
أسفرت نتائج الانتخابات لمجلس الأمة 2020 عن فوز 31 نائبا جديدا، وسقوط عدد من الرموز السياسية المشهورة، وتغيير بنحو %62 في تركيبة المجلس، وهو الأمر الذي نعتقد بأنه سيكون له تأثير كبير في التحالفات والتكتلات بداخل المجلس، ان هذه النتائج تدل دلالة واضحة على غضب الناخبين وتطلعهم الى تغيير الأوضاع التعليمية والصحية والاقتصادية وغيرها. وقد كان ملحوظا فوز المرشحين الشباب (30 عضوا في المجلس الجديد دون سن 45)، وذلك في وقت لم تتمكن مرشحة واحدة من الفوز بأي من الدوائر الخمس، وذلك للمرة الأولى منذ بداية تطبيق نظام الصوت الواحد في ديسمبر 2012. فمن 4 نائبات في مجلس 2009، إلى 3 نائبات في مجلس 2012، ثم اثنتين في مجلس 2013، فنائبة واحدة في مجلس 2016، ليشهد المجلس الجديد فشل المرأة في الحصول على كرسي بالمجلس. وحين نبحث عن الاسباب التي ادت الى غياب المرأة عن تبوؤ الكرسي الاخضر – رغم ان النساء يشكلن نحو %52 تقريبا من إجمالي عدد الناخبين (560 ألفا) – نجد ان نظام الصوت الواحد يجعل صوت الناخب محدود الخيارات، وبخاصة في بعض الفئات المجتمعية (قبيلة أو عائلة أو طائفة)، التي تضع نصب عينها نجاح افرادها الذكور في الانتخابات والحصول على كراسي بالمجلس لتحقيق تطلعاتها. كما ان العادات والتقاليد الاجتماعية ما زالت تحد من مشاركة المرأة بصورة كبيرة في حضور انشطة وفعاليات الدواوين ومناسبات الأفراح والأحزان الذكورية، مما يقلل من فرصها بكسب الاصوات والفوز في الانتخابات! كما انه من المعروف أن المرأة تجعل من اولوياتها في الطرح الانتخابي الدفاع عن حقوق المرأة (المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي مثلا)، مما يدل على اقتصار دورها على خدمة نساء المجتمع من دون الرجال! والنائبات السابقات لم يتقدمن باستجواب عند ملاحظتهن للفساد بالمؤسسات الحكومية، مما افقد الناخبين الثقة بأدائهن! اننا نطالب الحكومة بمنح المرأة حقيبة او اكثر من الحقائب الوزارية ليكون لها صوت مسموع بالمجلس.