الجمعة , 20 يونيو 2025

«الوطني»: انتعاش المبيعات العقارية إلى ما قبل «كورونا»

قال تقرير بنك الكويت الوطني إن المبيعات العقارية انتعشت بعد أن شهدت انخفاضاً خلال الفترة السابقة بسبب تداعيات الجائحة وتدابير الإغلاق التي تم فرضها على المستوى الوطني، مما أدى إلى انخفاض المبيعات إلى مستويات تاريخية في الربع الثاني من عام 2020، وعادت لمستويات ما قبل الجائحة، لتسجل في المتوسط 280 مليون دينار شهرياً في الربع الأول من عام 2021، بزيادة نسبتها %26 على أساس سنوي.
وأضاف «الوطني» أن أداء المبيعات الجيد استمر خلال شهر أبريل، وبلغت 250 مليون دينار، على الرغم من استمرار ضعف أداء القطاعين التجاري والاستثماري، حيث تعافت المبيعات في القطاعين جزئياً فقط من أدنى مستوياتها المسجلة في الربع الثاني من عام 2020، فيما يعزى إلى حد كبير إلى تدهور أنشطة الأعمال وأوضاع سوق العمل في أعقاب الجائحة.

وفي الوقت ذاته، أثبتت مبيعات القطاع السكني مرونتها، إذ شهدت انتعاشاً سريعاً بعد تخفيف إجراءات الإغلاق في يوليو، واكتسبت زخماً قوياً بدعم من الطلب المكبوت وتزايد العروض في العديد من المناطق الناشئة. كما تجدر الإشارة إلى أن إجمالي قيمة المبيعات، على الرغم من كونها جيدة، قد تأثرت على الأرجح خلال شهر أبريل ببداية شهر رمضان المبارك، الذي عادة ما يتسم بتباطؤ وتيرة الصفقات العقارية.

وبالنسبة للتوقعات المستقبلية، يرى «الوطني» أن النشاط السكني سيظل قوياً على المديين القريب إلى المتوسط بدعم من قاعدة الطلب القوية والإمدادات المحدودة إلى حد ما، في حين أن ضعف أداء القطاعيين التجاري والاستثماري قد يستغرق بعض الوقت حتى ينحسر مع استمرار تعافي الاقتصاد الكلي.

القطاع السكني

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع حجم مبيعات القطاع السكني كان هو القوة الدافعة على وجه الخصوص لتزايد المبيعات العقارية منذ انتعاشها الصيف الماضي. إذ بلغ متوسط قيمة المبيعات 215 مليون دينار شهرياً في الربع الأول من عام 2021، نتيجة لعقد 675 صفقة شهرياً في المتوسط، بزيادة %25 و%148 على أساس سنوي على التوالي.

ومؤخراً خلال شهر أبريل، بلغت قيمة مبيعات الوحدات السكنية 199 مليون دينار من خلال تنفيذ 748 صفقة، وهو ما يختلف كلياً عن متوسط ما قبل الجائحة، البالغ 371 معاملة شهرياً في عام 2019.

ويرى «الوطني» أن تزايد كمية المبيعات كان نتيجة الطلب المكبوت بعد عدة أشهر من توقف أنشطة المبيعات خلال أشهر الإغلاق في الربع الثاني من عام 2020، إلى جانب الركائز القوية التي يتميز بها القطاع العقاري، بما في ذلك مرونته وقدرته على الصمود في وجه الضغوط الناجمة عن الجائحة.

وتنبع الركائز القوية التي يتميز بها القطاع من العرض المحدود وتزايد أعداد المواطنين، هذا إلى جانب السيولة الجيدة، وفقد عدد ضئيل جداً من المواطنين لوظائفهم أثناء الجائحة، مما ساهم في الحفاظ على استقرار الطلب. بالإضافة إلى ذلك، فإنه نظراً لتعرض ربحية القطاع الاستثماري لضغوط متزايدة نتيجة العقارات الشاغرة وانخفاض قيمة الإيجارات، تبقى هناك دلائل على تحول المستثمرين بشكل متزايد إلى القطاع السكني بحثاً عن فرص استثمارية. وهناك أيضاً محرك إضافي يتمثل في العروض المتزايدة في المناطق الناشئة الأكثر نشاطاً نسبياً والأقل تشبعاً، مثل المناطق السكنية في مدن صباح الأحمد وسعد العبدالله وجابر الأحمد.

