نظمت جمعية السدو الحرفية الكويتية مسابقة بعنوان “انسج”، بهدف تعليم فن حياكة الصوف “السدو” والمحافظة على هذه الحرفة التراثية عبر خلق جيل جديد من المبدعين في هذا المجال.
السدو هو أحد الصناعات التقليدية التي تميزت بها المرأة البدوية، ويعكس التراث الشعبي للبيئة الصحراوية. تاريخياً، اشتهر الكويتيون بهذه الحرفة التي تعبر عن مهارة يدوية فائقة، وتعتمد على مواد وأدوات أولية مثل وبر الإبل وصوف الماعز والأغنام، وأدوات مثل المغزل والمخيط والأوتاد الخشبية.
في تصريح صحفي، أوضحت رئيسة مجلس إدارة جمعية السدو الحرفية الكويتية، الشيخة بيبي دعيج الجابر، أن المسابقة تهدف إلى نقل هذه الحرفة للأجيال الجديدة، وخلق مدربات يساهمن في تعليمها. وأعربت عن تقديرها للمشاركات اللاتي أبدين حرصهن على تعلم “السدو”، الذي يعني في اللغة “المد والاتساع”، مشيرة إلى أن هذه الحرفة تتطلب جهداً بدنياً كبيراً ودقة عالية.
من جهتها، قالت مديرة برنامج “انسج” لحياكة السدو، مسيرة العنزي، إن المسابقة تهدف إلى تعليم النساء مهارات حياكة السدو، وخلق جيل جديد من الحرفيات اللاتي يزودن الجمعية بمنتجات السدو ويحافظن على هذه الحرفة من الاندثار. وأضافت أن الإنتاج التقليدي للسدو تراجع بسبب تقدم أعمار النساء اللواتي كن يمارسن هذه الحرفة.
تمر عملية السدو بعدة مراحل، تبدأ بجز الأغنام في نهاية موسم الربيع، ثم تنظيف الصوف من الشوائب. بعد ذلك، يتم غزل الصوف وتحويله إلى خيوط على شكل كرة تسمى “الدجة”. ثم تأتي مرحلة صبغ الخيوط باستخدام ألوان مستخرجة من نباتات صحراوية مثل العرجون، العرفج، الحناء، والكركم. وأخيراً، تأتي مرحلة الحياكة التي تتضمن توصيل خيوط السدو مع بعضها البعض لتحويلها إلى منتجات نفعية.
كانت المرأة البدوية تستخدم في حياكة السدو رسومات وأشكال مستوحاة من البيئة الصحراوية، مثل الجمل، الخيل، المشط، والشجر، بألوان زاهية مثل الأحمر والبرتقالي. ومن أهم منتجات السدو هو “بيت الشعر”، الذي كان يحمي أهل البادية من برد الشتاء وحرارة الصيف، ويُصنع عادة من صوف الأغنام النجدية أو الأغنام ذات الصوف الأسود، والمعروفة بقدرتها على التكيف مع الظروف الصحراوية.