياجات الفئات المهمشة ويسعى إلى إزالة الحواجز التي تحول دون مشاركة الجميع في التنمية».
مواجهة التحديات
وذكرت الحويلة أن «النساء لا يبتكرن أفكاراً فقط، بل يُعدن تعريف معنى التنمية والعدالة من منظور إنساني»، مشيرة إلى أن ورشة العمل ستستهل بسرد مختصر لجوانب الابتكار الذي تقوده النساء في الكويت عبر عرض قصص وتجارب واقعية لنساء كويتيات استطعن مواجهة التحديات المجتمعية بروح إبداعية ورؤى بناءة.
وبيّنت أن المشاركين سيتشاركون في «تجربة تفاعلية تشكل رحلة فكرية وعملية، تبدأ من الإلهام وتنتهي بالإبداع، تهدف إلى تمكين المشاركين من تبني منهج التفكير الابتكاري في معالجة التحديات الاجتماعية عن طريق تحويل الأفكار إلى حلول واقعية قابلة للتطبيق».
قفزة نوعية
بدوره، قال البديوي إن دول مجلس التعاون شهدت قفزة نوعية في تمكين المرأة، حيث تزايد حضورها في سوق العمل بما يعزز الإنتاجية ويسرّع التنويع الاقتصادي.
وأوضح أن الإمارات والبحرين سجلتا أعلى معدلات المشاركة الاقتصادية للمرأة خليجياً، مع توسّع حضورها في المهن التخصصية والقيادية ودعم سياسات التوازن بين الجنسين.
وأضاف أن مشاركة المرأة السعودية بلغت 35 في المئة من القوى العاملة، والقطرية 44 في المئة، فيما واصلت عُمان والكويت جهود تحسين المشاركة وتمكين المرأة عبر إصلاحات سوق العمل وبرامج المهارات وريادة الأعمال، حيث بلغت النسبتان 34.9 في المئة و48 في المئة على التوالي.
وأكد أن تمكين المرأة «ليس مجرد شعار يرفع، بل هو ركيزة أساسية في مسيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الخامس منها المتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات».
النساء يُعدن تصميم طاولة التنمية
أعربت الحويلة عن أملها في أن تسهم مخرجات الفعالية في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي نحو مستقبل شامل يضمن مشاركة النساء في صياغة السياسات واتخاذ القرار وتمكينهن اقتصادياً ومعرفياً، وبناء شبكات نسائية رائدة، مؤكدة أن نساء اليوم «يُعدن تصميم طاولة التنمية ليجلس عليها الجميع».
تمكين المرأة كقائدة ومبتكرة
أكد البديوي أن دول المجلس أولت تمكين المرأة اهتماماً كبيراً عبر إتاحة الفرص المتكافئة في مختلف المجالات، موضحاً أن الجلسة تهدف إلى تعزيز دورها المحوري في بناء الحلول وصناعة التغيير، عبر تمكينها كقائدة ومبتكرة في المجالين الاجتماعي والرقمي، ودعم المبادرات النسائية وتبادل التجارب وتعزيز الشراكات بين القطاعات.
28 في المئة من المناصب القيادية لنساء الكويت
قال المدير الإقليمي لليونسكو صلاح خالد، إن الكويت أدرجت تمكين المرأة في رؤيتها 2035 تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة الخامسة والثامنة والعاشرة، مبيناً أن النساء يشكلن 60 في المئة من القوى العاملة في القطاع العام و28 في المئة من المناصب القيادية في البلاد.
مجلة سيدات الأعمال أول مجلة اقتصادية نسائية في الوطن العربي تهتم بشئون المرأة اقتصادياً