الجمعة , 20 يونيو 2025

براء وليان.. بغداديات ينافسن الرجال بسوق الكتب

وسط رائحة الكتب العتيقة وبريق حبر جديدها وتفاصيل منطقة قديمة في بغداد يستقر بائعو الكتب وقراؤها في العراق بشارع المتنبي، في ذلك الشارع مئات القارئات وأحيانا تفوق أعدادهن أعداد رواده الرجال، لكن مشهد بيع فتيات للكتب أو إدارتهن لدور نشر غير عادي على الإطلاق.

براء البياتي
خريجة كلية الهندسة بالجامعة المستنصرية في بغداد، أول امرأة تدير دار نشر في العراق، حسب كتبيي شارع المتنبي ورواده..تخرجت من كلية الهندسة سنة 2012 ولكنها لم تحضى بأي وظيفة وصدمت بشبه انعدام فرص العمل، واعتماد التوظيف على الانتماء لجهة حزبية أو سياسية، أو ما يسمى “الواسطة”.

في تلك المرحلة تحدت براء اليأس الذي كاد يتغلغل في نفسها حتى وصلت لنقطة التحول واتخذت قرارا بالعمل في ما تحب، ضمن مجالات الثقافة والفن والقراءة، وذلك لنشأتها في عائلة محبة للقراءة والفنون ومشاركتها في مهرجانات المدرسة للخطابة والتمثيل المسرحي في طفولتها.

وحسب براء فهي لم تستطع دراسة اختصاصات مثل الإعلام والصحافة والفنون بأنواعها بسبب سوء الوضع الأمني آنذاك واستهداف العصابات المسلحة كل من يعمل في هذه المجالات، قررت وأهلها دراسة الهندسة، لكن الشغف في داخلها كان يكبر ويزداد يوما بعد يوم.

وفي الحقيقة لم تجد صعوبة في المنافسة وسط بيئة كان العمل فيها حصريا للرجال، بل كان تحديا لتغيير الأفكار النمطية وإثبات فكرة أن المرأة قادرة على النجاح في مختلف المجالات.

وبعد الاستقرار الأمني النسبي في البلاد عادت براء إلى شارع المتنبي تطارد الكتب والعناوين وتصور الاقتباسات للكتب، وفي زيارة بلا سابق إنذار قررت الدخول إلى إحدى دور النشر والتحدث إلى مديرها، وطرح فكرة العمل لديه تطوعا بلا مقابل، وطرح أفكارها لتسويق الكتب بطريقة تجذب القارئ، وهو ما لاقى ترحيبا من مدير الدار.

بعد ثلاث سنوات من العمل في شارع المتنبي، تحقق حلم براء وافتتحت دار نشر خاصة بها وسمتها على اسمها، وبمعونة مالية من عائلتها انطلقت للعمل، مع وعد بتسديد مساعدتهم المالية عند استقرار المشروع..وحتى الآن طبعت الدار 15 إصدارا بين شعر ورواية ونصوص، وتحلم براء أن تكون دار النشر عالمية.

وتمنت براء أن تتبنى الحكومة والجهات المسؤولة أفكار الشباب وطموحاتهم، وقالت إنها حظيت بمساعدة عائلتها، لكن هناك كثيرا من الشباب الطموحين الذين لديهم أفكار عظيمة ولا يوجد من يقدم لهم يد العون للبدء.

درج الكتب
قصة نجاح أخرى حدثت شارع المتنبي، وهي لبائعة الكتب ليان القدسي التي كانت فكرتها إعادة إحياء ثقافة القراءة عبر إيجاد نقاط منتشرة لبيع الكتب في كل مدينة عراقية، وقد بينت أنها اختارت لمشروعها اسم “درج” لتشير إلى ارتقاء القراءة بالناس لأعالي سلم المعرفة.

حيث انها ترى في الكتب والقراءة اللبنة الأساس في ازدهار الشعوب، ومن باب الحرص على المساهمة في رفع الذائقة الأدبية عملت على تحقيق مشروع توفير الكتب في كل مكان.. ومن خلال هذا المشروع ستقدم الكتب للبيع أو الاستئجار وكذلك الجلسات الأدبية والورش الخاصة بطرق وأدوات الكتابة.

واجهت ليان صعوبات مالية في بداية مشروعها، واضطرت لأن يكون “درج” في زوايا داخل المقاهي والمطاعم حيث يتجمع الناس، خاصة الشباب، وهو ما يجعل وصول الكتاب إليهم أسهل لأن مراكز الكتب في بغداد قليلة جدا، لكن بعد ذلك تمكنت من فتح خمسة مواقع في بغداد ونقطة في الموصل، وتعمل حاليا على فتح مراكز للكتب في جميع المدن العراقية.

شاهد أيضاً

الاتحاد النسائي الإماراتي ينظم ملتقى “جودة الصحة النفسية للمرأة”

Share