
تُقبل تونسيات، يقلن إنهن مستبعدات منذ زمن من عالم الموسيقى الإلكترونية، على التعلم في أكاديمية محلية للتدريب على تشغيل وتنسيق الاسطوانات الموسيقية (دي جيه) على أمل الحصول على فرصة تساعدهن في بدء مسيرة مهنية في المجال الإبداعي.
تقول طالبات ومعلمات كثيرات إن العمل حتى ساعات متأخرة من الليل في الملاهي الليلية والحانات وعدم توافر التدريب ليس سوى جزء بسيط من الصعوبات التي تعترض طريقهن منذ سنين، وإن ذلك كان ضمن أسباب تأسيس الأكاديمية.
تدرب أكاديمية الدي جي للنساء (لو فبريكا) الطالبات، وتمنحهن الخبرة العملية علاوة على الأطر النظرية لمحاربة الصور النمطية حول هذا العمل باعتباره مهنة لا يمارسها سوى الرجال.
وفي الشهر الماضي، وفي إطار فعاليات دولية على مدى 16 يوما لمكافحة العنف القائم على النوع، اختارت لو فبريكا 16 طالبة لتقديم عروض أداء عبر الإنترنت لزيادة الوعي بالمساواة والقضاء على العنف ضد المرأة.
وقالت الدي جيه التونسية ألفة عرفاوي والمؤسسة المشاركة في لو فبريكا “أطلقنا حملة 16 منسقة أغاني ضد العنف، وهي عبارة عن مهرجان رقمي بث على صفحة لو فبريكا. لقد أردنا إعطاء دور لفنانات الأكاديمية لتعبيرهن عن رفضهن لكل أشكال العنف”.
بدأت ألفة عرفاوي العمل في هذا المجال سنة 2017 ومن حسن حظها عثرت على تدريب في تونس ينظمه معهد جوته الألماني.
ولكن بعد انتهاء البرنامج، قالت عرفاوي إنها لم تتمكن من العثور على مكان يمكن للفتيات من خلاله تطوير مهاراتهن وتعلم تقنيات موسيقية جديدة.
وتقول ألفة “الذي أردنا أن نقوله إن النساء تعترضها صعوبات أكبر عندما تريد الدخول لمجال الموسيقى الإلكترونية أو الفن بصفة عامة.. صعوبات متمثلة في إمكانية الولوج للتكوين، المعلومات أو الإمكانيات”.
وفي صورة من صور الاحتجاج على المشهد الموسيقي، أطلقت عرفاوي مع زميلتها ريم شرفي في عام 2018 منصة موسيقية -وهي مبادرة مستقلة – لتأسيس أول أكاديمية دي جيه للنساء في تونس ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.