
في أول منتدى لها تحت عنوان «الغاز لتوليد الطاقة» الذي نظمته في لندن يوم الثلاثاء الماضي سلطت مجلة بتروليوم ايكونوميست المتخصصة بأبحاث الطاقة والنفط والغاز الأضواء على التحديات التي سيخلقها على الأرجح استخدام الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء في الوقت الذي يتحول فيه العالم بعيدا عن الفحم، منها تحديات اجتماعية واقتصادية تتجاوز التكاليف، ناهيك عن الضغوط التكنولوجية والبيئية التي تواجهها هذه العملية بالفعل.
وأكد الخبراء في المنتدى أن نقابات تعدين الفحم القوية في ألمانيا وأوروبا الشرقية وجنوب آسيا وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى التحدي المتمثل في استبدال مئات الآلاف من الوظائف التي أوجدتها الصناعة، ستضع السياسيين امام بعض اكثر القرارات صعوبة فيما يتعلق بالطاقة.
وأضافوا الخبراء ان هذا سيشكل معارضة قوية برغم الأدلة على أن تحويل الغاز الطبيعي إلى طاقة يمثل أسرع وأنظف الطرق وأكثرها اعتمادية امام الحكومات التي تلتزم بتحقيق الاهداف المتعلقة بانبعاثات الكربون.
وقال رئيس تحليلات الطاقة العالمية في شركة ايرنست اند يونغ EY اندي بروغان «إنها مشكلة كبيرة على سبيل المثال في بلدان كالهند وغيرها من الدول التي لديها صناعة فحم محلية كبيرة. وإذا حاولت الحكومات استيراد الغاز لتنافس الفحم، فإنها ستواجه نوعا من تضارب المصالح، بالإضافة لمشاكل تتعلق بميزان المدفوعات وغيرها من التحديات».
من جانبها، قالت محللة شؤون الطاقة في شركة انيرجي اسبيكت، جين رانجيل «يمكن أن يكون الناس مدافعين شرسين للغاية عن صناعاتهم» في إشارة إلى أن معارضة بعض قطاعات المجتمع لتبني سياسات ـ برغم كونها صديقة للبيئة ـ ولكن لها آثارا جانبية ضارة على مصالحهم كانت واسعة الانتشار، ليس في الاقتصادات الناشئة فحسب، بل أيضا في دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا وفرنسا، وذلك برغم التعطش واسع النطاق لفوائد استخدام الغاز مثل استنشاق هواء أنظف».
وقال رئيس مركز أبحاث البيئة في شركة E3G توم بورك: «فمن ناحية نتوقع ان الأحداث ستتولى قيادة المرحلة الانتقالية، سواء كانت أحداثا سياسية أو متعلقة بالمناخ. ومن ناحية أخرى، هناك عواقب اجتماعية لم تؤخذ في الاعتبار وستكون بمنزلة قيود تؤدي إلى قرارات مختلفة في دول مختلفة».
وأبلغ الشريك وقائد قطاع الطاقة في EY فيكتور بيريز المنتدى بقوله إن «الفحم يثبت أنه يتمتع بمرونة تتجاوز توقعاتنا بكثير حتى قبل بضع سنوات».