القطاع الاستثماري

وبيّن التقرير أن مبيعات القطاع الاستثماري (الشقق) بلغت 39 مليون دينار في أبريل، بتراجع بلغت نسبته %23 على أساس شهري، لكنها ما تزال مرتفعة إلى حد كبير مقارنة بأدنى مستوياتها تاريخياً المسجلة في أبريل 2020 بالتزامن مع تطبيق تدابير الإغلاق. ورغم ذلك، ظلت مبيعات القطاع الاستثماري أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة، في ظل انخفاض ملحوظ في احجام المعاملات الشهرية، مما يعكس ضعف الطلب وانخفاض أعداد الوافدين، الذين يهيمنون على الطلب على هذه النوعية من العقارات.

ويضيف هذا إلى الضعف القائم مسبقاً، إذ واجه القطاع الاستثماري انخفاض الإيجارات، وتراجع الأسعار، وزيادة العقارات الشاغرة قبل الجائحة نتيجة لمرورها بفترة من زيادة العرض وتباطؤ النمو الاقتصادي. وعلى الرغم من أن وضع الإيجارات ليس واضحاً تماماً، فإن هناك أدلة غير مؤكدة تشير إلى انخفاض الإيجارات أو عرض بعض الخصومات للمستأجرين الجدد أو الذين يجددون عقود الايجار نظراً لضعف أوضاع السوق السائدة حالياً.

وتوقع «الوطني» أن يستغرق التعافي الكامل بعض الوقت، خاصة في ضوء ضعف وتيرة الانتعاش الاقتصادي نسبياً وجهود توطين الوظائف (التكويت)، والتدابير المقترحة مؤخراً لمعالجة خلل التركيبة السكانية من خلال فرض قيود على عدد الوافدين.

القطاع التجاري

أوضح «الوطني» أن مبيعات القطاع التجاري بلغت 12 مليون دينار فقط في أبريل، أي ضعف قيمة صفقات العام السابق، إلا أنها ما تزال أقل من المتوسط المسجل في عام 2019، بل وحتى النصف الثاني من عام 2020. ويمثل تراجع عدد الصفقات العقارية أبرز العوامل التي ساهمت في ذلك التباطؤ، حيث تم تسجيل 7 صفقات فقط في أبريل، مقابل 38 صفقة شهرياً في المتوسط خلال عام 2019.

وقد تأثر القطاع التجاري سلباً نتيجة لضعف أنشطة الأعمال، الذي امتد إلى ما بعد الإغلاق، مع مواجهة الشركات لصعوبة شديدة في تسديد الإيجارات، مما أدى إلى خفض الإيجارات وتأجيل سداد الدفعات لبعض المستأجرين، خاصة مستأجري قطاع التجزئة نظراً لارتفاع إيجارات المحلات في مراكز التسوق. ومع انتعاش الاقتصاد وتحسّن بيئة الأعمال بدعم من تقدم وتيرة برامج اللقاحات، قد نشهد انتعاشاً تدريجياً لأداء القطاع، إلا أن الضعف قد يستغرق بعض الوقت حتى تهدأ وتيرته.

وينطبق ذلك بصفة خاصة في ضوء تزايد أعداد الشركات الصغيرة والمتوسطة المتعثرة، وخسارة أعداد هائلة من وظائف الوافدين، مما قد يستمر في التأثير على الطلب على المساحات التجارية والأسعار في بعض المناطق.

مشروع قانون الرهن العقاري

على صعيد متصل، أفاد «الوطني» أنه على الرغم من أن تفاصيل مشروع قانون الرهن العقاري لم يتم تأكيدها بعد، فإن هناك بعض العناصر الواضحة. فمن المقرر أن تتولى البنوك التجارية توفير القروض الاسكانية بقيمة تصل حتى 70 ألف دينار بدلاً من بنك الائتمان، إلا أن أجل استحقاق القرض سيكون أقصر، إذ يصل إلى 30 عاماً بدلاً من 58 عاماً بموجب مبادرة التمويل الحالية، مما يؤدي إلى مضاعفة القسط الشهري تقريباً إلى أقل قليلاً من 200 دينار، الذي يعتبر من أبرز النقاط المثيرة للقلق على المستوى الشعبي. كما ينص القانون على إعادة استرداد السكن في حالة التعثر عن السداد، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة ستتدخل للتخفيف من هذا الخطر على مالكي العقار السكني. كما تتحمل الحكومة قيمة فائدة البنوك الناتجة عن القرض. ويترتب على ذلك استفادة القطاع السكني من سهولة الوصول إلى التمويل الذي يساهم بدوره في زيادة الطلب، على الرغم من أن جانب العرض سوف يحتاج إلى المعالجة إذا أردنا الحد من التزايد المفرط للأسعار.

شاهد أيضاً

«ميد»: سوق المشاريع الكويتية يضيف 19 مليار دولار إلى قيمته

Share