
اختار الحزب اليميني المتطرف في إيطاليا أن يرشح مهاجرة عربية على رأس لائحته الخاصة بالانتخابات المحلية التي ستنظم السنة المقبلة، في سابقة لم تعهدها البلاد من قبل.
ووسط تصاعد موجة العنصرية ضد المهاجرين والمسلمين في أوروبا، ستكون سعاد السباعي، المغربية الأصول، ذات حظوظ وفيرة، حسب المتابعين الإيطاليين، في الظفر بمنصب عمدة مدينة روما.
وبسبب قضية الرشوة التي تلاحق منافسها الرئيسي أغناسيو مارينو، وهو من يسار الوسط، فإنه على الأرجح سيجد صعوبة هذه المرة في الحفاظ على منصبه الذي تقلده في يونيو 2013.
وكانت المرشحة السباعي التي تصف نفسها بالمرأة العلمانية انتقدت في وقت سابق العمدة الحالي لمنحه ترخيصا ببناء مسجد جديد في العاصمة، الأمر الذي تسبب في ضجة في أوساط الأقلية المسلمة في البلاد.
ولم يكن اختيار هذه المرشحة، وفق المراقبين، وليد الصدفة، بل هو نتيجة لمجموعة من المواقف التي عبرت عنها منذ سنوات، ذلك أنها سبق لها أن أعلنت مناهضتها للحجاب ودعت إلى منع النساء المحجبات من دخول إيطاليا.
وقالت السباعي خلال أحد اللقاءات السياسية للحزب الإيطالي المتطرف إن الحجاب “يهين المرأة”، وإن المحجبات لم يجلبن إلا “المآسي والتطرف”، مبررة موقفها المعارض لبناء المساجد بكون هذه الأخيرة هي أماكن “للتضيق على المرأة”.
وبدأت هذه السياسية في تغيير مواقفها إلى التشدد قبل سنوات قليلة في اتجاه كل ما له علاقة بالهجرة والإسلام في إيطاليا، كما قادت حملة “أوقفوا الغزو” الداعية إلى وقف تدفق المهاجرين إلى روما.
والمرشحة تنحدر من مدينة سطات المغربية حيث ولدت سنة 1961، وتعيش في إيطاليا منذ 35 عاما مارست خلالها العمل السياسي في حزب سيلفيو برلوسكوني.
وبعد أن كانت مثلت هذه السياسية المثيرة للجدل حزب الوسط الإيطالي في البرلمان سنة 2008، انتقلت بشكل مفاجئ إلى اليمين المتطرف.