الجمعة , 20 يونيو 2025

د. بلقيس النجار تكتب: ما سبب استمرار تغييب المرأة؟

بعد ظهور نتائج انتخابات مجلس الأمة الأخيرة، وتبين غياب المرأة عن المجلس، عقدنا الأمل على الحكومة لتنصف المرأة وتتوسع في توزيرها ليبدأ عهد جديد تشارك فيه المرأة في صنع القرار، خاصة أنها تمثل أكثر من نصف المجتمع. لقد كنا على ثقة أن الحكومة الجديدة ستضم على الأقل ثلاث وزيرات، ولكن للأسف خابت الآمال واقتصرت الحكومة على امرأة وحيدة. ويحق لنا ان نتساءل: لماذا تقوم الحكومة بتهميش المرأة وتغييبها عن مناصب صنع القرار؟ هل هو الخوف أو تجنب الصدام مع النواب الأصوليين، الذين ينظرون الى المرأة على انها عورة، ولكن لا يمانعون من الاستفادة من صوتها في صندوق الانتخابات؟ بالفعل هو سؤال محير ولكنه يعكس الواقع الذي تعيشه المرأة الكويتية في مجتمعها وتحت ظل حكومتها. فالمرأة الكويتية بصفة عامة مشهود لها بالكفاءة وقوة الشخصية والحكمة، وهذا ما توارثته من الأمهات والجدات. فالمرأة هي من كان يتولى رعاية الأسرة والمجتمع عندما غاب الرجل عن الوطن للعمل والتجارة في زمن الغوص والسفر لفترات تمتد الى أشهر عدة، وهي من أدارت بيتها بحكمة واقتصاد، وهي من تولت رعاية الأبناء في غياب رجال البيت. وفي عصرنا الحالي أثبتت المرأة جدارتها وكفاءتها في إدارة العمل بل وتفوقت على أخيها الرجل في مواقع عدة، وهناك أمثلة عديدة في المؤسسات الحكومية والخاصة على حد سواء. ولكن على الرغم من تميز المرأة الكويتية في مجالات مختلفة وتمتعها ظاهريا بكامل حريتها فإن المجتمع يقف لها بالمرصاد ويكبلها بقوانين من صنع الرجل ويضعها في درجة أقل من الرجل وتكون منقوصة الحقوق ولكن تتساوى معه بالواجبات، في حين أن الدستور الكويتي يساوي بين المواطنين، سواء كانوا ذكورا أو إناثا، في الحقوق والواجبات. إن مشاركة المرأة في مراكز القيادة العليا من الأساسيات في كل مجتمع، فللمرأة نظرة شمولية ليس فقط فيما يتعلق بالقوانين الخاصة بالأسرة، وانما تتعداها الى التعليم والإدارة والاقتصاد. ولو أتيحت الفرصة للمرأة فسنرى معالجة للأمور من زاوية مختلفة وإبداعية، من شأنها إبراز وجه الكويت الجميل والنهوض بالمجتمع بصفة عامة. كما سنرى معالجة لبعض القوانين الحالية التي تنتقص من حق المرأة وما أكثرها. نأمل من الحكومة أن تعمل على تعزيز ثقافة احترام مهنية المرأة واختيارها لتتبوأ مناصب قيادية في القطاعين العام والخاص، فالمرأة الكويتية أثبتت قدرتها ومكانتها في المحافل الدولية، وقد حان الوقت اليوم أن تكرم فعليا في بلدها، ليس فقط شعارات وبهرجة إعلامية، ولكن عن طريق اختيارها لمراكز قيادية هي أهل لها وعن طريق تمكينها من قرارها، قرارها بيدها.

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share